رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كيلو «اللحمة» بـ 35 جنيهاً

حاورني صديقي الصعيدي موجهاً لي سؤالاً عابراً: كيف يتم تخفيض سعر كيلو اللحوم البلدية من 70 جنيها الى 35 جنيها فصمت قليلاً وقلت له أكيد تقصد مشروع البتلو فأجابني صديقي عصام حسن قائلا: نعم ولكن ليس بطريقة الحكومة ولكن بطريقتي كرجل شارع أعلم كيف يطبق هذا المشروع دون أن نحتاج إلى شىء من تشريعات الحكومة التي تضع التشريعات

ولا تسعى لتطبيقها بأي نوع من الجدية؟! فطلبت منه مزيداً من فكرته لطرحها على الرأي العام وحكومة الدكتور ابراهيم محلب ووزير زراعته صلاح اسماعيل فقال لي: يا أخي هذا هو مشروع النهضة الفعلي وهذا المشروع هو الذي سينعش الاقتصاد المصري دون أن يكلف الحكومة مليماً واحداً واستطرد صديقي شارحاً الفكرة وهى أن نمنع ذبح الاناث من ستة أشهر الى عام كامل ونضع محاذير على ذبح الاناث دون الحاجة الى السجن أو المحاكم أو التقاضي كل ما في الأمر أن تضع الحكومة عقوبة من يذبح أنثى البتلو بذبح عجلين على نفقته لصالح وزارة التموين أو وزارة الزراعة أو الطب البيطري لتباع بأسعار رمزية للجماهير وأن نكون جادين في تطبيق هذه الفكرة واستطرد الرجل في حديثه قائلا: إن عدم الذبح لمدة عام أو أقل من العام سيؤدي الى زيادة الألبان في السوق المصرية وستلجأ الشركات الي استيعاب هذه الزيادة بانشاء مصانع للزبادي والجبن وكل ما يتعلق بمنتجات الألبان وسيتكرر نفس الأمر في اسعار اللحوم فستنخفض الى النصف خلال هذا العام نظراً لزيادة المعروض في السوق المصرية ولمجاراة هذه الزيادة فستلجأ شركات القطاع الخاص الى انشاء مصانع للأعلاف وسيلجأ المزارعون الى زراعة الذرة والأقماح والبرسيم للتوسع في تغذية هذه العجول الصغيرة التي فتحنا لها باب التسمين ليزداد وزنها بمشروعات للشباب لتسمين الماشية وتسويقها وبالتالي سنجد انتعاشة للاقتصاد في أقل من عام دون أن ندري علاوة على أننا سنوفر العملات الصعبة في شراء لحوم مستوردة من الخارج، واستطرد صديقي شارحاً فكرته حتي تذكرت قصة السيدة الريفية

البسيطة التي جلبت جاموستها وأخذت الإنتاج في «الحُق الفخار» وذهبت لتوصيله إلي التاجر وأثناء ذهابها شعرت بالتعب فأرادت أن تستريح في ظل شجرة وغلبها النوم ورأت في منامها أنها باعت هذا اللبن وذهبت لشراء عدد من كتاكيت التسمين، وقامت بتربيتها حتي صارت مزرعة، والمزرعة توسعت وقامت بإضافة نشاط تربية الماشية وبيع الألبان وأصبحت صاحبة مشروع كبير وأثناء تجولها في أحد العنابر فوجئت بأحد الحيوانات يقترب منها فقامت بإبعادها بيدها فكسرت «الحُق الفخار» وانسكب اللبن علي الأرض وعادت باكية إلي زوجها الذي وبخها وقال لها: «مافيش غدا النهاردة».. وأقول لصديقي الذي يعمل في مجال السيارات وليس له علاقة بمشروع النهضة الذي اقترحه علي شخصي الذي لا يعرف سوي القشور أيضاً عن هذا المشروع: أخشي يا أخي أن يكون مصيرنا مثل السيدة التي انسكب منها اللبن علي الأرض ولم تعد بالجنيهات البسيطة إلي زوجها، فنحن نعرف إمكانيات حكوماتنا علي مدار السنوات الماضية وكيف حاربت المستثمرين  في مجال تجارة واستيراد اللحوم، هذا المشروع في السبعينيات وعلي استعداد أن يحاربوه في أي وقت ولكن تمسكاً بالأمل أدعو وزير الزراعة ليتبني مشروع صديقي ليتحول إلي حقيقة في يوم من الأيام لنقوم من النوم ونجد كيلو اللحمة بـ 35 جنيهاً، وليس كما حدث للسيدة البسيطة بـ 135 جنيها.
طارق يوسف