رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من الذي أعطاهم الأوامر؟!

** لا تكفي مئات المقالات، لمحو السؤال - المزدوج - الذي حفرته »الدولة« في قلوب كل المصريين، خلال أيام »ثورة الشعب« التي اندلعت، الأسبوع الماضي، حول الشخص الغامض، الذي أعطي الأوامر، لقوات الأمن، بقتل المتظاهرين - عمدًا - ثم عاد وأعطاهم الأوامر، بالانسحاب، واطلاق أيدي المجرمين والمسجلين، في الشوارع، لبث الرعب في قلوب الناس!!

** تعالوا، نناقش، الجزء الثاني من »المؤامرة« لأنه الأكثر ارتباطًا، بفكرة »التكتيك« الذي تم استخدامه، لمواجهة، الغضب، والثورة، التي اجتاحت كل مصر، ووصلت إلي أبواب قصر الرئاسة، وكان المتظاهرون لا يبعدون سوي بضعة أمتار، عن منزل الرئيس!! هذا الجزء بدأ عندما زاد غضب الناس، وتحمسهم، ورغبتهم في التغيير الجذري، حتي أن شعارهم الرئيسي، كان، هو تغيير النظام كاملاً، لا يستثنون منه أحداً، كان الشعار »الشعب.. يريد.. تغيير النظام« يهز أرجاء مصر، وكانت المواجهة الأمنيه له عنيفة جدًا، وفجأة.. اختفت الشرطة، من كل مكان، من الأقسام، والمرور، والمترو، والسفارات، والسجون، وأصبحت مصر خلال نصف ساعة، بلا جهاز أمني، وتحول الناس، إلي مرحلة جديدة، هدفها حماية البيوت من »الدهماء« الذين تم اطلاقهم - عمدًا - من الأقسام والسجون، لسرقة المنازل والمحلات وقتل المواطنين، ليثور السؤال.. هل اختفاء الشرطة واطلاق أيدي المسجلين خطر، كان هدفه »تأديب« المتظاهرين والمصريين، الذين أسقطوا شرعية النظام؟ الاجابة طبعًا.. نعم.. كان هذا هو الهدف، بالاضافة إلي اجبار مئات الآلاف، من المتظاهرين، علي العودة، إلي منازلهم، لحماية عرضهم، وأولادهم، وأموالهم.

إذن.. نحن أمام مؤامرة حقيقية تهدف إلي تأديب الشعب وضربه »علقة ساخنة« علي أيدي نفس البلطجية الذين كنا نراهم في كل الانتخابات، وفي كل المظاهرات، هم نفس المسجلين الذين يستخدمهم النظام لحمايته، عندما يحتاج إلي جهودهم المخلصة! لكن السؤال الأهم.. من الذي أعطي الأوامر لقوات الأمن، وجميع أفراد الشرطة بالانسحاب؟ طبعًا.. وزير الداخلية! هذه مسألة لا تحتاج  إلي احتمالات.. لكن هل وزير الداخلية، الذي هو في الواقع، جزء معهم، من التركيبة السياسية الحالية، وعنصر فعال داخل النظام، أعطي هذه الأوامر، من »رأسه« دون الرجوع إلي القيادة السياسية التي تدير النظام؟! طبعًا لأ.. من المؤكد أنه تلقي أوامر عليا، بالانسحاب قبل نزول قوات الجيش بست ساعات، فمن هو الذي أعطي له هذه الأوامر؟! قد يقول بعض الناس إنه المسئول الوحيد، وهو الذي أعطي أوامره لرجاله بالانسحاب من ساحات التظاهرات، ومن الأقسام، والشوارع احتجاجًا، علي تركه وحده، يواجه الثورة، وهذا احتمال وارد ولكن.. يستوجب الأمر، في كلا الرأيين، محاكمة وزير الداخلية، وضباطه الكبار، الذين أقسموا يمينًا، بحماية أمن مصر وحماية المواطن، ولكنهم تركوه وقت المحنة، وصنعوا فوضي، ورعبًا، لم تشهدها مصر منذ مئات السنين، ولكننا نعود للسؤال، هل يوجد، من يجب محاكمته أيضًا، لأنه أعطي الأوامر للداخلية بالانسحاب وصنع »الفوضي« لوأد »الثورة«؟! هذا سؤال مشروع

سوف تكشفه الأيام، وعندها لن يرحم الناس هؤلاء المجرمين الذين، تلاعبوا بأمن الوطن والناس، وأكدوا أنهم من مدرسة الشمولية، التي تمارس نفس الفعل، عند ثورة الشعب، ففي كل الثورات تسعي السلطة لوأدها بصنع الفوضي وإطلاق سراح المجرمين والمسجونين حتي تلتقط أنفاسها، وتسعي لاستعادة زمام الأمور، وحتي ينشغل الثوار ببيوتهم، وحماية أولادهم وزوجاتهم، ويتركوا معركة اسقاط النظام!!

** أما الجزء الأول من المؤامرة، هو أيضًا، يستحق طرح التساؤلات، حول الشخص »الغامض« الذي أعطي الأوامر، مساء الثلاثاء، في اليوم الأول من المظاهرات، بضرب المتظاهرين بعنف، رغم أن التظاهرات كانت سلمية، وعادية، ولن تشهد أية تجاوزات، أمنية في النهار، فلماذا صدرت الأوامر خلال المساء، بضرب المتظاهرين في ميدان التحرير، وقتل بعضهم في الإسكندرية، ودك السويس »الباسلة« التي كتب عليها أن تواجه مدافع وقنابل إسرائيل، وكتب عليها أيضا أن يقتل أبناؤها علي أيدي رجال الشرطة المصريين؟! هذه جريمة أخري، يستحق، من ارتكبها، محاكمته، بالقتل العمد، فقد أزهق أرواحًا طاهرة، مقاتلة في سبيل الوطن، دفعت دماءها الذكية، لتغسل أرض بلد يريد الحرية، تغسله من الاستبداد، والطغيان وحكم الفرد لتقضي علي عصر السلطان وزمن المماليك!

** نريد محاكمة الذين قتلوا أبناءنا غدرًا.. والذين بثوا فينا الرعب، ونقلوا الوطن من مرحلة قيام الناس بمواجهة الاستبداد والظالمين والطغاة، إلي مرحلة مواجهة اللصوص، وقطاع الطرق والمسجلين خطر!

لقد قمتم بارتكاب جريمة، لن ينساها المصريون الذين كانوا يفضلون مواجهة الرصاص، والقنابل، وسقوط ملايين الضحايا، علي مشاهدة اليوم الذي تسقط فيه »هيبة« مؤسسات تاريخية، دافعت عن الوطن، وقاتلت من أجله، ولكن الناس يرونها الآن وهي تقوم بتخريبه، وإشاعة الفوضي فيه، وقتل الذين يطالبون بحريته!

** سوف نحاكمهم - جميعًا - وسوف نعرف الشخص أو الجهة التي صنعت هذا »الكسر« الذي حدث في نفوس الناس.. هؤلاء الناس الذين لن يعترفوا - بعد الآن - بشرعية هذا النظام!!

[email protected]