عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إحراج حديث الرئيس!


الحديث الأخير لرئيس الجمهورية لم يكن به (إخراج ) بل ( إحراج )! فالتقطيع السريع المتكرر لا يليق أبدا بمقام الرئيس وأهمية حديثه ؟ المفترض أن القطع من الحجم الأصغر إلى الحجم الأكبر أو الواسع والأبعد  معناه  أنك تبتعد عن الشخص إما لأن حديثه غير مهم أو أنك تنهى الحديث نفسه بلقطة واسعة بعيدة, وقد يصح العكس أن تبدأ مثلا بلقطة واسعة يظهر فيها تفاصيل المكان لثوان ثم تقطع على لقطة متوسطة يتحدث فيها الرئيس , ثم لقطة مقربة أكثر إذا استدعى الأمر , ولكن المخرج انتقل بشكل عكسي ودون منهج أو سبب للتقطيع السريع بل أن اللقطة القريبة , كانت أقرب للبروفايل , وهى لقطة يتجه فيها نظر الرئيس لنقطة لا تلتقي مع المشاهد وهذا يقطع تواصل العيون  المهم إعلاميا وتفاعليا.

إن المنهج كله الذي اتبع فى خطاب الرئيس هو ذاته تعامل مخرجي الكليبات الغنائية السريعة ’ الذين يتعمدون خطف نظرك بعيدا عما يقوله المطرب ربما لأن المطرب تنقصه الموهبة , أو لضمان نجاح الكليب , وهذا لا يليق أبدا بخطاب لرئيس جمهورية مصر ولا يليق بخطاب يأتي ومصر تحارب الإرهاب وتوجه ضربات عسكرية لمواقعه على حدودها الغربية والشرقية , وتأتى الفواصل بين فقرات الخطاب لتتسق مع نفس المفهوم التجاري الذي تعود عليه المخرج , إن خطاب الرئيس السيسى في مثل هذا الظرف كان يجب أن يؤدى واقفا وليس جالسا أيضا ليجسد  جلال اللحظة وخطورة ما يقال .
لا أفهم لماذا تتم الاستعانة بمخرج إعلانات لإخراج واحد من أهم خطابات الرئيس في فترة ولحظة تاريخية حساسة ؟ الغريب ان مخرج الإعلانات هو نفسه الذي أخرج من قبل الحملة الانتخابية التليفزيونية للحزب الوطني المنحل في انتخابات برلمان عام 2005 وهو صاحب تعبير (الحزب الوطني فى مصلحتك ) والمخرج وشركته كانا موضوعاً لبلاغ للنائب العام فى 2011كما نشرت جريدة التحرير فى صدر صفحتها الأولى بتاريخ 24 فبراير , وأشارت الجريدة إلى أن اختيار مؤسسة الرئاسة لهذا المخرج أثار

إستياء كبيرا داخل أروقة ماسبيرو حيث تساءل عدد كبير من الإعلاميين عن سر القطيعة المستمرة أو عدم الاهتمام بكفاءات وخبرات العاملين بمبنى ماسبيرو , رغم أنهم يمثلون المصنع والخميرة الأساسية التي يقوم عليها الإعلام الخاص والعربي في كافة عناصر العملية الإعلامية , وهذا ما أكد شكوك أكثر من 30 ألف موظف وإعلامي حول توجه الحكومة لبيع أو الخلاص من ماسبيرو , وقد ظهر ذلك في عدة محاور منها تفضيل الرئيس للإعلام الخاص والعربي في تقديم خطاباته وأحاديثه المتلفزة الهامة .!
ومنها قرارا وزارة المالية برفض صرف مكافأة نهاية الخدمة للعاملين بماسبيرو ! والحديث الدائم عن بيع وهيكلة وخسائر ماسبيرو وتخفيض أعداد العاملين به ! كل ذلك مع أخبار صحفية ومقالات لرجال أعمال تطالب ببيع ماسبيرو أو تتحدث عن خسائره, كل هذا خلق مناخا غير صحي للعمل, فلا  يمكن لأي إنسان أن يعمل وهو مهدد طوال الوقت بقطع أو تخفيض مستوى معيشته إن ثورة الضباط في 52 ما كانت لتنجح بدون وجود إذاعة وصحافة ثم تليفزيون وطني ومنظومة ثقافية تعبر عن خطط الدولة وتوجهاتها ,وأن الاعتماد على القطاع الخاص وحده في الإعلام مجازفة كبيرة وإصلاح ماسبيرو والصحف القومية أمر مؤكد النجاح , مطلوب إعادة الثقة في الإعلام المملوك للشعب ,وتقديم خطابات الرئيس بطريقة تتسق وخطورة اللحظة ومقام الرئاسة .


خبير إعلامي

[email protected]