رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تجليات الثورة

.. وأخيراً انتصرت ثورة الشباب الديمقراطية.. انتصرت الحرية.. انتصرت مصر المستقبل!! لقد حبست الثورة الديمقراطية أنفاس المصريين والعرب والعالم جميعا من اندلاعها في 2011/1/25.. وطيلة 17 يوما هي عمر الثورة، دخل الشباب المعتصمون في معركة الصمود للاستجابة لمطالبهم ضد نظام مبارك السابق، وكان الخوف ان يتسرب اليأس الي نفوس المتظاهرين ولكن أثبتت الأيام  صدق عزيمتهم وصدق ارادتهم لتغيير النظام بالجملة وليس اجراء تعديلات دستورية أو اقالة وزارة وتعيين أخري أو تعيين نائب لرئيس الجمهورية.. الحدث ـ الثورة ـ أكبر من عرض في عجالة والمؤكد أن يوم  2011/2/11 سيصبح علامة فارقة في التاريخ المصري باعتباره يوم الثورة الديمقراطية التي تعد امتدادا للثورات السابقة مثل ثورة عرابي 1882، ثورة سعد زغلول 1919 ثورة جمال عبدالناصر في 1952.

ثورة 2011 تختلف عن كل الثورات السابقة، والمتتبع لمسيرة الثورة منذ اندلاعها في  2011/1/25 حتي تحقيق النصر وتنحي مبارك في

2011/2/11 يرصد العديد من التحليلات التي ارتبطت بها والتي يمكن تلخيصها في الآتي:

أولاً: بدأت باعتصام واحتجاج ثم انقلبت الي ثورة شعبية جارفة فلم يكن القائمون علي الاحتجاج وهم شباب الفيس بوك والجمعية الوطنية للتغيير وحركة كفاية و6 أبريل وشباب الوفد والاخوان سيتوقعون ان يتحول الاحتجاج الي ثورة وكانت مطالبهم في البداية تنحصر في حل مشكلة البطالة وزيادة الاجور واطلاق الحريات، وازاء اصرار النظام علي تجاهل تلك الاحتجاجات والتعامل معها أمنيا في يوم الجمعة 2011/1/28 ارتفع سقف المطالب الي تنحية مبارك واسقاط النظام بالكامل وهو ما تحقق فعلا في 2011/2/11.

ثانياً: ثورة الشباب ايقظت الشعور الوطني وحددت الخطاب الحماسي والتعبداي في الوجدان المصري فمنذ سنوات طويلة غابت الأغاني الوطنية لأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وشادية وغيرهم وبدلا من أن يردد الشباب الأغاني الهابطة لبعض المطربين والمطربات المنافية للذوق العام، عادت أغاني »بحبك يا مصر« و»خللي السلاح صاحي«.

ثالثاً: حققت ثورة الشباب ما يشبه المعجزة في القضاء علي اسطورة الحزب الوطني الديمقراطي الذي احتكر المشهد السياسي منذ العام 1978 وحتي الآن بسلاح التزوير والبلطجة والمال ولم يتوقف الأمر عن هذا الحد، بل أدت الثورة وستؤدي حتما الي حل مجلسي الشعب والشوري المطعون في شرعيتهما ببطلان العديد من الدوائر الانتخابية كما يتم مستقبلا الاعداد لاصدار دستور جديد للبلاد يتلافي المواد المعيبة في الدستور الحالي وأشهرها المواد 76، 77، 88..  باختصار أدت الثورة الي

شطب حقبة بأكملها كانت معيبة في التاريخ المصري منذ حل الأحزاب السياسية في العام 1953 وحتي الآن.

رابعاً: أدت الثورة الديمقراطية الي توجيه الاتهام لبعض رموز النظام السابق بالفساد مثل أحمد عز والمغربي ورشيد وجرانة، وهم الآن امام النيابة والقضاء للتحقيق في صحة هذه الاتهامات.. بل ان الاتهامات بالفساد طالت الرئيس السابق مبارك شخصياً حيث قدرت صحيفة الجارديان ثروته بين 40 ـ 70 مليار دولار..

خامساً: من تجليات الثورة أيضاً تحريك المياه الآسنة في الشارع السياسي العربي، ولأن مصر دولة محورية في المنطقة، فقد بدأت بوادر حراك  في الجزائر واليمن والأردن وسوريا، ويتوقع اندلاع احتجاجات أو مظاهرات في تلك الدول استلهاما من الثورة الديمقراطية في مصر باعتبارها  نموذجاً.

سادساً: اثارت الثورة الديمقراطية في مصر الفزع والرعب في اسرائيل خوفا من إلغاء اتفاقية السلام وقد رأينا رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو يطالب وزراءه بالصمت علي ما يجري في مصر وفور نجاح الثورة طالب المتحدث الرسمي الأمريكي بضرورة الحفاظ علي اتفاقية السلام أما امريكا فقد بدا موقفهما متخطيا طوال الأزمة مرة مع مبارك ومرة ضده ومرة ثالثة امساك العصا من المنتصف ولما نجحت الثورة أعرب الرئيس الأمريكي أوباما عن فرحته بها  وقال ان الحدث يشبه انهيار سور برلين في العام 1989..

باختصار.. لقد غيرت ثورة الشباب الديمقراطية قواعد اللعبة السياسية في مصر والعالم وهي  تعد مقدمة لاصلاح اقتصادي واجتماعي شامل في مصر يحقق العدالة  الاجتماعية والمواطنة والحرية للجميع ولا مكان في مصر  الجديدة للفاسدين والمفدسين وتجار الذمم والبلطجية ولا احتكار للسلطة لحزب  معين للأبد.