عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الضمير.. والوطن.. وسيادته!!

ــــ 1 ــــ
أعرف أنك «قرفان» وتشعر، بأن هذا البلد يواجه ــ الآن ــ أكبر أزمة  يمكن أن تقوده إلى خراب ودمار، وحرب أهلية لا تنتهى، إلا بالقضاء على استقراره، والقضاء  ــ أيضاً ـ على حياة جيل كامل للأبد ، لندخل نفق سوريا المظلم !!لكن صدقنى كل هذا مسئولية الحاكم ،

الذى يملك سلطات ، تسمح له بالعبور بنا من النفق المدمر، ولكنه  يٌعاند ويٌكابر ويسمع كلام عشيرته، التى تقول له «مصلحة الجماعة هى نفسها مصلحة البلد»!! هذه هى الأزمة الحقيقية ومربط الفرس، وهى قلب الموضوع وأصله، وأى كلام آخر، يقال أو يتردد، حول خلاف بين سلطة ومعارضة، هو من قبيل المزايدة، أو تحويلنا للانشغال بعيداً عن الأزمة السياسية الحقيقية التى تواجها مصر، وهى أن هناك جماعة ، تمكنت من الاتصال بالأمريكان خلال مرحلة الثورة، وأنهت أكبرصفقة فى التاريخ الحديث، لوصول الإخوان للسلطة مقابل المصالح الأمريكية، وأمن إسرائيل!! هذه هى الحكاية التى يجب أن نتحدث فيها، ونناقشها من منطلق «السيادة الوطنية» التى لا نعرف لها رأساً ولا قدمين منذ وصل الإخوان إلى سدة الحكم، ولذلك ـ يا إخوان ــ لا تكلموننا عن «الصندوق» الذى انتهكتم شرعيته، ولا الديمقراطية، التى قمتم بتحويلها إلى كلمة « ممجوجة» لا تتناسب مع تصرفاتكم «الاستبدادية».. ولا تتكلموا ــ أيضاً ــ عن الحرية التى تدهسوها بالأقدام كل يوم فى الشوارع، بالقمع، والقتل، والسحل، ولا تتكلموا معنا عن العدالة الاجتماعية، لأننا لم نشهد فقراً مثل الذى جاء معكم، ولا جوعاً مثل الذى أمسك ببطون الناس منذ رأيناكم!!
الحكاية أن هناك وطناً انتهكت «سيادته»، وأصبح مرتعاً لكل من يريد أن « يلعب» فى أطرافه، و«يزغزغ» قلبه وينهش جسده، فلا تتكلموا معنا  عن الكرامة، والرئيس الذى يٌصدر قراراته من رأسه، فنحن نعرف أنه «محتار»  بين أوامر البيت الأبيض، وتكليفات إرشاد المقطم،وملاحظات المؤسسة العسكرية، نعرف هذا كله، وندرك أن الرجل محتار، بين كل اصحاب القرار فى هذا الوطن، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجه، ولكنها الصفقات يا سيدى، التى يقابلها استحقاقات، ويجب على شريك الصفقة، أن يقبل كل نتائجها، ومايترتب عليها من مشكلات، فهذه ليست أزمتنا، بل مشكلتك أنت، أنت صاحب الصفقة، ونحن رعاياك الذين لا يقبلون بالصفقات فى زمن الثورات.. عليك أن تعود أدراجك، وأن تدرك أنك رئيس مصر ، البلد الذى لا يقبل القسمة على «اثنين» فما بالك بكل هؤلاء الشركاء!!

ــــ 2 ــــ
هذا البلد كبير، قادر على أن يفرز الأشياء المختلف عليها.. يعرف أن حكامه، يعشقون خداعه، لأنهم ــ أى

الحكام ــ يعتقدون ــ دائماً ــ أنه شعب «طيب».. هذا صحيح ، ولكنهم  يعتقدون ــ خطأ ــ أنه قليل الحيلة ، وهذا غير صحيح، فهو يملك من الحيل، مايكفى لإذابة ظلم كل حاكم ،وخداع حوارييه، الذين خرجوا علينا منذ أيام، بإعلان جبهة تسمى «الضمير»!! وعندما تحلل الأسماء المشاركة فيها، سوف تكتشف أن ثلثهم أعضاء فى تأسيسية الدستور الإخوانى، وكانو يأتمرون بأمر الجماعة، والثلث الثانى، من المعينين فى الشورى بقرار من الدكتور مرسى، أما الثلث الأخير فهم من محللى أخطاء الرئيس فى جلسات «الحوار الوطنى» التى لم تشارك فيها المعارضة الرئيسية!! إذن هذه هى جبهة   «تبرير جرائم الإخوان».. تم تشكيلها من «رجالة» الجماعة الذين لا ينتمون للتنظيم ، ولكنهم ألقوا بأجسادهم، ومصالحهم، فى أحضانها.. هذا النموذج نراه دائماً فى كل العصور، وهو أمر طبيعى، فكل سلطة لها رجال يعرفون أدوارهم جيداً، ويقومون بتبرير جرائمها، وأخطائها، ولكن يكون لها، فى نفس الوقت ــ معارضيها ــ الذين يواصلون النضال والكفاح من أجل وطن يريد أن يكون حراً، وديمقراطياً ويتسع للجميع ، رغماً عن أى سلطة وأى نظام!!                                                                                 والآن علينا أن نسأل «المناضلين» فى جبهة الضمير، ما رأى ضميركم فى قتل الشباب فى الشوارع بدم بارد؟ مارأى ضميركم فى تعذيب شباب فى سن الزهور بمعسكرات الأمن المركزى؟ ما رأى ضميركم فى ثلث أعضائكم الذين سلقوا دستور مصر، فى نصف الليل،وباعوا الوطن من أجل السلطة؟ما رأى ضميركم فى الاستحواذ على السلطة واختصار مصر فى جماعة؟
لا تتكلموا عن الضمير، لأنه لا يحتمل نقاشاً أو اختلافاً، فالضمير له تعريفات، ولا يجوز المناورة به.. الضمير هو العمل لصالح الوطن وليس لصالح الجماعة.. يا جماعة!!

[email protected]