عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

العسكر والإخوان.. «مصر» بين المشنقة وقطع الرقبة!!

منذ اليوم الأول لاندلاع الثورة، فى بدايات العام الماضى، عرفنا، وفهمنا، وتأكدنا، أن هناك اتفاقات بعضها سرى وقليل منها معلن، بين المجلس العسكرى والإخوان. كان واضحاً أن التحالف القائم بينهما، قد خرج إلى النور .. وغير صحيح أنه اتفاق اللحظة الراهنة، عند اندلاع الثورة، ولكنه اتفاق قديم، سبق الثورة بسنوات، عندما بدأ التخوف من التوريث يتسرب إلى صفوف قيادات الجيش،

فكانت هناك سيناريوهات متعددة، منها أن يقوم الجيش بحركة إقصاء لقائده الأعلى، إذا حاول تثبيت وضع «وريثه» فى الحكم، أو اعتقال الوريث نفسه، ومعه كل «شلته» بدءاً من وزير الداخلية، وحتى أصغر مساهم بالأموال فى مشروع نظام الحكم الجديد الذى يترأسه «الولد».. وكلا السيناريوهين كان يتطلب اتفاقاً يبرم مع قوة كبيرة مثل الإخوان، حتى لا تتحول الشوارع إلى فوضى صادرة من أنصار الجماعة.. وحتى يزيل «العسكر» أية مخاوف يمكن أن تأتى من جانب الإخوان.. ولكن السيناريو الذى كان مستبعداً، ولكنه حدث بالفعل ، هو أن تندلع ثورة شعبية، كاسحة، تزيل الرجل وولده من الطريق، ليخلو درب السلطة والحكم للمجلس العسكرى منفرداً.. عندها كان لابد من تنفيذ الجزء الخاص بالجماعة، وهو التحالف «سياسياً» لإبقاء وضع العسكرى دون تغيير، لوقت يسمح للمجلس العسكرى بتحقيق ما يريده دون ضغوط من هنا أو هناك.. وقد استمر التحالف بين الجانبين بلا انقطاع حتى يوم ترشيح محمد مرسى الذى سبقه الشاطر بعدة أيام!!
لا تتعجب لأننى أحكى هذه القصة، ولا تسأل نفسك، لماذا أقوم بسرد هذه الحكاية، ولكن فقط اعطنى عقلك، لمدة دقيقة ونصف!! أريدك أن تسأل نفسك: ما هى النتيجة الحادثة الآن من وراء هذا التحالف الذى شعرنا به جميعاً منذ يوم الثورة الأول؟ قطعاً حصدنا نتائج متعددة، منها أننا عدنا أدراجنا إلى الوراء.. فعلى مستوى الديمقراطية، مازلنا نمارس حرية الصراخ، والمجلس العسكرى يفعل ما يريد بمساعدة الإخوان .. على المستوى البرلمانى، تخلصنا من أغلبية الحزب الوطنى، وسقطنا فى «فخ» أغلبية الإخوان، وهى أغلبية «غاشمة» ومزعجة ، وتهدد السلام الاجتماعى بالخطر، لأنها تصنف الناس دينياً لمجرد الخلاف السياسى.. أما على مستوى رئاسة الدولة وقعنا بين قوتين استبداديتين، هما العسكر والإخوان ، فكلاهما لايؤمن بالديمقراطية ، ولا بالحوار، ولايعرفان سوى السيطرة ، والطاعة العمياء!!
اسأل نفسك سؤالاً آخر .. أيهما أفضل «الشاطر» أم «عمر سليمان».. الاستبداد بمرجعية ذات مظهر دينى ،أم التسلط الذى يحمل خلفية عسكرية؟هل تشعر بأن السؤال صعب قليلاً؟ خذ عندك سؤالاً أسهل : هل تريد الموت بحبل المشنقة أم بقطع الرقبة؟ الطريقة الأولى «نظامية» والثانية « شرعية».. إذن اسمع منى .. ليس أمامنا سوى طريق ثالث ، نبتعد به عن هذا الثنائى الذى لايجب أبداً أن يعمل فى السياسة، فالعمل الدعوى مكانه فى المسجد، أما خارج هذا المسجد فكلنا مسلمون ومؤمنون وموحدون بالله رب العالمين.. والعمل النظامى العسكرى مكانه على الحدود ، يحميها ويصونها من اعتداء الطامعين..وكلا العملين إذا

اخترق السياسة ، أفسدها وتعرض لفسادها.. ونحن لا نريد للدين أن يواجه هذه الاختبارات التى يتعرض لها البشر، ولا نريد لقواتنا المسلحة أن تواجه مواطنين يضعون هذه المؤسسة منذ زمن طويل فى مكان مهم بالجسد يسمى «القلب»!!
قطعاً سوف تسألنى .. وما الطريق الثالث الذى تدعو إليه؟ الطريق هو عدم التصويت لأى مرشح له خلفية عسكرية، وعدم التصويت ــ أيضاً ــ لمرشحين منتمين للتيار الدينى ، لأننا نريد لهذا الوطن أن يتقدم وأن يخطو نحو المستقبل الديمقراطى الذى يؤمن بأن تداول السلطة حق، وأن الحرية لا تتناسب مع من يعايروننا بدعوى أنهم أكثر إيماناً منا.. رغم أن الله وحده  يعلم ما فى القلوب.. ولا تتناسب أيضاً  ــ هذه الحرية ــ مع من يذكرنا كل يوم بأنه يحمينا ويصون كرامتنا ، رغم أن الوطن يعرف أننا مستعدون لأن ندفع أعمارنا ثمناً لحمايته من أعدائه الذين يقفون على حدوده لهزيمته!!
علينا أن نختار طريق الدولة المدنية التى لاتفرق بين المواطنين.. الدولة المدنية التى تعنى ألا يكون الحاكم، أو السلطة، أو النظام السياسى ، مستنداً إلى قوة العسكر ، ولا إلى تيار الإسلام السياسى، ولكنه يعتمد على قوة وطن متماسك، يطبق القانون بقواعد عامة ومجردة، ويُعلى من قيم المساواة والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية!!
لقد قمنا بتجربة هذا التحالف  عام 1952 ، وكنا شهوداً عليه وهو ينفجر فى 1954 .. ثم شهدناه وهو يظهر بثوب جديد عام 2011 وسوف نراه وهو ينهار قريباً جداً .. والغريب أننا نعرف نتائج هذا التحالف المريب مقدماً، ورغم ذلك لا نواجهه بقوة ولا نحاربه بطريقة تقضى عليه للأبد.. الآن جاءت الفرصة الأخيرة لتحويل مصر إلى بلد ديمقراطى حقيقى.. ولايجب أن نهدرها!!
أرجوك .. لاتختر مرشحاً ينتمى إلى التيار الدينى ، أو كان يوماً من أبنائه. أرجوك لا تختر مرشحاً له خلفية عسكرية. أرجوك انحز إلى الديمقراطية وامنح صوتك لمدنى ينقل مصر إلى مرحلة جديدة !!
[email protected]