عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

25 يناير.. يوم الغضب والاختبار!

تحول يوم 25 يناير 2011 الذي وافق عيد الشرطة المصرية بمناسبة تصدي أفرادها جنوداً وضباطاً لقوات الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير 1952 بقيادة الزعيم فؤاد سراج الدين وزير الداخلية وقتها، هذا العام إلي يوم الغضب والاختبار!!

لقد اتفقت بعض قوي المعارضة وعلي رأسها الجمعية الوطنية للتغيير وحركة كفاية وشباب 6 أبريل علي التظاهر السلمي في هذا اليوم باعتباره يوماً للغضب لتحقيق بعض المطالب وعلي رأسها رفع الحد الأدني للأجور إلي 1200 جنيه وصرف بدل بطالة للشباب العاطل، وجاءت الفكرة استلهاماً لثورة الغضب في تونس التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي الذي اضطر إلي الهروب إلي السعودية، والرسالة التي تريد قوي المعارضة تقديمها أن الأوضاع في مصر لا تقل سوءاً عن الأوضاع في تونس إن لم تكن أسوأ في نواح كثيرة خصوصاً في الفساد والبطالة، وإذا كان هامش الحرية يتسع نسبياً في مصر، إلا أن تونس حققت معدلات تنمية وإصلاحاً إدارياً وتعليمياً أفضل من مصر في السنوات الأخيرة.. واندلعت ثورة الغضب في توسن التي أقالت الرئيس بن علي بعد انتحار الشاب محمد البوعزيزي بعد مصادرة بضاعته التي يقتات ويعيش منها في السوق.

الأوضاع في مصر سيئة وخطيرة وتنبيء بأي شيء، وقد قضي الحزب الوطني علي أي أمل حقيقي في الإصلاح بتزوير الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وفور اندلاع ثورة الياسمين أو الغضب في تونس تنبأت بعض الصحف العالمية والإسرائيلية حدوث حركات احتجاج أو ثورات مشابهة في بعض دول المغرب العربي ومصر والأردن، واختارت حركة المعارضة في مصر 25 يناير الذي يواكب عيد الشرطة يوماً للغضب والاحتجاج والتظاهر السلمي لتحقيق بعض المطالب المتعلقة بالأجور إلي جانب تحقيق مطالب أخري أكبر وأهم مثل إلغاء قانون الطوارئ وتوسيع هامش الحريات وكشف الفساد.

يوم الغضب لن يشمل قوي رئيسية وفاعلة في الشارع السياسي المصري، حيث أعلنت جماعة الإخوان المسلمين رفضها المشاركة في تلك التظاهرات،

كما دعت الكنيسة الأقباط إلي عدم المشاركة فيها، أما حزب التجمع فقد أكد رفضه المشاركة في يوم الغضب واستنكر رئيسه الدكتور رفعت السعيد اختيار 25 يناير - وهو عيد الشرطة - للاحتجاج والتظاهر ضد النظام، وقال إن الاختيار شيء ويشبه اختيار يوم 23 يوليو للهجوم علي جمال عبدالناصر مع أنه صاحب ثورة يوليو 1952!

حكومة الحزب الوطني تبدو قلقة من يوم الغضب واستعدت للمواجهة وأعلنت قيام تظاهرات مضادة لصالح النظام تؤيد حسني مبارك وقامت بطبع آلاف البوسترات واتفق علي تلك الحملة - التي انتقلت إلي بعض المنتديات الاجتماعية مثل الـ»فيس بوك« و»توتير« بعض كبار رجال الأعمال.

سيناريو التظاهرات المضادة يأتي استكمالاً للتظاهرات المعتادة السابقة التي قام بها الحزب الوطني وبعض الرموز الثقافية والوطنية رافعين شعار »وحدة الهلال مع الصليب« ضد مظاهرات بعض الشباب الأقباط التي اندلعت بعد تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية في مطلع العام الجديد.

ويبقي أن نذكر أن 25 يناير هو يوم الغضب والاختبار.. اختبار المعارضة في حشد قواها وتوصيل رسالتها إلي النظام الحاكم والمؤسسات الدولية والإقليمية.. واختبار للحزب الوطني في امتصاص غضب المتظاهرين وعدم دفع الأحداث نحو حافة الهاوية.

مصر كلها في اختبار حقيقي يوم 25 يناير.. إما التظاهر السلمي وإما الفوضي.. إما الإصلاح وإما الصدام.