عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النهضة التونسية.. وأخطاء الإخوان

حسن ما فعلته حركة النهضة التونسية عندما امتنعت عن المشاركة في خوض الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في شهر نوفمبر القادم، معللة هذا الامتناع بعدم رغبتها في بسط هيمنتها علي كل المناصب داخل الدولة التونسية واكتفائها بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية في يناير القادم علي حد قول متحدث الحركة الرسمي زياد الفدارى.

ورغم ما لمسناه من الحركة منذ قيام الثورة التونسية من تحسن خطاها إلا أن ما حدث لجماعة الإخوان المسلمين في مصر جعلها تتحسس رقابها أيضاً تزامناً مع القصة المعروفة لدي العامة وهي تطبيق مبدأ السلامة حفاظاً علي رأس الذئب الطائر، وقد أثبتت هذه الحركة نجاحها خلال الأربع سنوات الماضية داخل تونس بالتزامها بما تصرح به إعلامياً وهدفها السياسي واندماجها داخل المجتمع السياسي التونسي بالمشاركة لا المغالبة تطبيقاً فعلياً وليس كلاماً، كما حدث من إخوان مصر.
كما أن الحركة أثبتت لكل الفصائل التونسية ومنها المؤسسة العسكرية أن خوفها علي تونس الدولة أكثر من خوفها الكراسى الزائلة ونجحت في اختبار انتخابات الرئاسة السابقة عندما اختارت منصف المرزوقى لرئاسة الدولة ولم تعترض عليه رغم اختلافها معه في الفكر وفي قضايا شائكة، ورغم ذلك غلبت مصلحة تونس فوق أي مصلحة أخرى، واختارت المرزوقي وعاونته طوال الأربع سنوات الماضية وعدم خروجها عليه بل ودعمه في كثير من القضايا وإصرارها علي عدم دفع كوادرها لمنافسته في الانتخابات الرئاسية القادمة.
ولك أن تتخيل عزيزي القارئ في مقارنة هادئة مدي الخبرة التي اكتسبتها حركة النهضة الإسلامية في تونس في سنوات قليلة بالمقارنة بجماعة الإخوان المسلمين في مصر والتي يزيد عمرها السياسي علي ثمانين عاماً.
ومن وجهة نظرى وانخراطى فى العمل السياسي ومراقبتى لأداء

الجماعة خلال السنوات الماضية قبل وبعد الثورة أستطيع أن أجزم أن الفوران السياسي والاجتماعى الناتج عن حرمانها سنوات طويلة من مناصب قيادية مصحوباً بحماس شبابى منقطع النظير وعجز قيادات الجماعة عن كبحه هو الذي أدى بها إلي الطمع في كل شيء في وقت قليل مما أفقدها كل شيء أيضاً في وقت أقل مما يتصوره الخصوم.
واستكمالاً للمقارنة بين حركة تونس وإخوان مصر أشير إلي أن فساد بن على وزوجته وأبنائه وحاشيته رغم ما نهبوه إلا أنهم يشبهون لصوص حبال الغسيل الذين فروا وتركوا كل شيء عندما صحا الشعب وقال كلمته وبالتالى انطلق الإخوان في تونس دون أن يتعرضوا لثورات مضادة، على عكس الوضع فى مصر حيث بقى رموز النظام داخل البلاد وساعدوا على دعم مساعى إسقاط الإخوان.
وعزز ذلك غباء قيادات الحرية والعدالة التي لم تنتبه لقواعد العملية السياسية.
وبالتالى كان لزاماً علي حركة النهضة التونسية أن تعي الدرس جيداً ولا تصطدم مع المؤسسة العسكرية التي لم نر لها أى طموح أكثر من المشاركة بنسبة مساوية لباقي الفصائل في البرلمان التونسي، لذلك كان النجاح حليفها.