رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

منهج: قولوا ما تريدون، وسنفعل نحن ما نريد

الدانة الأولي: كان سلوك الأغلبية الإسلامية فى البرلمان المصرى الحالى سلوكاً فاضحاً لأربعة من أبرز معالم عقليتهم. فقد فضح أولاً عدم معرفتهم بفكرة «الكفاءة». فالأسماء التى اختاروها للجنة وضع الدستور (من داخل وخارج البرلمان)

هى لأفراد من أنصاف المتعلمين عديمى الثقافة. كما فضح ثانياً نهجهم القبلى الذى يقوم على أساس واحد هو الولاء. وفضح ثالثاً كونهم أعداء بالفطرة للتعددية التى هى أساس المعاصرة وأساس الديمقراطية وأساس التمدن والتحضر.. وفضح رابعاً وأخيراً المنهج الذى سيسيرون عليه مستقبلاً والذى هو صورة طبق الأصل من منهج الحزب الوطنى المنحل (منهج: قولوا ما تريدون، وسنفعل نحن ما نريد).
الدانة الثانية: كان اعتقادى ولايزال أن استفتاء 19 مارس 2011  كان عملاً كارثياً، وأن الشيطان الأكبر الذى كان وراءه هو ذلك المستشار للمجلس العسكرى الذى انتقل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين أى لفسطاط(!!) الرجعية الدينية. ونصيحتى للمجلس الأعلى للقوات المسلحة هى كالتالي: يوم 15 أبريل 2012 سيصدر حكما بعدم دستورية القانون الذى أجريت على أساسه الانتخابات لمجلس الشعب الحالي. وسيمنح هذا الحكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة فرصة تاريخية لتصويب سلسلة الأخطاء والخطايا التى بدأت باستفتاء 19 مارس.. وآمل أن يستمع المجلس لنصيحة العقلاء الذين طالما نادوا بالبدء بوضع الدستور عن طريق مجموعة من كبار أصحاب العقول والخبرات الكبيرة وليس عن طريق مجموعة من البسطاء غير المؤهلين لأداء هذه المهمة المصيرية.
الدانة الثالثة: من أكبر خطايا السنة الأولى بعد الثورة «عدم اتخاذ قرار حاسم مع طغمة الرئيس المخلوع وأفراد أسرته».  فقد كان ولا يزال من ألزم الأمور للتأسيس لواقع ولمستقبل أفضل إقرار الحرمان السياسى لكل أفراد تلك الطغمة بما فى ذلك ضمان عدم  مشاركة المال للسلطة فى إدارة شئون الوطن، تلك المشاركة التى أدت لتكوين عصبة (اوليجاركية) الحلف المشبوه بين السلطة والثروة والذى كان المسئول الأول عن كل أحوال مصر الرديئة الحالية وفى مقدمتها المعاناة الاقتصادية والاجتماعية للغالبية العظمى من أبناء وبنات مصر.
الدانة الرابعة: ما لم تغل يد الإخوان المسلمين عن الانفراد بوضع الدستور الجديد لمصر، فإن هذا الدستور سيأتى عامرا بأفكارهم منبتة الصلة بالعصر والتقدم والعلم والحداثة. وستكون المرأة المصرية وسيكون الأقباط فى مقدمة الضحايا. وسيتوقف مستقبل مصر على رد فعل أنصار الحرية وحقوق المرأة والمواطنة والحقوق الكاملة لغير المسلمين. فبوسع هؤلاء إحداث ثورة جديدة تحبط محاولة بعض القوى سحب مصر إلى ظلمات القرون الوسطى.
الدانة الخامسة: بدأ محمد على (مؤسس مصر الحديثة) مسيرة التعليم العصرى بإنشاء العديد من المدارس والمعاهد داخل مصر، وبإرسال أعداد كبيرة من أبناء مصر لتلقى التعليم العالى فى سائر المجالات فى أوروبا. وقد أدى التعليم لحركة التنوير التى أفرزت روحا مصرية جديدة تحلم بتقدم مصر ورقيها فى سائر المجالات ولحاقها بركب التقدم الإنساني.

وواكب حركة التنوير هذه حركة تنادى بضرورة تعليم المرأة والرقى بها معرفيا وثقافيا. وخلال المائة سنة الأخيرة، تعاقبت وتوالت المكاسب الحضارية التى حصلت عليها المرأة المصرية فى مجالات التعليم والحق فى ممارسة الواجب الانتخابى والترشح للمناصب السياسية كما كافحت المرأة المصرية للتواجد فى معظم المواقع كما ناضلت من أجل مساواة دستورية وقانونية. وبمحاذاة ذلك، تحسن وضع المرأة (نسبيا) فى مجال قوانين الأحوال الشخصية. ولكن الثقافة الذكورية ضاربة الجذور فى أرض عقول عدد كبير من أبناء مصر حالت دون وصول المرأة للمساواة المتوخاة والتى لا يخلو منها مجتمع متحضر ومتقدم. وخلال السنة التى تلت ثورة 25 يناير المجيدة، بدأت أصوات ترتفع منادية بتقليص المكاسب الحضارية التى حصلت المرأة المصرية خلال قرن من الزمان على بعضها. وعلى كل أنصار الحرية والإنسانية فى مصر أن يرفعوا أصواتهم حاثين رئيس مصر (حال انتخابه) والجهة التى تنوب عنه فى هذه المرحلة الانتقالية وبكل منظمات المجتمع المدنى المصرية وبكل أنصار الحرية والتقدم وبالنخبة المثقفة وبقادة الفكر أن يعملوا على الحيلولة بين دعاة تقليص حقوق المرأة وبين بلوغهم لهدفهم الذى سيضع مصر على درب التخلف والماضوية. إن المرأة المصرية ليست مجرد نصف المجتمع المصرى عدديا، ولكنها (وهذا هو الأهم) التى تقوم بتنشئة وتربية النصف الآخر من المجتمع. إن مكتسبات المرأة المصرية لم تكن منحة من أحد، وإنما ثمرة مسيرة نضال طويلة استخلصت فيها المرأة المصرية «بعض» حقوقها كإنسان ينظر لها الدستور كمواطن مصرى مكتمل المواطنة.
الدانة السادسة: رفض بعض نواب البرلمان المصرى الحالى للوقوف حدادا على فقيد مصر العظيم البابا شنودة الثالث كان فضيحة ثقافية وأخلاقية وإنسانية لهذه الكائنات البسيطة والتى كان موقفها هذا مثار سخرية وازدراء كل المتحضرين على سطح الكرة (نعم «الكرة») الأرضية.. كيف يصل أحد لهذا الدرك الأسفل من عدم الإنسانية؟