رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أكذوبة الـ 48 ساعة طوارئ بالمستشفيات الخاصة

خرجت علينا حكومة المهندس إبراهيم محلب لتكرار نفس النقمة التي تداولتها حكومة أحمد نظيف في العصر البائد بشأن علاج الحالات الحرجة أول 48 ساعة على نفقة الدولة في المستشفيات الخاصة والاستثمارية ثم ينتقل المريض بعد ذلك الى المستشفيات العامة أو التأمين الصحي لتتولى الدولة علاجه بالمجان.

وسأكون صريحاً إذا قابلت رئيس الوزراء أو وزير الصحة بخصوص هذا القرار بأنه لعب بعواطف المرضى واستخفاف بعقولهم، وسأدلل على همومي على الرجلين بأن المستشفيات الخاصة والاستثمارية محاطة بسياج من الامان يمنع المواطنين المصريين البسطاء من الاقتراب من البهو الخارجي لها أو المرور الى ساحات الاستقبال المزينة بالورود وموظفي الاستقبال الذين يرتدون بدلاً أنيقة وأربطة عنق مستوردة من الخارج وأبواب تفتح أتوماتيكيا يجلس خلفها رجال أمن تابعون لشركات خاصة شغلهم الشاغل عدم وصول هذه الحالات الى ساحات الاستقبال وتوجيه سيارات الاسعاف الى المستشفيات العامة المكتظة بعشرات الحالات داخل المستشفى وخارجها وفي الممرات، وهذا في حالة أن يكون التوجيه صدر لسيارة الاسعاف بالتوجه الى هذه المستشفيات الفندقية لأن الأمر البديهي والمنطقي هو توجيه النصيحة لأهالي المريض بأن قرار الـ 48 ساعة طوارئ لا يعمل به منذ سنوات وأنه كلام على الورق والأفضل لكم البحث عن غرفة عناية مركزة بمستشفى حكومي.
هذا الأمر يعلمه القاصي والداني وهذا القرار لا يساوي ثمن الحبر الذي كتب به، وأصحاب هذه المستشفيات من رجال الأعمال وأساتذة الجامعات وبعض المسئولين ليس لديهم وقت لمناقشة أو الاستماع لهذا الأمر واستقبال حالات لمرضى لا يجدون قوت يومهم ولن يأخذوا من وزارة الصحة قيمة هذه الاستضافة.
والأفضل لهم التركيز على المرضى الأغنياء الذين تسبق مواكبهم الى هذه المستشفيات عشرات الاتصالات لتذليل العقبات التي تعترض مواكبهم وعدم  إضاعة ثانية واحدة من وقتهم الثمين وحياتهم الغالية، ولك أن تتخيل أنك تصحب مريضاً تربطه بك قرابة كبيرة ويحتاج الى غرفة عناية مركزة وتطوف به عشرات المستشفيات والاجابة الواحدة هي لا توجد غرفة عناية..

أنا أسف.. وأنا شخصياً تعرضت مع والدي رحمة الله عليه داخل مستشفى القصر الفرنساوي لتجربة قاسية رغم أنني قمت بسداد مبلغ تحت الحساب في خزينة المستشفى فور وصولي إلى الاستقبال وبعد الكشف عليه وإقرار الأطباء ضرورة ايداعه غرفة عناية مركزة ظل على وضعه الحرج من الساعة العاشرة مساء حتى الثالثة صباحاً بعد أن قمت باستدعاء النجدة وتحرير محضر لإقناعهم ولولا ذلك ما وافقوا على ايداعه بغرفة عناية مركزة علمت سلفاً أنها لم تكن مشغولة.
هناك سؤال يطرح نفسه وهو إذا كنا في مصر ونحن ننعم بالأمان والستر ولا نجد غرفة عناية مركزة في مستشفى حكومي أو خاص إلا بمعاناة شديدة وبالبحث عن وساطة فلك أن تتخيل لا قدر الله إذا تحول هذا الهدوء الى كارثة انسانية كزلزال أو وباء أو حرب ماذا سيكون الحال وقتها وماذا ستفعل هذه المستشفيات التي لا تستطيع إنقاذ حياة انسان في الظروف العادية، هل ستلقي المرضى في عرض الطريق أم في الترع والمصارف؟ لعلمنا المسبق أن المستشفيات الحكومية لا تستقبل الحالات الحرجة لعدم وجود غرف عناية مركزة بها وأن المستشفيات الخاصة ليس لديها وقت تضيعه في استقبال حالات طوارئ لمرضى محكوم عليهم بالفقر من أنظمة الحكم وبالموت إذا صدقوا دعاوى استقبال حالات الطوارئ أول 48 ساعة.