رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حاكموهم.. أو.. حاكمونا!!


أعرف أنك أصبحت تشعر بالملل من الحديث »السخيف« الذي سيطر علينا، وعليك، وعلي وسائل الإعلام، حول غزوة ستاد القاهرة التي قام خلالها آلاف المتفرجين، الذين يرتدون  الـ »تي شيرت« المميز، لفريق نادي الزمالك، بخطيه الحمراوين باقتحام الملعب، وإفساد مباراة النادي الكبير، مع نادي الأفريقي التونسي.. قد تكون مؤيداً للفكرة التي أؤيدها بشدة والتي تتهم فلول النظام السابق بالضلوع في تنظيم مؤامرة تستهدف الإيحاء بانتشار الفوضي التي وصلت إلي كل مكان حتي ملاعب كرة القدم وميادين الرياضة وقد تكون من الرافضين لهذه الرؤية، وتريد إيقاف سيطرة فكرة »المؤامرة« علينا، وقد تتهم »الراجل أبوجلابية« الذي نزل لأرض الملعب بلا مناسبة،  بقيادة عملية الاقتحام!! وفي كلتا الحالتين، صدقني، الأمر يحتاج إلي إعادة الأمور إلي أصولها، وهو أن هناك خطراً داهماً يهدد الثورة، التي دفع ثمن انطلاقها، مايقرب من ستمائة شهيد، من شباب مصر، ولكننا لم نحافظ علي الأمانة، وما زلنا نترك، من يريدون اللعب »القذر« يمارسون ألعابهم، بلا محاسبة، ومازلنا ،نترك الذين قتلوا أولادنا، بلا محاكمة، ونترك الذين سرقونا، ينعمون بأموالنا، ونسامح الذين أفسدوا الحياة السياسية، ومهدوا الطريق للفساد المالي، والاستبداد السياسي، والتوريث، ونتركهم يمارسون حياتهم الطبيعية، لأنهم قدموا خدمات جليلة لنظام، سمي نفسه الوطن، واعتبر نفسه الدولة، رغماً عنا وبلا موافقتنا، ولا حتي »الرضاء« الصامت!!.. وحتي نتمكن من تهدئة دمائه الشهداء الزكية، يجب أن نحاسب مجرمي المرحلة السابقة حتي يستريح شهداؤنا، الذين راحت أرواحهم من أجلنا!!

ما حدث في ستاد القاهرة، هو نتاج طبيعي للتساهل مع اللاعبين بالثورة الذين كانوا رجال النظام، وكانوا يده التي يبطش بها، ومازالوا في مواقعهم وبيوتهم، يمارسون مهمة »إجهاض الثورة« بلا أي مضايقات وبلا مساءلة، ولا محاسبة، وعندما يكتب الصحفيون، يضربون ويهانون مثلما حدث مع زميلنا علي سعيد، الذي نشر حواراً في مجلة الإذاعة والتلفزيون، مع اعتماد خورشيد التي تحدثت عن خطايا صفوت الشريف عندما كان يعمل في جهاز مخابرات صلاح نصر في الستينيات، فكان نصيب الصحفي علقة ساخنة، وقال له البلطجية المعتدون: هذا إنذار لك.. ولمن أجريت معها الحوار!!.. ورغم هذا الاعتداء الواضح علي الصحفي، مازال صفوت الشريف حراً طليقاً، لا يحاسبه أحد، ولا يقول لنا أحد، لماذا هو »حر« حتي الآن؟، رغم كل ما فعله في مصر، عبر 30 عاماً من الفساد السياسي، الذي لا يقل جرماً، عن الفساد المالي، فتزوير الانتخابات جريمة وتجميد الأحزاب التي لا تنصاع لأوامر الحزب الحاكم جريمة، وتفجير الأحزاب الكبيرة والمؤثرة جريمة وإصدار تشريعات تقضي علي العدالة عبر أغلبية مزيفة جريمة.. فلماذا يبقي مثل هذا الرجل، حراً وطليقاً في بلد انتفض، وثار منذ أكثر من 70 يوماً كاملة علي نظام كان هذا الرجل يدير عملياته التي تجري في الظلام!!

قد تقول.. وما هي علاقة ما تقوله عن محاكمة صفوت الشريف، وفتحي سرور، وزكريا عزمي، وإبراهيم كامل، وغيرهم من رجال النظام، الذي نقول عنه - سابقاً - وبين ما حدث في ستاد القاهرة؟!.. طبعاً هناك علاقة قوية، لأن ما حدث في ستاد القاهرة، ليس شغباً رياضياً، بل هو ناتج عن شعور من قاموا بترتيب المؤامرة، وشعور من ساروا وراءهم من الجماهير الغفيرة، بأن البلد مازال علي وضعه السابق، فمن يسرق وينهب ويفسد الحياة السياسية فيه لا يحاكم، وكأننا لسنا في ثورة، وكأننا لا نعرف هؤلاء الناس، وما فعلوه فينا، عبر هذه السنوات الطويلة!!

ما حدث في ستاد القاهرة تم تنفيذه بلا خوف، لأننا لم نشهد محاكمة واحدة، للمحرضين الحقيقيين لموقعة الجمل، ولم يستعي الآباء الشرعيين للمجزرة التي حدثت في ميدان التحرير خلال الأيام الأخيرة من الثورة، فقد تم تحويل موردي البلطجية للنيابة ولم يتم التحقيق مع المحرضين الحقيقيين من قيادات الحزب الوطني، فنائب الهرم ما كان يجرؤ علي إرسال بلطجي واحد لميدان التحرير بدون تعليمات واضحة من أسياده في الحزب الوطني، فمن هم محرضوه، الذين أعطوه الأوامر؟!.. إذا حاكمناهم، لن تتكرر أحداث ستاد القاهرة مرة أخري، أما إذا تركناهم طلقاء وأحراراً فسوف يتكررالمشهد مرة ومرات، قد يتكرر في حفل غنائي، أو دار سينما، وقد يكون سيناريو جاهزاً، للتكرار في الانتخابات البرلمانية القادمة، وعندها سوف نشهد مذبحة، لا مثيل لها، لأن الذين كانوا يديرون عمليات تزوير الانتخابات، سوف يواصلون هوايتهم، وسيكررون اللعبة، بطرق ووسائل أخري، لا تخلو من العنف والبلطجة!!

إذا كنا نريد إيقاف هذه المهزلة، يجب الإسراع، في معاقبة المخطئين، وإلا سنعتبر ما يحدث الآن، مجرد محاكمة وعقاب لشعب مصر لأنه تجرأ وثار علي حاكمه وسيده و.. »تاج راسه«!!

الأمر لم يعد يحتمل إبطاء أو انتظاراً.. إما أن تحاكموهم لأنهم فاسدون..أو تحاكمونا لأننا ثائرون!!

[email protected]