رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جنوب السودان.. أسئلة الانفصال!

في 9 يوليو الماضي أعلن رسميا انفصال جنوب السودان عن الدولة الأم السودان، تحت مسمي دولة السودان الجنوبي أصبحت لها سفارة في حي المعادي بالقاهرة، ليصبح انفصال جنوب السودان حقيقة واقعة فعلا، جري التمهيد لها في العام 2005، وهو ما يعد ضربة جديدة وقاتلة لمشروع الوحدة العربية وأكبر خسارة للعرب منذ إعلان قيام دولة إسرائيل

علي حساب فلسطين في العام 1948.
لقد قال كاتبنا الكبير الراحل أحمد بهاء الدين يوما «يا ويل العرب ان انفصل جنوب السودان» وكأنه يقرأ الطالع، لتتحقق مشاريع الهيمنة الأمريكية - الإسرائيلية - في السيطرة علي منطقة الشرق الأفريقي بالكامل، وهو ما يضع مصر في مأزق حقيقي فيما يتعلق بأمنها القومي وحصتها من مياه النيل، والمتنازع عليها بين دول حوض النيل، والتي تريد تعديل اتفاقية دول حوض النيل بما يتماشي مع المستجدات، متجاهلة حقوق مصر التاريخية وزيادة عدد سكانها، وهو ما يتطلب زيادة حصتها من مياه النيل، أي عكس مما يجري تماما حاليا، وجاء مولد دولة جنوب السودان مؤخرا، لتتفاقم مشكلة مصر المائية فعلا، لأن دولة جنوب السودان تتطلب 10 مليارات متر مكعب أو من حصة شمال السودان التي تحصل علي 14 مليار متر مكعب، وبالتالي نحن أمام مأزق مائي حقيقي.
انفصال جنوب السودان يطرح أسئلة صعبة، ولكن لابد من الإجابة عنها وأهمها:
- ما هي خطط مصر إزاء النفوذ الإسرائيلي في جنوب عاصمة دولة جنوب السودان؟
- هل تمتلك مصر الإمكانيات المادية للقيام بمشاريع تجعل لها كلمة مسموعة لدي أهل جنوب السودان؟
- ماذا أعدت القاهرة لمخطط الربط التجاري بين الخرطوم - جوبا - إديس أبابا؟ ألن يكون هذا المخطط علي حساب العلاقات التجارية بين القاهرة - جوبا، والقاهرة - الخرطوم؟
- أليس من الأرجح نظرا للروابط الجغرافية والتاريخية والاقتصادية - أن تتجه دولة جنوب السودان شرقاً إلي دول الكوميسا - المجموعة الاقتصادية لدول شرق أفريقيا - لتقوم بتصدير البترول إليها وخصوصا الي إثيوبيا خصم مصر اللدود

في شرق أفريقيا، وتحصل مقابل ذلك علي الطاقة الكهربائية من سدود اثيوبيا، خصوصا سد الألفية الذي يثير المشاكل حالياً؟
- كيف تصدر مصر الطاقة الكهربائية إلي بعض الدول العربية وتعجز عن ذلك في عقر دارها في جنوب السودان؟
- أين النفوذ المصري الكبير في أفريقيا الذي كان موجودا في الستينيات وأوائل السبعينيات واختفي الآن أمام النفوذ الصيني والإسرائيلي والإيراني والأمريكي؟
- كيف تستعيد القاهرة سابقا أمجادها في القارة السمراء بعد رعايتها حركات التحرر الوطني وتقديم المساعدات الاقتصادية إلي سكان وسط وشرق أفريقيا؟
- ما المطلوب الآن من مصر لمواجهة التحديات التي تواجهها في القرن الأفريقي بعد انفصال جنوب السودان؟
يجب أن نعترف.. نحن الآن أمام واقع جديد ينبغي التعامل معه رغم مرارته، وهو ما يتطلب صياغة رؤية جديدة للعلاقات المصرية مع السودان شماله وجنوبه بشكل عام بعد الثورة، وأن يكون لمصر نفوذ حقيقي لحل مشكلات السودان الكبري مثل دارفور وايبي والنيل الأزرق، وأن تعمق القاهرة روابطها التجارية مع كل من جوبا والخرطوم بحيث لا تكون أحداهما علي حساب الأخري، كذلك يجب أن يمتد الدور المصري إلي دول شرق أفريقيا كلها وليس السودان فقط، لانها كلها حلقات واحدة متكاملة وليست منفصلة، بحيث تكون لنا الكلمة الأولي هناك، لان مصر هي المستهدفة الأولي والخاسر الأكبر لانفصال جنوب السودان.

[email protected]