رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جمعة اختطاف مصر!!

>> ما حدث فى مليونية الجمعة الماضى بميدان التحرير يؤكد أن هناك مخاطر كثيرة تهدد ثورة 25 يناير المجيدة، لم تحقق مطالب الثورة بالقصاص من قلة الشهداء وسرعة إنجاز محاكمة رموز النظام السابق،

وتطهير الحكومة من فلول النظام السابق، قد تكون المليونيات قد أدت إلى تغيير أغلبية أعضاء الحكومة من أنصار النظام السابق، ولكن لاتزال الحكومة يسكنها أشباح النظام المخلوع من وكلاء وزارات ومديرى عموم بدليل عدم إحساس أى أحد أن هناك تغييرا مازالت الرشوة والمحسوبية واستغلال النفوذ هى السمة الغالبة على تعاملات الموظفين، فماذا تغير وماذا أسفرت عنه ثورة 25 يناير على المستوى السياسى والاقتصادى والاجتماعى؟ خرجت مليونية جمعة لم الشمل من أجل توحيد الصف فى ميدان التحرير، خرجت من أجل توحيد الجهود للوصول بمصر إلى بر الأمان، اتفق الثوار والأحزاب والائتلافات المختلفة على نبذ الفرقة ووحدة الصف، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، جاء الجمعة الماضى ليؤكد أن هناك فرقة وهناك تشرذماً وهناك استعلاء من جانب بعض الأحزاب والقوى السياسية!!

>> احتشد الملايين فى ميدان التحرير وميادين الجمهورية بدون تنظيم من الجيش أو الشرطة.. نظم المحتشدون أنفسهم.. ليثبت المصريون أنهم قادرون على حماية أنفسهم وحماية ثورتهم وقادرون على التنظيم.. فقد خرجت المليونية دون حالة شغب واحدة ودون أية اشتباكات بين الأطراف المتعددة والأهداف المتعددة المنتشرة فى الميدان، ولكن ضاعت الوحدة وضاعت وحدة الصف وتشرذم الميدان إلى شيع وفرق، الليبراليون رفعوا راياتهم والإسلاميون رفعوا شعاراتهم واختفى علم مصر إلا قليلاً من بعض المعتصمين والمتظاهرين، لماذا رفعت أعلام أخرى إلى جانب علم مصر ولماذا كل هذا التشويش رغم اتفاق الأطراف المتظاهرة على تنحى الفرقة والخلافات جانباً؟ ولماذا رفع البعض الرايات الخضراء والسوداء والشعارات الدينية على حساب علم مصر؟، هل هناك فتنة فى الميدان وهناك من يريد أن يزكيها؟ هل ما حدث فى الميدان كان استعراضاً للقوة وإنذاراً شديد اللهجة من القوى الإسلامية سلافيين وإخوان مسلمين وأحزاباً دينية أخرى ضد الأحزاب الليبرالية وضد الحركات الثورية والمعتصمين فى ميدان التحرير؟ ما هى الرسالة التى أراد السلفيون والإخوان المسلمون والأحزاب الدينية إلى جميع القوى السياسية الموجودة فى ميدان التحرير وأرجاء المحروسة؟ إنهم يريدون أن يقولوا إنهم مسيطرون وأنهم قادمون بقوة حتى ولو كان باستعراض عضلاتهم أمام شاشات وكاميرات التليفزيون!

>> إذا كان الهدف من قيام الثورة هو العدالة والحرية والكرامة الإنسانية والوصول إلى الديمقراطية الحقيقية، فهل ما حدث فى الجمعة الأخيرة يدل على أن هذه المبادئ هى الأجندة المسيطرة على جميع القوى التى خرجت وتظاهرت فى ميدان التحرير؟ أم أن هناك من لهم أولوياتهم وأجنداتهم الخاصة؟ لقد حدد استفتاء 19 مارس الماضى، والإعلان الدستورى الذى تم صدوره خارطة الطريق، للمسار نحو الديمقراطية من خلال خطوات محددة، فلماذا محاولات تعطيل وعرقلة تلك الخطوات ولمصلحة من يتم ذلك؟.. الاستفتاء قال بأغلبية 77٪ نعم للانتخابات أولاً ثم الدستور ثانياً ثم انتخابات رئاسة الجمهورية.. قالها الشعب نعم وبأغلبية المشاركين، فلماذا محاولات الالتفاف حول ما أقره الشعب وإطالة الفترة التى قررها المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتسليم السلطة لحكومة منتخبة ورئيس منتخب بانتخابات حرة مباشرة من خلال الاقتراع السرى؟

