رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عيد الجيزة القومى.. وقفة وتأملات

فى ذكرى ثورة مارس 1919، والتى نحتفل بذكراها هذه الأيام وسط شارع لا يهدأ من الاضطرابات وحرائق تشتعل وأجواء سياسية مشحونة بغبار الفرقة والتقسيم وشباب يموتون وهم ينعون ثورة من أفضل الثورات، وهى ثورة يناير 2011 بعد أن فشلوا فى الحصول على الحد الأدنى من مطالبها، وهى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، نريد أن نلقى الضوء على ثورة مارس 1919 وأسباب قيامها والقرى التى دفعت الثمن غالياً نتيجة القيام بهذه الثورة والخروج على الاحتلال ومقاومته ودحره.

ولكى لا نتوسع فى أحداث الثورة الكثيرة، والتى كان لحزب الوفد العريق دور مهم فى إشعالها بعد إطلاق الشرارة الأولى من بسطاء ومعدومى وفقراء أهالى مصر من أدناها إلى أدناها، نسوق نموذجا حيا لمعركة حربية قامت على تراب قرية مصرية يوم 30 مارس عام 1919، وهى قرية نزلة الشوبك بالبدرشين، والتى دفعت ثمنا غاليا نتيجة تصديها لقوات الاحتلال الإنجليزي فى هذا اليوم وفقدت من خيرة رجالها 12 شهيداً وعشرات الإصابات من خيرة رجال ونساء القرية، وتم عقد محاكمة لمشايخ البلد وإعدامهم بعد دفنهم أحياء حتى منتصف أجسادهم بعد إطلاق الرصاص عليهم.
وقد ذكر المؤرخ الكبير عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «ثورة 1919» الجزء الأول فى الصفحة رقم 196 أن ما حدث فى ظهر هذا اليوم فاق من الفظائع ما حدث فى قريتى العزازية والبدرشين، حيث قام أهالى قرية نزلة الشوبك بقطع قضبان السكك الحديدية وخلعها ليسقط القطار المتجه إلى الصعيد بالجنود والعتاد لإخماد ثورة الصعيد بعد أن التهبت الأحداث بنفى سعد زغلول باشا ورفاقة إلى مالطة، وبعد اكتشاف الإنجليز ما أعده لهم أهالى القرية أوقفوا القطار وجابوا شوارع القرية وحقولها نهبا وسلبا وحرقا للمنازل والمحاصيل الزراعية وحرقوا 144 منزلاً من أصل 210 منازل، وهو إجمالى عدد المنازل بالقرية حينذاك وقتلوا المواطن عبدالتواب عبدالمقصود حين كان يدافع عن عرض زوجته، ونفس الأمر مع شيخ الغفراء بالقرية وقتلوا زوجة سليمان محمود الفولى، وهى تدافع عن

عرضها واقتادوا كلا من عمدة القرية وقاموا بتعذيبه ثم اعتقلوه أربعين يوما فى مكان لا يعرفه أحد ثم قتلوا كلا من عبدالغنى إبراهيم طلبة وأخيه وابنه والمواطن خفاجة مرزوق من أهالى القرية دفنوهم فى الأرض حتى أنصاف أجسامهم وقتلوهم رميا بالرصاص. وقد جاء فى نفس الكتاب فى الصفحة رقم 199 احتجاج مجلس مديرية الجيزة على هذه الفظائع، حيث أكد محمد أفندى منصور أنه حتى اليوم الثالث من الحادث كان الأهالى يجدون جثث ذويهم طافية على المياه بالترع وبالحقول، ونفس الأمر شوهد فى جثث الحيوانات والطيور التى أحرقها الإنجليز بوحشية ليس لها مثيل.
وقد سطرت محافظة الجيزة أسماء الشهداء فى نصب تذكارى وضع أمام القرية حتى الآن تخليدا لما بذلوه من دماء لدحر هذا العدوان، ولكن للأسف الشديد توقفت الاحتفالات بهذا العيد بالقرية منذ عدة سنوات، وكانت المحافظة تقيمه فى أماكن مختلفة بسبب الأعباء الأمنية على جهاز الشرطة.
ومن خلال التذكير بهذه الثورة التى أنهت على الاحتلال الإنجليزى لمصر أو على الأقل مهدت لرحيله وأظهرت معدن الشعب المصرى الذى ينتفض لكرامته ويخرج كالطوفان موحداً صفوفه ضد أى اعتداء على كرامته أو حريته نتمنى أن يأخذ العبر والدروس ليطبقها على ثورة يناير التى لفظت أنفاسها بعد أن تفرقنا شيعاً كل حزب بما لديه فرحون.
[email protected]