عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هكذا كتبت صباح 25 يناير 2011!!

• أربع سنوات مرت على ثورة يناير التى لم يتوقعها أحد، قبلها بدقائق كان الثوار فى طريقهم إلى مظاهرة ضخمة تهز النظام، مظاهرة تصلح الفاسد، وتعدل المائل، ولكن ارادة المولى كانت فى صالح التغيير والتبديل،

ونزع الملك ممن استبد واستحوذ وأفسد هو ورجاله!! كانت رغبتنا فى التغيير مجرد أمنيات،وكلام لم نتصور أنه سيتحقق، ولكن الحمد لله الذى تتم بنعمته الصالحات، فقد أراد ولا راد لقضائه وقدرته وإرادته!! ولأن الله هو الموفق فقد كتبت فى جريدة «الوفد» المناضلة يوم 25 يناير2011 صباح يوم الثورة مقالًا بعنوان: «ابن النظام!!» قلت فيه ما تمنيته ولم أكن أتصور أنه سيتحقق.. اسمحوا لى بإعادة نشر المقال،الذى تستطيع قراءته على شبكة الإنترنت بالبحث فى جوجل بكلمات «ابن النظام- مقال طارق تهامى» ولكننى على أى حال أعيد نشرنص كلماته التى تقول:
• أعرف أن الحديث عن تداول السلطة فى مصر يبدو لمن يجلسون فوق المقاعد الوثيرة، داخل الحجرات المكيفة، بالقرب من الحاكم، وفى ظله، هو حديث يبدو، مثل وجبة ثقيلة، لا يريدون تناولها، أو حتى مجرد« شم » رائحتها التى تمثل لهم تفاصيل كريهة، مخلوطة بعرق الفلاحين، والعمال، والموظفين الكادحين.. فهم–دائمًا–لا يرغبون فى تداول هذا الكلام ولا حتى مناقشته لأنه على ما يبدو لا يعجب الرئيس بل إنه قد يغضبه!!
• قد نفهم مبرر بعض صناع القرار، داخل النظام الحاكم، ورفضهم لفكرة التداول عندما يكون نظام الحكم فى مصر ملكيًا أو حتى نظامًا يعترف بأنه استبدادى لا يؤمن بالديمقراطية والتعددية الحزبية، لكننا مضطرون إلى الحديث عن التداول السلمي، والآمن للسلطة، الذى قد يتحول إلى ظاهرة عنف، واضطرابات، طالما أنهم يكذبون على أنفسهم، وعلينا، ويدعون أنهم مؤمنون تمامًا بفكرة الديمقراطية التى تعنى عندهم حرية التعبير عن الرأى والتى تعنى عندنا وجود نظام تعددى حقيقى يسمح فى يوم محدد كل ست سنوات بوجود رئيس جديد مدنى ينتمى لحزب مشروع!!
• هل يوجد فيما نقوله كلام صعب، يستعصى على الفهم، أو حتى يحتمل كل هذا النقاش، حول هذه الفكرة التى يسمونها« حرية » ونسميها تداولًا للسلطة؟! نحن لا نريد أن يتحول الحديث عن هذا التداول كما يريدون له أن يكون حديثًا عن  «الاستخلاف» أى من يخلف الرئيس مبارك من داخل النظام فقط  ولا نريده حديثًا يدور حول الخروج الآمن للرئيس، فى حالة تخليه عن السلطة، ولا نريده حديثًا عن التوريث ومخطط رجال جمال مبارك لغرس أقدام ابن الرئيس، فى قصر السلطان، بل نريده حديثًا واضحًا عن التداول السلمى للسلطة بين كل المصريين، وليس بين رجال النظام، ومساعدى الرئيس فقط، نريد نصوصًا واضحة لا تحتمل اللغط، ولا الجدل القانونى والدستوري، ولا المغالطات القانونية، والتفسيرات

التى يطلقها كل طرف طبقًا لأهوائه، على حساب الوطن والمستقبل والديمقراطية!!
• صدقونى.. هذا هو الحديث، فلا الرئيس سيترك السلطة طواعية، ولا رجاله سيجرؤون، على مناقشته فى إمكانية إحداث تطور ديمقراطى حقيقي، ولا المظاهرات، التى أكتب هذه السطور قبل 24 ساعة من اندلاعها، ستؤدى وحدها–إلى تغيير شامل، إلا عندما يشارك فيها كل طوائف الشعب وطبقاته وعندما يكون عندنا،  جميعًا،  الاستعداد الكامل للتضحية دون حسابات إنسانية، أو شخصية.. لذلك، نريد جهادًا آخر، نضيفه على وسائلنا الحالية من مظاهرات، واعتصامات، وإضرابات، نريد جهادًا يمنحنا خطوة للأمام، نريد إقناع كل الناس فى مصر، ممن لا يميلون للمشاركة، بأن تداول السلطة، شرط أساسى لعبورهم للمستقبل، من خلال جسر آمن، لا مخاطر فيه.. نريد منهم أن يتخلصوا من السيطرة الواقعة عليهم من الأمن والمحليات والعمد وشيوخ البلد، ويجب أن يفهموا أنها سيطرة كاذبة ستؤدى إلى خراب الوطن، وخراب كل البيوت العامرة، طالما أنهم لا يعرفون الطريقة التى يجيء بها الرئيس، ولا السبب، فى قدوم غيره؟!
• هذا الحديث الذى نريده، متداولًا بين الناس، قد يؤدى إلى انزعاج رجال قصر السلطان الذين لا يعترفون بنا  كشركاء فى الوطن إلا عندما تواجههم كارثة، ولا يطلبون منا المشاركة–صوريًا -  فى إدارة البلد، إلا عندما يريدون منح غطاء شرعى لعملية سرقة كبرى للبرلمان تحت مسمى الانتخابات، لذلك يجب أن نقوم بتوسعة نطاق التوعية حتى يفهم الناس أن الوطن لا يكون وطنًا، إلا عندما يشارك أصحابه–كل أصحابه–فى إدارته، وتسييره، والانتفاع بموارده طبقًا للقانون الذى يحكم بين الناس بالعدل، فلا يمنح قانونهم هذا، آلاف الأفدنة بسعر رمزى لأحد رجالهم ويمنعه عن غيره، ولا يمنح آخر امتيازًا، أو احتكارًا يسلب الناس أموالهم، ليضعها فى جيب شخص محظوظ كل امكانياته أنه ابن النظام وذراعه وخادمه!!

[email protected]