رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زوال أرض السودان.. الخطر القادم

هل انتهت المؤامرات المحيطة بالسودان عند انفصال الجنوب؟ هل هناك فصول أخري من كتاب السودان الحزين لم تقرأ بعد؟ وهل الأطماع المحيطة بالسودان داخلية أم خارجية؟ وأخيراً هل يأتي ذلك اليوم الحزين الذي نصحو فيه ونجد السودان أثرا بعد عين؟ وكأنه لم تكن هناك دولة أصلاً اسمها السودان؟

«زوال أرض السودان.. الخطر القادم» هو أحدث مؤلفات الكاتب السوداني المقيم بالقاهرة محمد النعيم بعد كتابه السابق «تفتيت السودان»، صدر الكتاب عن دار نشر «جريدة الورد» وهو يقطع في 408 صفحات ويضم بابين كل باب يحتوي علي خمسة فصول، ويحذر الكتاب من الأخطار التي تحيط بالسودان قبل وقوعها، وكأنه صيحة إنذار لكل من يعنيهم الأمر بعد اقتطاع 28٪ من الأرض في الجنوب، للمحافظة علي باقي السودان ليس من التقسيم كما جري مع الجنوب، بل من زوال الدولة السودانية ككل من الخريطة لتصبح أثراً بعد عين.
ويكشف النعيم في كتابه ان قدر أرض السودان كتب لها ان تتناقص وتتآكل ولا ينعم أهلها بالسلام والاستقرار، فبعد انفصال جنوب السودان انفجرت حروب أهلية جديدة في الشمال الجنوبي، قد تؤدي إلي تقطيع جديد للأرض ينتهي بزوال أرض السودان، ويقدم المؤلف كتابه المهم ليقرأه الحاكم والمحكوم في السودان وخارجه، حتي لا يأتي يوم يتباكي فيه حزب المؤتمر الوطني في أعلي قمته وقاعدته، أو ان تشكو القوي السياسية وأهل السودان ندما وحسرة علي ما حل بالوطن من تآكل وتقطيع للأرض، وقتل وتدمير وتشريد للشعب.
ويحذر الكتاب من ان الأوضاع في السودان أكبر وأخطر مما نتصور ولا تحتمل التأخير والتسوية والتلاعب بعامل كسب الوقت، وهذا كله لا ينتظر الإجابة عن الأسئلة الغبية علي من يقود البلاد بعد التغيير، لان أرض السودان تتآكل وتتناقص مع فجر كل يوم جديد، والشعب علي شفا هاوية بسبب الرصاص الطائش والقصف الجوي الماحق والضائقة المعيشية الخانقة، والانحدار بسرعة الصاروخ نحو الهاوية، ولن يعود السودان إلي سابق عهده إلا بتضحيات كبيرة وعظيمة يسكب فيها الدم والعرق، وهذا يهون إن كان في القلب ذرة من حب لتراب الوطن.
ويتضمن كتاب «زوال أرض السودان» العديد من الوثائق والمستندات والخرائط والملاحق التي لا تقبل التشكيك حول حقيقة الأخطار المحدقة بأرض السودان، بعد انتهاء المرحلة الأولي بنجاح منقطع النظير في انفصال الجنوب، ويصحح الكتاب المفاهيم الخاطئة التي تروج إلي ان الحرب بين حزب المؤتمر الوطني والقوي الخارجية قد وضعت أوزارها بانفصال الجنوب، والحقيقة ان أعداء السودان يدبرون كل يوم وسيلة جديدة لتمزيق السودان وتقطيعه أشلاء مبعثرة مستخدمين في ذلك أوراقا مهمة في لعبة الحرب والسلام، من أبرزها قضايا حقوق الإنسان والتحول الديمقراطي، بهدف زوال أرض المليون ميل

مربع من الخريطة الكونية.
وحول وسائل زوال أرض السودان، يكشف المؤلف ان ذلك يتم عبر سياسات حكومة الخرطوم العنيفة تجاه مواطنيها أو بتمويل خارجي لدولة جنوب السودان أو عبر بؤر التوتر الدائمة في دارفور والمناطق المهمشة في جنوب كردفان والنيل الأزرق وابيي وما يصاحبها من جرائم ضد الإنسانية، تستدعي التدخل أو المساءلة الدولية، أو عبر هجين من المزيلات الداخلية والخارجية، من خلال الاستخدام المفرط للقوة للقضاء علي الاحتجاجات الشعبية والانفلات الأمني وانعكاس ذلك علي المجتمع الدولي.
وفي ختام الكتاب يدعو المؤلف النعيم القائمين علي أمر السودان إلي فهم أسباب تخوفه علي السودان الكبير والعظيم في أرضه وشعبه، وان يحظي الكتاب بعناية كل سوداني في قلبه ذرة من حب للوطن وترابه، علي أمل التحرك سريعا لإيقاف نزيف الأرض وإبعاد شبح وخطر الزوال الذي يهدد أرض السودان.
< استهداف="">
كان مترو الأنفاق يقطع الطريق نهبا متنقلا بين المحبطات، وفجأة صعد شاب عندما نظرت إليه للوهلة الأولي أدركت انني أمام عميل أو خائن أو أي شيء يمكن ان يحط من قدر الإنسان، وحدث كما توقعت تماما، أخذ الشاب الغريب يلقي خطبة ركيكة عصماء يحاول بها جمع مؤيدين له، فأخذ يهاجم الجيش بأقذع الألفاظ وأحط الاتهامات، الركاب تجاهلوه لانه يتحدث في أحد الثوابت الوطنية المصرية، لأننا جميعا نعرف قدر ووطنية الجيش المصري والتضحيات الكبيرة التي قدمها في كل الحروب من أيام أحمس الأول إلي ثورة يناير وتوابعها، ولما لم يجد الشاب أنصارا له، نزل في المحطة التالية محاولا البحث عن ضحايا جدد في قطار آخر، هنا تذكرت كلمة جان جاك روسو فيلسوف الثورة الفرنسية «أيتها الحرية.. كم من الجرائم ترتكب باسمك»، وأجد لزاما علي ان أردد «أيتها الثورة المصرية.. كم من الجرائم ترتكب باسمك».

[email protected]