رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرية.. ديمقراطية.. عدالة اجتماعية.. متي؟

** وانتفض الشعب المصري دفاعا عن حرية وكرامته وحياته.. ثورة شعبية حقيقية ضد استمرار الظلم واليأس الذي استمر علي مدي 30 عاماً.. ثورة شعبية من أجل الملايين  الذين أهدرت حرياتهم  وكرامتهم في هذا الوطن.. ثورة شعبية من أجل التغيير.. الملايين خرجوا في كل أنحاء مصر احتجاجا علي غياب الحريات العامة وانحسار الديمقراطية وتزوير الانتخابات والمطالبة بالعدالة الاجتماعية.. الملايين خرجوا من أجل اسقاط النظام وليس  كما قرر رأس الدولة اقالة حكومة.. لأنه أقال حكومات كثيرة من قبل وظل هو  حاكماً علي مدي هذه السنوات الطويلة.. نظام أعادنا الي عصر الظلام والجهالة حين قطع الاتصالات وأوقف شبكات المحمول والانترنت.. حكومة خائفة مرتعشة غابت في ظروف غامضة الي ان اقالها رئيس الدولة.. ثار الشعب عندما غاب احترام حقوق الانسان وانتهكت  كرامته في مقار اقسام الشرطة وأمن الدولة »بساتيل مصر«.. ثار الشعب ضد المزورين  الذين سرقوا ارادة الشعب المصري حين زوروا إرادته في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وجاءوا بمجلس مزور لا يعبر عن ارادة المصريين.. الحكومات المتعاقبة  لم تؤمن الحد الأدني من أجل حياة كريمة.. سرقوا إرادته وسرقوا قوته ثم يطالبونه بمزيد من  الصبر والتحمل علي أمل تحسن الأحوال تحت قيادتهم.. الغاضبون الثائرون احرقوا بعض مقار الحزب الوطني الذي أضاع الحريات وزور الانتخابات وأفقد الديمقراطية مضمونها.. أحرقوا هذه المقار وبعض أقسام الشرطة رموز الظلم والفساد.

** الحكومة ظنت أن كل شيء علي ما يرام وأن الشعب لا يقدر قيمتها وهي التي سرقت الفرحة والبهجة والبسمة والحلم من المصريين شباباً وشيوخاً وأطفالاً ورجالاً ونساء.. ماذا تريد القيادة السياسية من الشعب المصري.. ولماذا هذه الحالة من الاستكانة؟.. وعدم مواجهة الأمور بما تستحق من قرارات.. الحكومة اختفت ومجلس الشعب المزور اختفي وقيادات الحزب الوطني الذين صدعونا بكلام الحرية والديمقراطية.. الرئيس أصدر أوامره بتدخل الجيش لحماية الممتلكات والمنشآت العامة وضبط الأمن.. ولكنه اكتفي باقالة الحكومة وليس هذا هو  المطلوب.. سقط الشهداء ومئات الجرحي ولم تهتز للنظام شعره.. الأمن واجه المتظاهرين العزل بالشدة والقسوة مستخدما الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع.. مما أدي لعنف مضاد أدي الي احراق بعض المنشآت  العامة وأقسام شرطة ومقار لحزب الحكومة واستراحة محافظ الاسكندرية ومحاولة اقتحام بعض مقار البنوك والشركات.

** هل تنتهي الثورة الشعبية المصرية بقرار رئيس  الدولة باقالة الحكومة  الغائبة عن أحلام وطموحات الشعب.. أم انها ستتواصل حتي تحقق مطالبها المشروعة في التغيير الذي يطول كل الوجوه المقيتة في هذا الوطن؟

** بعد 33 عاما في الحكم خرجت تصريحات من قيادات الحزب الوطني تؤكد تفهمها لمطالب الشعب.. »ياه« ما هذه السرعة في الاستجابة.. ولماذا جاءوا علي أنفسهم بهذا الشكل؟ 33 عاماً لم تكف أباطرة الحزب الوطني الديمقراطي جدا جدا لتفهم مطالب الشعب.. فهل ننتظر 300 سنة أخري حتي يستجيبوا ويحققوا هذه المطالب؟.. صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني أكد أن الحزب يقدر حرية الرأي والتعبير وحق الشباب في التعبير وكأن الحرية هبة من حزب الحكومة.. وبمزيد من المغالطة أكد الأمين العام أن الديمقراطية لها أصول وحزبه طبعا هو أبو الأصول ناسيا متناسيا من زور الانتخابات ومن حصد كراسي البرلمان بطرق ملتوية غير مشروعة.. رئيس مجلس الشعب الدكتور فتحي سرور قال ان مصر الدولة قوية وآمنة ومستقرة يعني يا جماعة موتوا بغيظكم واضربوا رؤوسكم في الحائط فالنظام علي قلبكم!!

