عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تونس.. الحمراء!!


مع أنني لا أؤمن بالحظ والطالع وتوقعات العرافين وخبراء الفلك والنجوم، ولدي يقين ثابت بأنه لا يعلم الغيب إلا الله؛ إلا أنني عندما قرأت توقعات بعض العرافين وخبراء الفلك والنجوم حول 2011 انتابنى قلق حقيقي حول بعض التوقعات وأهمها حدوث توترات واضطرابات في دول المغرب العربي في مطلع العام الجديد كما توقع الفلكي التونسي الخطابي!

نظرياً يمكن رصد حدوث بعض الاضطرابات والقلاقل الاجتماعية من استقرار خريطة الحاضر والواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي لبلد ما أو مكان، كما يرصد خبراء الاجتماع ومراكز الأبحاث والدراسات السياسية، ولكن النظرية شيء والواقع والتطبيق شيء آخر تماماً، فكثير من الأحداث السياسية والتفاعلات الكبري في تاريخ الإنسانية بعضها جري بالصدفة ولم تكن نتيجة تراكمات أو تفاعلات ما.. من كان يتوقع تمرد الأمن المركزي في مصر؟ هل رصد أحد احتمال اغتيال السادات في يوم العرض العسكري 6 أكتوبر 1981 وبين جنوده وقواده وتحت الحراسة الشخصية لحرسه الخاص؟ لذا عندما تابعت وطالعت أخبار تونس مؤخراً أصابني الوجوم والحزن المكتوم، فها هي تونس الخضراء تتحول إلي تونس الحمراء.. لقد اضطر الرئىس التونسي زين العابدين بن علي أن يرحل تحت ضغط المطالبة الشعبية باستقالته رغم كل الوعود التي قطعها علي نفسها قبل رحيله مثل

إطلاق الحريات العامة ومحاكمة المسئولين عن الفساد والتحقيق في أحداث العنف والاضطرابات التي عمت تونس منذ أربعة أسابيع سقط خلالها أكثر من 90 قتيلاً وآلاف الجرحي من المواطنين والشرطة.

لقد استرد التونسيون حريتهم بعد سنوات طويلة من القهر والحكم البوليسي وغلاء أسعار وبطالة وفساد طال أسرة زوجة الرئيس ليلي الطرابلسي ابنة بائع الخضار التي أصبحت سيدة تونس الأولي.. وانتقلت شرارة الحرية إلي البلدان المجاورة وأهمها الجزائر وليبيا، فحدثت بعض الاضطرابات الشعبية بسبب غلاء الأسعار والبطالة في الجزائر وعدم تسليم المساكن في ليبيا، وها هي الصحف الإسرائيلية تحذر من انتقال الاضطرابات إلي المغرب ومصر والأردن، فهل يتحرك المسئولون في مصر قبل الأوان لوأد الاضطرابات الشعبية قبل اشتعالها.. كل ما هو مطلوب هو تقديم المسئولين عن الفساد للمحاكمة وإتاحة فرص العمل للشباب العاطل وتوسيع هامش الحريات والديمقراطية.