أسرار جديدة.. من موقعة الجمل!!
صباح أمس، الثلاثاء، ذهبت إلي مكتب النائب العام، برفقة الصديقين، المحاميين، ممدوح الجعلي ومحمود قنديل، لتقديم بلاغ رسمي،في مضمون المقال ،الذي نشرته هنا، يوم الأربعاء، قبل الماضي، حول جريمة، استخدام سيارات إسعاف، معهد القلب القومي، في نقل أدوات قتل المتظاهرين، فيما سميت" موقعة الجمل "التي ذهب ضحيتها،تسعة عشر ثائراً، كانوا يهتفون باسم الوطن، قبل أن يلفظوا أنفاسهم الأخيرة!!كانت أدوات القتل، التي استخدمها المجرمون، عبارة عن قنابل مولوتوف وحجارة وكسر السيراميك والرخام، وكان "الستار"سيارات الإسعاف، التي كانت تقتحم صفوف الثوار، وكانوا يفتحون لها الطريق، لإسعافهم، ولكنها، كانت تحمل في الخفاء، أدوات قتلهم، وشق رؤوسهم ،التي تجرأت ،وفكرت في التخلص من الديكتاتور، الذي كان يحكم البلاد، لمدة ثلاثين عاماً،وكان يريدها إرثاً لولده، أو يتركها خراباً. ولأن جريمة قتل المتظاهرين ،كانت بشعة، فقد قابلت ردود أفعال كبيرة، علي مضمون المقال، ولأول مرة ، أواجه هذا الهجوم، الكبير من أصدقائي القراء ،الذين طالبوني، بالتقدم ببلاغ رسمي، إلي النائب العام،ظناً منهم، أن مقالي مجرد سرد لتفاصيل الجريمة، رغم أن النشر في حد ذاته،طبقاً للعرف في مهنة الصحافة، يعتبر بلاغاً رسمياً، يتطلب تحرك الجهات المعنية، للتحقيق وضبط الجناة!!
ولكن..وغز الضمير أصابني، وشعرت بالتقصير، عقب عدة اتصالات ،تلقيتها من القراء الأعزاء، رغم أن مهمتي الأساسية، هي النشر، وليس تقديم البلاغات،وقمت بالاتفاق مع الصديقين، المحاميين، بتقديم البلاغ رسمياً، ومن حسن الطالع ،أن هذا البلاغ تضمن معلومات جديدة، حيث أن السائق الذي قام بقيادة السيارة، الرئيسية المتهمة، بالخروج من المعهد ،بدون إذن خروج، ولا خط سير، تكشفت حوله، معلومات مهمة،وتبين أنه تلقي الأمر مباشرة، من مسئول كبير، بهيئة المستشفيات التعليمية،وقد أصبح هذا السائق" المسكين" في موقف حرج جداً، بعد نشر المقال ، لأن المسئول الكبير تنصل من الأمر برمته، وأرسل مستشاريه إلي معهد القلب يوم الأربعاء قبل الماضي، لترتيب الأمر ، باعتباره تصرفاً فردياً، من السائق،وما لا يعرفه هذا السائق ، أن المسئول الكبير، قال " أنا ماليش دعوة بالموضوع ده خالص" ويريد إلصاق الجريمة بالسائق!!
سائق آخر ، شاهد علي الجريمة، وهو أحد مصادري،قال لي أن هناك تلاعب، حدث في كشوف خط السير، عقب نشر المقال، وهذا بلاغ جديد بالتزوير، سوف يذهب بنا إلي كل خيوط الجريمة، بدءاً من المسئول الكبير، ومروراً بكل مساعديه، الذين كانوا يتصورون،عندما قاموا بارتكاب جرائمهم، أن حسني مبارك باق، ولن يتحرك، سنتيمتراً واحداً من موقعه، وكان هذا رهانهم، كانوا يريدون تقديم الخدمات الجليلة لصاحب السلطة، والسلطان، الملك الجليل، حتي لو كانت الخدمة، هي قتل المتظاهرين المناضلين، الثوار،في ميدان عبد المنعم رياض، ولأنهم كانوا متأكدين، من بقاء سيدهم، وربهم الأعلي، لم يخش أحداً منهم، وجود الجيش، ولم يصب أي منهم، برهبة، الدبابات الرابضة في قلب الميدان، كانوا يتعاملون مع هذه القوات، باعتبارها، حامية للحاكم، وليس للشعب، ولكن كل حساباتهم ذهبت أدراج الرياح، بعد سقوط سيدهم!!
طبيب كبير بمعهد القلب، قال لي، أن المسئول الكبير، بهيئة المستشفيات التعليمية،علي علاقة قوية جداً بإبراهيم كامل، مهندس موقعة الجمل، وهذا هو سر إعطائه الأوامر بخروج سيارات الإسعاف للمشاركة في قتل المتظاهرين، ولأنني لاأعترف، بالأقوال المرسلة، فقد سألت طبيباً كبيراً آخر، بالمعهد، عن سر هذه العلاقة، بين المسئول الكبير، بهيئة المستشفيات التعليمية، وبين إبراهيم كامل، فمنحني الرجل مستنداً يؤكد هذه العلاقة، التي اتضح أنها مالية أيضاً!!إذن.. نحن أمام جريمة، كان هدفها الأساسي، هو حماية النظام، حتي ولو كان علي حساب حياة الناس، الذين قضوا أعمارهم في ذل وفقر وسجن كبير، لكي يبقي هؤلاء الفاسدون، فوق مقاعدهم الوثيرة، ويكنزون أموالهم الحرام، بلا
الجريمة كانت كبيرة، وسيبقي الملف مفتوحاً..غداً.. الخميس ..في العدد الأسبوعي من جريدة »الوفد«، بتفاصيل مثيرة، ومؤلمة عن جريمة استخدام سيارات الإسعاف بموقعة الجمل!!
هوامش
الصديق العزيز الحاج مصطفي جلال ، طلب مني نشر تفاصيل عن استخدام كسر الرخام في قتل المتظاهرين بموقعة الجمل ، وقال لي إن عضوين بمجلس الشعب عن الحزب الوطني بالقاهرة، استخدما كسر السيراميك بمنطقة شق الثعبان، وقاما بنقلها إلي موقع المعركة بين المتظاهرين والبلطجية بميدان عبد المنعم رياض..عموماً مازال هذان النائبان السابقان مطلقي السراح ولم يقدما للتحقيق ولا المحاكمة وهذا بلاغ جديد للنائب العام.