** خرج الشعب المصري  بدافع وطني بعد أن فقدوا ثقتهم في كل شىء.. بلغت الروح الحلقوم وفاض الكيل ولم يعد يفيد الكلام.. خرج الشباب بمطالبه الشريفة والمحترمة والعادلة بطريقة متحضرة حبا في وطنهم.. طالبوا بالعدالة الاجتماعية والحصول علي فرصة عمل ولقمة عيش بعيداً عن طوابير الذل والهوان يوميا وزيادة الحد الأدني  من الأجور ومكافحة الفساد  وموازنة الأسعار والأجور.. طالبوا بمواجهة حقيقية للأزمات وحل المشاكل الحقيقية والأزمات المزمنة.. حلم السلام الاجتماعي ضائع لأن العدالة الاجتماعية مفقودة.. لأن النظام وحكوماته المتعاقبة انحازوا لرجال الأعمال من المصريين والأجانب.. أعطوهم كل شىء الأرض والمال والمصانع والشركات بثمن بخس دراهم معدودة.. وأعطت ظهرها للشباب العاطل والمواطنين الغلابة.. في أي مشروع وفي أي

دولة هناك 50٪ من المصريين تحت خط الفقر في أي منطق يخرج رئيس  وزراء ليعلن عدم مسئولية الحكومة عن تشغيل العاطلين..  اذن فما هي فائدة وجدوي ودور الحكومة وما وظيفتها.. اذا كانت غير مسئولة عن المواطن ولماذا لا ترحل اذا لم يكن هناك رابط بينها وبين المواطنين؟!!

** مصر غاضبة وشعب مصر غاضب وشبابها غاضبون.. وليس بالحل الأمني تحل المشكلات فالأمن مثقل بأعباء التصدي لكل الأزمات من تظاهرت واضرابات واعتصامات وغير ها لحساب الحكومة.. والعنف الأمني لن يكون حلا لأن ردود  الأفعال قد تكون غير محسوبة.. هل نعي درس تونس حينما أعلن الرئيس الهارب زين العابدين بن علي عدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة.. وحين أعلن انه خدع وانه فهم متأخراً بعد 23 عاما في الرئاسة.. ولكن الوقت لم يسعفه فقد كانت ارادة الثورة التي  أجبرته علي الفرار والرحيل قبل أن تنقض عليه في مقر الرئاسة هل يعي النظام الذي حكم مصر 30 عاما متواصلة هذا الدرس ويترك المقعد طواعية قبل أن ينفلت زمام الأمور.. مقدرين له وشاكرين هذه الفترة الطويلة في حكم هذا الشعب  المغلوب علي أمره؟ لمصلحة مصر 30 عاما كافية في الحكم فقد رأس أمريكا خلال تلك الفترة ٧ رؤساء من بينهم ٣ قضي كل واحد منهم ٨ سنوات في البيت الأبيض.. ليخرج النظام طواعية ويترك الفرصة لآخر ليخدم أمريكا.. فأين مصر من تركيا والصين والهند وماليزيا التي خرجت من غياهب الكهوف واستطاع مهاتير محمد رئيس الوزراء السابق ان يجعلها أحد أهم النمور الاقتصادية في آسيا.. هل يعي نظامنا الدرس؟

** هناك وجوه كريهة في الحزب الوطني والحكومة  والبرلمان يجب عليها أن ترحل. فقد ظلت  علي نفاقها وتملقها عقودا طويلة بمقدرتها علي التلون والتغير.. رجال لكل العصور كلامهم كذب وقدرات علي قلب الحقائق وصدعونا بالحديث عن أزهي عصور الديمقراطية والرفاهية وحقوق الانسان والبني الأساسية التي دمرت علي أيديهم ليذهب الكذابون والمنافقون ولصوص الوطن والمزورون الي الجحيم.. فليس بإقالة الحكومة تحيا  الأوطان وقد أقال هذا النظام حكومات كثيرة  وظل هو 30 عاما في الحكم.. ليعلنها صراحة انه يكتفي بما حكم  ويحل البرلمان ويعدل الدستور ويعيد الاشراف القضائي علي الانتخابات ويعدل قانون مباشرة الحقوق السياسية لتتم الانتخابات من خلال القائمة النسبية، الشعب المصري يريد تغيير واسقاط النظام وكفانا  30 عاما من الذل والهوان وسرقة مقدرات الوطن.. ولتحيا مصر.

استجاب الرئيس مبارك وقرر عدم ترشيح نفسه لانتخابات قادمة.. وقرر تعديل الدستور في المادتين 76، 77 وهذا لا يكفي.

فأين المادة 88 التي تجعل الاشراف  القضائي علي الانتخابات كاملا وتنقية الجداول الانتخابية ولماذا لا يعلن الغاء قانون الطوارئ، الشباب سيترك التحرير متي يشعر بالامان فهل يفعلها مبارك قبل رحيله؟

[email protected]