رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

»خفة دم«.. الرئيس السابق!!

- منذ أكثر من 12 عاماً، كان الرئيس ذ السابق- حسني مبارك، يلقي خطاباً، في جلسة خاصة بترشيحه، لخوض الاستفتاء، تمهيداً لاختياره، رئيساً لفترة جديدة، وكان مبارك يتحدث، من ورقة، وضعت أمامه، فيها رؤية نظامه، للمرحلة الجديدة، فقال، إنه سيسعي خلال الفترة القادمة، للعمل بكل جهد،من أجل نشر الرخاء لهدف واحد هو " مصر الجديدة" التي نريدها جميعاً.. وفجأة سكت الرجل وابتسم قائلاً: " قصدي مصر بلدنا.. أحسن حد يفهم حاجة تانية" وكان يلمح إلي منطقة مصر الجديدة التي يقطن بها!! وطبعاً ضجت القاعة بالضحك من المنافقين، الذين اعتبروها إشارة، إلي أن الرئيس، لايفرق بين الجد والهزل، فيما يتعلق، بالتفرقة بين، وطنه وسكنه، وبعضهم فهم، أنه فعلاً، لا يفرق بين مصر الجديدة " السكن" ومصر الجديدة " الوطن " فكانت هذه الجملة، الساخرة،هي بداية عصر الفساد في مصر، وبداية محاولات توريث الحكم لنجله جمال، بمساعدة أصدقائه، الذين نهبوا البلد، والتهموها قطعة.. قطعة!!

 

- هذا الخطاب، كان نموذجاً، للطريقة،التي يدير بها الحاكم الفرد، شئون بلاده، فهو لا يعرف فيه، سوي موارده، ومنزله، أما الفقراء، الذين يتحدث عنهم، في خطاباته، وحواراته،ليلاً ونهاراً فقد كانوا، مجرد رقم،في تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عند إجراء مسح سنوي لتعداد السكان!!ولأن الحاكم الفرد، لا يعترف بتقدمه في السن، ولا يفهم معني التغيير، ويتخذ قراراته، طبقاً لإمكانيات عقله، وقدراته العبقرية، فإنه يتصور دائماً، أنه الأذكي، والأنبه، والأخلص للبلاد، من هؤلاء العاملين عليها، وبها، وقراراته ترتبط به، وليس بالدولة وقوانينها .. يحكي أن مبارك،كان يفتتح الطريق الدائري، منذ سنوات، وهبطت به الطائرة المروحية، فوق الطريق، عند منطقة جزيرة محمد، القريبة من الوراق،وعقب الافتتاح،استمع لوزير الإسكان السابق، محمد ابراهيم سليمان، الذي تحدث عن امكانيات الطريق قائلاً:" الطريق ده يا ريس هيخفف الضغط علي منطقة وسط البلد والمناطق المحيطة بها ولن يضطر القادم من خارج القاهرة إلي الدخول إليها بل سينزل كل شخص إلي الجهة التي يريدها مباشرة.. وقد قمنا بعمل حساب المستقبل وقمنا بتصميم الدائري علي أساس تقسيمه لحوالي " ست حارات سريعة" .. وهنا انتفض الرئيس وقال للوزير : ياسلام يا اخويا.. ست حارات سريعة وتحصل حوادث بقي كل يوم .. وكل شوية أسمع عن مصايب..فين وزير الداخلية؟... وهنا هرع إليه الوزير حبيب العادلي وقال له : تمام ياأفندم .. فقال له الرئيس : اسمع.. أي حد يتجاوز سرعة 80 كيلو اسحب رخصته فوراً واحبسه.. ولو ماعرفتوش تتصرفوا معاه هاتوه عندنا واحنا نتصرف معاه!!"الغريب أن حبيب العادلي قال له : حاضر ياأفندم.. ولم يعرف أحد كيف لرئيس الجمهورية أن يتدخل لهذا الحد في عمل مهندسين واستشاريين وخبراء طرق بهذا الشكل الغريب.. بل إنه تدخل في عمل المرور، وقال

للوزير: هات المخالف " عندنا" نتصرف معاه ..هاته عند من ؟ هل يقصد رئاسة الجمهورية ؟ أم أنه يقصد جهات، وأجهزة أمنية خفية،لا يعرف طريقها سوي الرئيس نفسه؟ أم أنها حجرة "جهنم" الموجودة في قصر الرئاسة، والتي أشار إليها حبيب العادلي، وقام بتسريب معلومات عنها، عقب القبض عليه مؤخراً؟!

- حكاية أخري .. نعرف أن الرئيس الليبي معمر القذافي، رجل له طبيعة خاصة، ولكنه رجل سخي، ينفق علي معظم الدول الإفريقية، أموالاً باهظة، لكي يصبح لبلده " ليبيا" نفوذا إفريقياً، علي أطلال النفوذ المصري الضائع خلال سنوات الحرب والفقر، وفي إطار كسب "ود" مصر، عرض القذافي علي مبارك، مشروعاً، ملخصه أن تقوم ليبيا، بشق نهر صناعي يسمي " النهر العظيم " وأن تقوم مصر بمد ترعة كبيرة، شبيهة بترعة السلام، الممدودة لسيناء،وأن تكون هذه الترعة، قادمة من نهر النيل، إلي هذا النهر الصناعي، الذي يبدأ من حدود ليبيا وحتي وسطها.. طبعاً رفضت مصر المشروع، لأسباب كثيرة، أهمها حصتها المحددة من مياه النيل،فهي لا تستطيع توزيع مياه النهر علي الدول بدون اتفاقية، رغم أن هناك كمية كبيرة منها، تهدر في مياه البحر المتوسط..ولكن الغريب ذهنا- أن مبارك، بدلاً من أن يصمت بعد الرفض المصري، الذي وصل للجانب الليبي، قام بإعلان القصة علي الملأ، في خطاب رسمي، وقال : أخونا "معمر" كلمني وقاللي إيه رأيك نوصل مياه نهرالنيل بشقيقه النهر العظيم .. الأخ معمر عايز يخضر الصحرا.. فاكرنفسه عبد الحليم حافظ"  !!طبعاً هذه السخرية، أدت إلي غضب القذافي،الذي رد علي مبارك بتصرفين  الأول.. تخفيض العمالة المصرية في ليبيا .. والثاني العمل بجد لإلغاء منظمة الوحدة الإفريقية،التي أسستها مصر .. وتشكيل منظمة بديلة علي أنقاضها هي " الاتحاد الإفريقي"الذي يدير شئون إفريقيا حالياً!!

- الديكتاتور يفعل فينا الكثير .. حتي .. بخفة دمه!!

 

[email protected]