رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نظرة تأملية في الثورة الديمقراطية!!

من أصعب الأمور علي الكاتب رصد وتحليل وقراءة حدث، مستمر، يتفاعل دوماً، يتحرك علي أرض الواقع، لأن رصد وتحليل وقراءة وفهم ظاهرة ما يتطلب اكتمالها والاحاطة بعناصرها ومعرفة تفاعلاتها وقراءة سيناريو الحدث من اوله إلي آخر نقطة انتهي إليها..

لابد أولا أن نعترف جميعاً بأن حركة شباب 25 يناير 2011.. ثورة ديمقراطية بكل معني الكلمة، وقد ضمت إليها كل عناصر طيف المعارضة تقريباً مثل الجمعية الوطنية للتغيير وكفاية وشباب الجامعات وحركة 6 أبريل وشباب الفيس بوك وحزب الكرامة ناهيك عن الاحزاب السياسية الكبيرة مثل حزب الوفد الجديد والتجمع والناصري اضافة الي جماعة الاخوان المسلمين..

لقد فاجأت ثورة 25 يناير الجميع.. المعارضة القديمة والجديدة وحكومة الحزب الوطني والقوي الاقليمية والدولية.. بل لقد فاجأت الثورة الثوار انفسهم اصحاب الحركة الذين دعوا إلي التجمع السلمي في هذا النظام والمطالبة باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، ومع تزايد اعداد المحتجين وتفاعل مختلف فئات الشعب المصري لها ارتفع سقف المطالب حتي طال رحيل مبارك أو تنحيه من السلطة الان وليس غداً والان يعني امس كما ذكر المتحدث باسم البيت الابيض الامريكي..

ونظراً لاستمرار الحدث - الثورة - وعدم الوصول إلي حلول وسط ترضي الثوار المحتجين في ميدان التحرير، يمكننا قراءة العديد من الزوايا المرتبطة بالثورة الديمقراطية والتي تتلخص في الآتي:

اولا: تحولت الثورة من الوجه المضيء لها المطالب بالتغيير السلمي للسلطة وتعديل الدستور وحل مجلسي الشعب والشوري إلي العنف والفوضي بسبب انسحاب قوات الشرطة من الشوارع وقيام قيادات من الحزب الوطني باعمال نهب وتخريب لمقار الحزب الوطني في المحافظات، مما يؤكد تورطهم في قضايا فساد كبري وهو ما يتطلب حل الحزب الوطني الديمقراطي أو استبعاد قياداته من الحكومة بالكامل فصل الحزب عن الدولة.

ثانياً: ثورة 25 يناير خاصة بالشباب الذي اشعلها ولكن المتابع لمجريات الاحداث يلاحظ أن الاخوان المسلمين ركبوا الموجة ونظموا صفوفهم لحشد المتظاهرين والقيام بعمليات الامداد التموين للشباب المتظاهرين في ميدان التحرير، وهذا كله يتطلب ضرورة الفصل بين هؤلاء الشباب والاخوان وانشاء حزب سياسي خاص بشباب 25 يناير لكي يندمجوا في العمل السياسي ويصبحوا حزباً سياسياً شرعياً يعمل تحت سمع وبصر الدولة..

ثالثاً: اصر المحتجون في ميدان التحرير علي ضرورة رحيل مبارك الان وليس غداً يتطلب التعامل معه بحكمة وقد ذكر اللواء عمر سليمان نائب رئىس الجمهورية والفريق احمد شفيق أن الرئيس باق في منصبه حتي اكتمال مدة الرئاسة لان تنحيه الان يتنافي مع اخلاق الشعب المصري والاصول والتقاليد الاجتماعية.. وفي اعتقادي أن الازمة اذا لم تصل إلي حل يرضي الطرفين، الحكومة والثوار، ينبغي تأمين سلامة هؤلاء الشباب في ركن

معين بالميدان حتي يعبروا عن رأيهم بحرية بعد حمايتهم، مع تحقيق السيولة المرورية لكي يعود الموظفون والعمال إلي وظائفهم ولا تصاب البلاد بالشلل التام، وهذا موجود فعلاً في بريطانيا اعتي الديمقراطيات في العالم، حيث يذهب المعارضون إلي حديقة الهايد بارك لكي يدلوا بأرائهم بحرية في مختلف القضايا والاشخاص ولكن الحياة تستمر ونهر الشارع لا ينقطع، وتحمي الشرطة البريطانية هؤلاء المحتجين في الحديقة طالما لم يرتكبوا اعمال عنف وفوضي..

ثالثاً: ما حدث في 25 يناير وحتي الان ثورة ديمقراطية بكل المقاييس ولكن هناك فرقا بين الثورة والفوضي.. البناء والتخريب.. وهذا يتطلب ضرورة وعي الثوار الجدد بالمخططات التي تستهدف الوطن، والا ما معني مباركة المرشد الاعلي للثورة الاسلامية في ايران علي خامئني الثورة الديمقراطية في مصر واعتبارها بداية لثورة اسلامية!! وما معني مطالبة الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بضرورة رحيل الرئيس مبارك الان وليس غداً.. وهذا شأن داخلي مصري وليس شأناً عالمياً.. المصريون هم الذين يختارون رئيسهم وهم الذين يقررون عزله اذا حاد عن جادة الصواب!!

رابعاً: يجب البناء علي ما حدث وضرورة استثمار الحدث - الثورة - لاجراء اصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي شامل في البلاد بعد ان وصلت مصر إلي مكانة متردية علي يد حكومات الحزب الوطني واستمرار مبارك رئيساً لمدة 30 عاما متواصلة، والف باء الاصلاح ضرورة اشراك الشباب في بناء مصر الجديدة التي ننشدها، وتقديم كافة المفسدين الي المحاكمة بعد ان طال الفساد كافة مرافق الدولة، وتقوية احزاب المعارضة وتبنيها مطالب هؤلاء الشباب لكي تعبر عن ضمير المجتمع، ولن يتحقق كل ذلك الا بتعديل الدستور وحل مجلسي الشعب والشوري والتداول السلمي للسلطة واتاحة الفرصة لاهل الخبرة وليس الثقة كما كان سائداً قبل 25 يناير 2011..