رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلمى الجيوسى.. ونجيب محفوظ

يبدو أن حالة السيولة والغموض لم تعد تقتصر على المناخ السياسى فقط بسبب الجدل حول الرئيس التوافقى ولعله هو نبيل العربى أم منصور حسن، بل امتد الغموض والجدل إلى الحياة الثقافية أيضاً! ونقصد هما الهجوم غير المبرر من الشاعرة الفلسطينية سلمى خضراء الجيوسى على نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل فى الآداب كأول عربى يحصل عليها فى العام 1988.

لقد ذكرت سلمى مؤخراً أنها منحت محفوظ الجائزة وأن كتاباته ممتعة ولكن كتابات أمين معلوف أكثر إمتاعاً، وذكرت كذلك أن محفوظ لم يكن روائياً عظيماً رغم اعترافها بدوره فى تحديث الرواية العربية، والطريف أيضاً فى كلام سلمى الجيوسى هو إصرارها على أن الشاعر أدونيس كان يستحق جائزة نوبل لولا هجومه على الثقافة العربية بأساليب دون المستوى.
أعتقد أن سلمى الجيوسى يجب أن تراجع نفسها على هذا الكلام المنسوب إليها إذا كان قد تم تحريفه، وإلا تكون لنا وقفة معها تتطلب تذكيرها بالآتى:
أولاً: نجيب محفوظ استحق جائزة نوبل عن جدارة بترشيح عدة جامعات ومراكز أكاديمية ثقافية على رأسها جامعة جورج تاون الأمريكية وجامعة السوربون الفرنسية إلى جانب عشرات الأكاديميات الأخرى فى أوروبا وروسيا، وهى لا تجامل فى ترشيحاتها أبداً.
ثانياً: تذكر سلمى الجيوسى أن محفوظ حصل على جائزة نوبل بالصدفة البحتة، باعتبار أن عضو الأكاديمية السويدية التى تمنح نوبل والمعادى لحصول أى عربى على الجائزة كان مريضاً بالمستشفى وقت تسلم محفوظ الجائزة، وهذا الكلام يمكن التحقق منه بسؤال الأكاديمية السويدية، ولكن كشف أسرار جائزة نوبل لن يتم قبل مرور 50 عاماً على حصول الفائز عليها، أى بالنسبة لمحفوظ عام 2038 باعتبار أنه حصل على نوبل 1988.
ثالثاً: بالنسبة لأحقية أدونيس فى الحصول على الجائزة فهذا الكلام غير صحيح أيضاً، لأن أدونيس تم استبعاد اسمه من الترشيحات الأولى لقلة مؤيديه وكثرة منتقديه فى الوسط الثقافى بالعالم العربى.
والأهم من ذلك أن أدونيس كاتب نخبة أى أنه يكتب للنخبة فقط التى تقوم بدورها بتوصيل رسالته إلى المجتمع، عكس نجيب محفوظ الكاتب الجماهيرى الشعبى البسيط الذى عايش كل الطبقات فى المجتمع، وابتكر شخصيات أصبحت أكثر شهرة منه مثل السيد أحمد عبدالجواد

وعيسى الدباغ، فى الثلاثية والسمان والخريف على التوالى، أما بالنسبة للكاتب أمين معلوف وأن كتاباته أكثر إمتاعاً من محفوظ، فهذا كلام غريب، لأن معلوف نفسه قليل الإنتاج وعندما حصل محفوظ على نوبل لم يكن معلوف كتب سوى رواية «الأفريقى» وهو ينتمى للثقافة الفرانكوفونية ويعيش بإحدى جزر البحر المتوسط ولا يصح مقارنته أبداً بالكاتب العالمى نجيب محفوظ.
رابعاً: المعروف أن سلمى خضراء الجيوسى شاعرة ومترجمة وناقدة، والثابت أنها توقفت عن كتابة الشعر منذ زمن بعيد وسبقها الكثيرون من السفراء الفلسطينيين، وهى كمترجمة أفضل، أما بالنسبة للنقد فيمكن قبولها كناقدة ولكن ليس للحد الذى يمكنها من نقد أعمال نجيب محفوظ الذى أحدث ثورة فى الرواية العربية وطور لغة السرد وقام بتوظيف الأفكار الفلسفية والفكرية والجمالية والنفسية فى رواياته خير توظيف، والأهم من ذلك أن محفوظ نفسه تطور مع الرواية وفق التطورات السياسية والثقافية والاجتماعية فى مصر والعالم العربى والعالم طوال 70 عاماً.
ويبقى السؤال: لماذا هاجمت الشاعرة الفلسطينية سلمى الجيوسى كاتبنا الكبير نجيب محفوظ الآن؟
هل هى تبحث عن «شو إعلامى» نظراً لانحسار الأضواء عنها؟ أم لديها زهايمر أدبى يجعلها لأتذكر الأحداث الثقافية بدقة؟ أم تريد تسويق أحد مشروعاتها الثقافية بالتسلق على أكتاف محفوظ بحثاً عن دعم لمشروعها؟
سؤال ننتظر الإجابة عنه من الشاعرة سلمى خضراء الجيوسى، وإن كنا نعتقد أنها لن تجيب عنه أبداً> لأن أية إجابة لن تكون فى صالحها على الإطلاق.
[email protected]