رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مٌغْتَصِبُون أم مُغْتَصَبون؟



احتدم الجدل والتهديد والوعيد للذئاب البشرية التي تعيث في الأرض فساداً، والتي لم تخل جريدة يومية من ذكر آثامهم وفضائحهم علي مستوي محافظات مصر علي مدار الأيام الماضية خصوصاً بعد حادث التحرش الجماعي بميدان التحرير أثناء الاحتفال بفوز المشير عبدالفتاح السيسي رئيساً للجمهورية.

وقد كان لزيارته للفتاة التي تعرضت للتحرش بالمستشفي أثر كبير في احتدام النقاش وتحويل الذئاب إلي محاكمات عاجلة وسقوط عدد من الشباب في قبضة رجال الأمن بعد أن زاد اهتمامهم بهذه البلاغات من ذي قبل.
ودعونا ننظر إلي موضوع التحرش والاغتصاب بنظرة أعم وأشمل من النظرة التي يسلط عليها إعلام التوك شو نظرته الأحادية التي لا تحتمل الرأي الآخر وهي أن جوانب الصورة لا تخلو من التضليل ممن يمسكون بزمام الأمور سواء من الأجهزة الحكومية أو المنابر الإعلامية وأدلل علي ذلك بأن أجهزة الدولة والحكومات المتعاقبة ساهمت في اغتصاب الشباب قبل أن يتحولوا إلي مغتصبين، وبنظرة أعمق وأشمل تخلو من تبرير التصرفات الشاذة لمن يرتكبون هذه الجريمة نقول إن حكومات مصر أهملت شبابها بعد أن ألقت بهم علي النواص والطرق والمقاهي بلا وظائف بعدأن أفنوا سنوات عمرهم يحصلون العلم في المدارس والجامعات، ومما زاد من وطأة الأمر علي الشباب ترك المواقع الإباحية بلا رقابة تنشر الأفلام والصور والكليبات التي تثير الغرائز وتجعل الشاب في ثورة داخلية يبحث عن طريقة لإخراجها حتي لو بافتراس ضحاياه في وسائل المواصلات أو الأسواق أو المنتزهات، أضف إلي ذلك أن الحكومات التي تترك الشباب بلا وظيفة صَعّبت عليه الأمر في الحصول علي شقة أو البحث عن زوجة وتوفير مهر وشبكة وبالتالي بات من المحال علي أي شاب في بداية حياته أن يعصم نفسه وشهواته من الوقوع في المحرمات.
من جانب آخر، تري ان هناك ابتذالا في ارتداء الملابس بالنسبة للفتيات والتفنن في ارتداء ملابس ضيقة ومثيرة وكاشفة للعورة والسير بطريقة تشجع الذين في قلوبهم مرض علي ملاحقتهن والتحرش بهن وفي بعض الأحيان اغتصابهن

وإذا نظرنا إلي الشباب الذي يقوم بهذه الجرائم سنجده عاطلاً ومدمناً للبانجو والحشيش والأقراص المخدرة التي انتشرت في السنوات الأخيرة بطريقة تثير الدهشة لدرجة أن البانجو يزرع داخل المنازل والأسطح وحواف الترع والمصارف وحقول كاملة وفشلت أجهزة الأمن في التصدي للمخدرات التي أصبحت في متناول أي طفل يجلس مع أصدقائه علي ناصية أي شارع أو حارة أو مقهي، إذن الحكومات اغتصبت حق هذا الشباب بعد أن تركتهم ألعوبة في أيدي التجار ومروجي هذه المخدرات وعندما يفترس هذا الشباب أي فتاة داخل توك توك تقوم الدنيا ولا تقعد والجميع يعلم أن هذا الشاب وأصدقاءه تعرضوا لما هو أبشع من الاغتصاب من قبل المجتمع والحكومات وأجهزة الأمن وأسرهم والمؤسسات الدينية التي أوصلتهم لهذه الحالة من عدم الوعي أو التحكم في تصرفاتهم بدليل أن هناك أحكاماً تصدر بالإعدام لمغتصبين وعقوبات بالسجن المشدد والظاهرة لم تتوقف لأن من يرتكب هذه الجريمة لعبت المخدرات برأسه قبل أن يرتكبها لأن الخمر رأس كل خطيئة كما نعلم، ومعالجة جزء من المشكلة وترك الآخر يجعلها تستفحل وتستعصي علي الحل.. لذا فإنه لابد من التركيز علي شمولية الحل.. ومع إدانة أي عملية تحرش يقوم بها أي شاب يجب التأكيد علي دور المجتمع والحكومات في أن تعالج هذه الظاهرة من جميع جوانبها.