رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل كانت ثورة يناير أكذوبة؟

فى الذكرى الثالثة لثورة يناير والتى جاءت فى جو يشوبه القلق والريبة والحيرة جعلتنا لا نشعر بفرحتها بعد أن كنا ننتظرها على أحر من الجمر لننزل الميدان ونستعيد ذكريات أجمل أيام عشناها فى سنوات العمر أصبحنا نرتجف ونقلق، خوفا من عمليات الإرهاب التي هدد بها تنظيم الجماعة خلال هذا اليوم وهو ما كان بالفعل، حيث شهدت مصر مجموعة من التفجيرات والعمليات الإرهابية في مواقع مختلفة كان أبرزها ذلك الذي وقع أمام مديرية أمن القاهرة.

وبعد أن كان اليوم يوم فرح تحول ليصبح يوما كابوسيا يريد الجميع أن يصحو  وقد مر بسلام دون أن ينالنا منه أذى وضرر وإصابات وعمليات قتل.
وإن استعرضنا بشىء من التجرد ما الذى آل بنا إلى هذا المآل فسنجد أننا أمام طلاسم يصعب فهمها ورموز يستعصى على الكثير فك شفرتها ومن هذه الطلاسم أن معركتنا كانت مع نظام مبارك وكان النظام وقتها يصدر الأمن في كل شيء وكان مطمئنا ان من يصفهم بـ «شوية العيال ها يتلموا فى ساعتين» وتمر الأمور كما كانت. وبعد كسر الداخلية ودحرها فى الأيام الأولى للثورة توالت شحنات المد الثوري من ميدان التحرير تطالب بمطالب محددة حفظها كل الثوار تبدأ بالعيش والحرية وتنتهي بالعدالة الاجتماعية والتى تم تخصيص وزارة لها فى حكومة الببلاوى لا يعرف أحد اسم وزيرها ولا الدور المنوط بها حتى الآن، وبمجرد قيام عمر سليمان بإلقاء بيان التنحى هاج الميدان وماج بالفرحة بزوال هذا النظام الذى جثم على الصدور طوال 30 عاما.
وبدأت شحنات المد الثورى تتلاشى شيئا فشيئا وتتضاءل مطالب الثوار حتى انتهت إلى محاكمات عادية لرموز النظام السابق في نفس التوقيت الذى ترك المجلس العسكري زكريا عزمى يقوم بفرم مستندات القصور الرئاسية أمام أعين الجميع، وبعد ذلك تم التحفظ عليه لحمايته من الثوار كى لا يفتكوا به وإيداعه  بورتو

طره مع باقى شلة النظام، والذين وضعوا تحت الحماية والرعاية داخل زنازينهم الجماعية يخططون لإسقاط الإخوان بعد ان وضع الإخوان ما يمكن وصفه حسب المثل الشعبي فى بطونهم بطيخ صيفي، الأمر الذي انتهى بالإطاحة بهم بفعل أخطائهم وأتاح تصدر بعض الفلول المشهد من جديد.
وفى نفس التوقيت الذى عاد فيه رموز النظام إلى منازلهم سقط زعماء الحركات الثورية فى الوحل بتهم تتعلق بالتخابر مع دول أجنبية ومنهم من صدرت ضدهم أحكام، ومنهم من تم منعهم من السفر وأصبح الجميع فى مهب الريح والفصيل الوحيد الذى يشعر بالأمان هم رموز نظام مبارك فى ظل صمت مريب من الإعلام الرسمى والخاص.
ومن خلال ما تم استعراضه من تفريغ الثورة من مضمونها وعدم حصول المواطن البسيط على أدنى حقوقه من مطالب الثوار كفر الجميع بها وأيقنوا أن أى ثورة أخرى قادمة اذا ما كانت على غرار ثورة يناير التي انحنى لها العالم اجمع لن تجدي بفعل ما يحاول البعض إشاعته من أنها تحولت الى أكذوبة كبيرة ، وعلى هذا تسود النغمة بأنه لا مجال للتضحية بشبابنا مرة أخرى ما دام حال ثورات مصر كحال الفساد فى دهاليز المحليات التي قال عنها زكريا عزمى إنها للركب!