رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لن نشد الحزام أكثر من ذلك!!

لاشك أن الرئيس القادم سوف يواجه ما لم يواجهه غيره، وسوف يدخل فى معترك أزمة اقتصادية طاحنة،ربما تدفعنا إلى «شد الحزام» لسنوات، حتى نعود إلى تدوير عجلة الإنتاج، التى كانت بطيئة أساساً قبل 25 يناير 2011!! وقطعاً الناس لم تعد تحتمل شد الحزام ،ولا حتى الصبر ليوم واحد بعد إعلان اسم الرئيس الجديد!!ولذلك فإننى أعتقد أن المرشحين الرئيسيين لرئاسة الجمهورية، بجب عليهم أن يقولوا لنا ماذا سيفعلون أمام هذا الوضع الصعب للاقتصاد المصرى من ناحية، وماذا سيفعلون لتسيير الحياة اليومية للمواطن الذى يعانى من ضغوط معيشية لم يمر بها منذ بدايات القرن الماضى،لأن الحديث النظرى عن الاقتصاد ووضعه وكيفية حل أزماته ،لن يسد رمق طفل صغير فى جنوب الصعيد، أو فى حدود مصر عند الوادى الجديد!!

قد تسمع أحد المرشحين يتحدث بكلام «منمق» حول ضرورة الانحياز إلى الفقراء، ماشى، كلام جميل، ولكن ماذا سيفعل المرشح مع الوضع الاقتصادى، بمنظوره الاجتماعى،حينما يتولى المسئولية؟ وهل سيكون قائداً مدركاً للوضع،وفاهماً للأزمة،وهل سيستطيع الإمساك بأيدى المصريين، لكى يعبروا سوياً عنق الزجاجة، دون أن يجوع الناس، ودون الثورة عليه لأنه لم يتمكن من إطعامهم؟ هذا هو مربط الفرس الذى سوف يحسم معركة الرئاسة، وهذا هو المدخل الذى سيجعل العقل الجمعى المصرى يقرر اسم رئيسه.. أما فكرة طرح المرشحين لأنفسهم باعتبارهم شخصيات عامة، أوأصحاب رؤية نظرية، أو مالكين للقدرة على الكلام، فهذا لن يدفع الناس للتصويت لهم، بل سيكون التصويت للرؤية التى تصاحبها قدرة على الفعل، وإرادة واضحة قادرة على التنفيذ، وفهم لاحتياجات الناس اليومية!!
عندما أقول لك إن الوضع الاقتصادى فى مرحلة حرجة، فإننى أنقل لك الواقع، ولا أدعوك للتشاؤم، لأنك بلا شك تشعر بحالة الاقتصاد الوطنى، من خلال الاحتكاك اليومى مع مشترياتك، وتلبيتك لاحتياجات بيتك وأولادك، فما كان ثمنه جنيهاً قبل ثلاث سنوات أصبح يساوى الآن جنيهين والنصف على الأقل!! هذا مانسميه فى أحاديثنا الدارجة «الغلاء» وهو فى الأساس ناتج عن التضخم ،وفقد العملة لقيمتها، مع ثبات الدخل للأفراد، وفقد العملة لقيمتها راجع لانخفاض الإنتاج، فنحن لانعمل منذ ثلاث سنوات، بل إن «تداول الأموال» المحرك الرئيسى لفكرة الاقتصاد، غير واردة الآن، لأن معظم المشروعات توقفت، ومعظم العمال تم تسريحهم، لينضموا إلى طابور بطالة طويل لاينتهى، لنعود إلى الأزمة الأساسية التى سيواجهها الرئيس القادم، وهى إطعام

الناس وسداد احتياجاتهم اليومية!! يكفى أن أقول لك إن أحد قطاعات الإنتاج المهمة، وهو قطاع المقاولات المعطل منذ سنوات، يضم فى داخله120 «شغلانة» رئيسية وهامشية، بدءاً من صاحب شركة المقاولات، وحتى بائع الشاى الذى يخدم العمال بجوار المشروع خلال عملية بنائه!!
إذن الرئيس القادم ،يجب أن يقول لنا كيف سنواجه هذه الماسأة التى تمثل أولى أزمات البلد، وعصبها، وسبب ثورتها!! الانتخابات الرئاسية ليست مجالاً للرفاهية والتنظير، بل هى مسئولية كبيرة، لاتحتمل أن يتعامل معها البعض باعتبارها نزهة أو نزوة،أو تجربة.. الانتخابات هذه المرة لاتحتمل كلام المثقفين، ولا أيديولوجيات السياسيين!!

هوامش
نريد أن نعرف ..هل يوجد فعلاً مشروع جاهز ومدروس لتحسين الدخل الخاص بالأسر التى تمثل أغلبية فى مصر، وهى الأسر التى نسميها «المتوسطة» ولكن الواقع يقول إنها أسر فقيرة»!! الفقر من وجهة نظرى يعنى عدم قدرتك على امتلاك مدخرات لشهر قادم!! وتعنى عدم الحصول على جرعة إنسانية من العلاج، ولا تمكين أولادك من نظام تعليمى محترم، وعدم حصول هؤلاء الأولاد على فرصة عمل تتناسب مع قدراته،فى حين يرى غيره يحصل على وظيفة تتناسب مع نفوذ والده،أو علاقات خاله!!
العدالة هى جزء اساسى من خطة إصلاح طويلة المدى،لإعادة تملك ابناء هذا الوطن لمقدرات بلدهم، والمشاركة فى تقرير مستقبله، والعدالة هى التى ستقطع الطريق على الإرهاب لأنه لن يتمكن من اختراق النفوس الضعيفة، هذه العدالة هى اقتصادية اجتماعية بالأساس، ولانريد أن نعود إلى نموذج الفساد والمحسوبية بترك الوطن فريسة لنظام اجتماعى عقيم يؤدى إلى الشعور بالظلم وعدم الإحساس بالانتماء لأرض يملكها الجميع!!

[email protected]