عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجماعة بين العير والنفير

اهتمت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة اهتماماً شديداً بحصد المقاعد في الانتخابات النيابية القادمة، وحرصها علي ألا يعلو صوت فوق صوت الانتخابات، وتفضيلها إعداد قانون انتخابات مجلس النواب القادم علي مناقشة قانون الحد الأدني والأقصي للأجور،

الذي يمثل حجر الزاوية لملايين الموظفين المصريين، فاشتعل الشارع ضدهم، وهم في نهم التدبير والإعداد وتفصيل الدوائر لتناسب تطلعاتهم وهيمنتهم علي جميع المقاعد دون أن يتركوا لباقي الأحزاب والمستقلين شيئاً، بدعوي المشاركة لا المغالبة التي بدأوا بها حديثهم الناعم بعد الثورة.. يذكرني هذا المشهد مع اختلاف التوقيت والأشخاص بقول الله عز وجل في كتابه العزيز في سورة الأنفال «وإذا يعدكم الله إحدي الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون».
وعندما وصف الله أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام بأنهم يميلون إلي غير ذات الشوكة وهي عير أبوسفيان بما يشبه «مقاعد مجلس الشعب» لديهم وأن الله عز وجل أراد أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين، فكانت غزوة بدر الكبري، التي انتصر فيها المسلمون رغم قلة عددهم وعتادهم، أمام جيش الكفر والضلال.
أكرر هذا الأمر وأؤكد تشابه الموقف من ناحية العير، ومقاعد مجلس الشعب فقط، وليس علي أبطال بدر الذين تربوا في السنوات الأولي من الدعوة علي يد رسول الله صلي الله عليه وسلم فكان النصر المبين لهم، لما لهم من مخزون عقائدي وإيمان راسخ تتحطم عليه أطماع الدنيا، فهل جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة استعجلوا قطف الثمرة، فوقف الشارع ضدهم، وطالب

الرئيس مرسي بالرحيل بسبب وضع الرجل في مواقف صعبة، وبسبب تصرفات البعض من ناحية وتصريحات بعضهم والتحدث بلسانه من ناحية أخري، وأتساءل: هل كانت جماعة الإخوان التي ارتفعت أسهمها في الشارع - علي حد تصريحات القيادي صبحي صالح - كانت تتوقع أن يعارضها أحد في بداية حكمها للبلاد، بغض النظر عن وصفها لجبهة الإنقاذ بأنها تعمل ضد الصالح العام وأنها تمول من الخارج ولست هنا بصدد الدفاع عنها أو تبرير مطالبها، وكل ما أريد التركيز عليه فقط في هذا المقال، هو الوضع الاقتصادي الراهن الذي يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم، وبسببه خرج الآلاف يطلبون مرة أخري العيش والعدالة الاجتماعية، والجماعة حائرة بين العير والمطالب الفئوية، التي بدأت تزداد وتحاصرهم مرة أخري، بحجة أنهم أصحاب مشروع النهضة الذي سيجلب الخير لمصر في شهور قليلة، فيا تري هل سيكتب الله النصر للجماعة علي هذه التحديات الصعبة والانفلات الأمني بما ورثته من تربية إيمانية خلال ثمانين عاماً مضت، أم أن هذا ابتلاء آخر سيطيح بأحلامهم كما حدث في الماضي؟