نحترم قرار القوات المسلحة فى المضى نحو الخطوات التى تؤدى إلى الديمقراطية ودورها فى الدفاع وحراسة حقوق الشعب وحماية الدستور، ولكن نرفض محاولات البعض لزرع الفرقة والفتنة سواء بالاستعلاء على القوى المشاركة فى التحرير أو فرض رأيها من خلال ما يسمى بالمبادئ فوق الدستورية.. فلا

شيء يعلو فوق الدستور.. والشعب ليس مقامراً حتى تفرض عليه مبادئ دستورية أو حتى فوق دستورية.. اللهم إلا إذا كانت تلك المبادئ هى محاولة للالتفاف على الاستفتاء إضافة إلى ترضية بعض القوى السياسية التى نادت بالدستور أولاً.

>> إذا كانت المليونيات هى إحدى أدوات الضغط لاستجابة الحكومة والمجلس الأعلى للقوات المسلحة لمطالب الثوار.. فليس هناك معنى لاستمرار الاعتصامات وتحول ميدان التحرير رمز الثورة إلى سويقة ومشاجرات وانفلاتات من قبل البعض وتعطيل مصالح العباد.. كما حاول البعض عندما أغلقوا مجمع التحرير أمام الموظفين والجمهور لعدة أيام فهل تعطيل مصالح المواطنين يحقق أهداف الثورة؟ وهل تعطيل مترو الأنفاق وغلق قناة السويس قناة الرزق ولقمة عيش المصريين المنتظمة الوحيدة يحقق مطالب الثورة، أم يحقق مطالب الفوضى وإضاعة دماء الشهداء الأبرار، أفيقوا أيها السادة فميدان التحرير ليس لفصيل سياسى بعينه يجب أن يفرض رأيه عليه.. وإلا فهناك من يملكون القوة والعدد لاستعراض قوة أكبر وساعتها سيضيع الثوار وتعم الفوضى ويا خسارة وقتها على الحلم الضائع الذى يمكن أن نفقده يوماً يوم نتحول إلى شيع ضد بعضنا ويا فرحة الأعداء فينا؟!

>> كفانا مليونيات ولنعط الفرصة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة للحكومة شهراً وشهرين للوصول إلى الأهداف التى ينادى بها الثوار والأحزاب ليكن الميدان أداة ضغط تستخدم فى الوقت المناسب، أما استخدامه عمال على بطال، فقد يؤدى إلى حالة من التبلد الحكومى والإبطاء فى الاستجابة لنعطيهم فرصة للعمل ثم نحاسبهم ولنذهب نحن إلى أعمالنا من أجل إدارة عجلة الاقتصاد فى البلاد، كفانا وقف حال حتى لا يندم الشعب والأغلبية الصامتة على الثورة التى يمكن أن تتحول إلى فوضى.. حتى لا يقول أحد ويترحم على أيام الرئىس المخلوع، الأغلبية الصامتة تئن بسب بالأسعار والانفلات الأمنى واستمرار قطع أرزاق الغلابة، من يرد أن يعتصم فليخل الميدان فى شهر رمضان حتى تهدأ البلاد قليلاً فرصة لالتقاط الأنفاس يا ثوار.. وكذلك رحمة بالمواطنين التى قطعت أرزاقهم والمحال والشركات وحركة المواصلات المرتبطة بميدان التحرير، اتركوا الميدان وعودوا فى الوقت المناسب للضغط لتحقيق أهداف الثورة حتى لا يأتى من هم أقوى منكم للسيطرة عليه.. أعينوا مصر يا شباب بالوحدة والتجمع وليس بالفرقة والتشرذم حتى لا تضيع دماء الشهداء الذى ضحوا بأرواحهم وحتى لا نندم بأننا صنعنا جمعة اختطاف مصر.

[email protected]