رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الان جريش وصديقى السلفى

ذهبت الاسبوع الماضى مع صديقى الدكتور دسوقى لحضور ندوة للان جريش نائب مدير تحرير صحيفة اللوموند دبلوماتيك الفرنسية فى المركز الثقافى الفرنسى بالمنيرة وبعد انتهاء الندوة جلست مع جريش لاجراء حوار امتد لساعة كان فيها صديقى دستوقى متحفزا جدا لما يقال

ينتمى جريش لليسار الفرنسى وهو مؤيد للحقوق الفلسطينية وداعم لحركات المقاومة الفلسطينية ومنتقد للسياسات الاسرائيلية وسياسات الغرب فى المنطقة والتى يراها منافقة تجاه الشرق الاوسط فيما ينتمى صديقى دسوقى للمدرسة السلفية وهو شاب فى منتصف العشرينيات له لحية متوسطة ودرس الطب فى جامعة الازهر وقد سافر يوم الثلاثاء الرابع من اكتوبر مهاجرا الى المانيا للعمل فى احدى مستشفياتها الكبرى حيث انه متخصص فى جراحة الاورام ويعد اطروحته للماجستير .

وخلال الندوة التى كان يتحدث فيها جريش والتى كان يشاركه فيها الدكتور نبيل عبدالفتاح كان دسوقى يحمل جهاز اى باد 2 يفتح تويتر ويكتب " تويتات " عن الندوة لاصدقائه ما بدى ان هذا الشاب السلفى الذى يعد احد الكوادر القيادية والشابه فى حزب النور والذى سيسافر بعد ايام الى المانيا ليس كما قد ينظر اليه البعض باعتباره شخصا متزمتا ومتعصبا  فهاهو يمسك بايقونة العصر جهاز اى باد 2 ويتعامل مع تويتر ويدرس لعلم رفيع هو جراحة الاورام ومع انه يستعد للهجرة لالمانيا فانه لا يجد حجرا من انه مع كل ذلك شاب مسلم سلفى يؤمن بان اخر هذه الامة لن يصلح الا بما صلح به اولها وتلك هو جوهر الفكرة السلفية.

وفى خلال جلستنا مع جريش بدا ان هناك تفاهما وسلاسة وتناغما فى الحوار فدسوقى يتدخل للحديث عن احزاب اليسار فى المانيا فيعاجله جريش بوجهة نظر يتفقان فيها الى درجة كبيرة فكلاهما يرى ان اليسار لن يختلف كثيرا عن اليمين الاوروبى فى الموقف من الاسلام على الاقل فى هذه المرحلة .

عندما تحدث الدكتور نبيل عبدالفتاح الخبير بمركز الاهرام للدراسات السياسية عن الاحزاب الاسلامية فى مصر وتونس بدا خارج الزمن فالرجل يثير المخاوف من كل القوى الاسلامية غير مفرق بين الاخوان وطالبان وحزب الله والقاعدة رجل يضع كل البيض فى سلة واحدة بينما كان جريش يقول " لا اخاف من وصول الاسلاميين للحكم فى مصر فالاخوان جماعة مصرية ومن حقهم ان يصلوا الى الحكم وعلينا عندها ان نحكم على مدى نجاح رؤيتها لتطبيق شعار الاسلام هو الحل فى المجتمع كما يرى ان العلاج الناجع للتطرف

هو الديموقراطية ".

بدا عبدالفتاح خارج الزمن كرجل استهلكته الايديولوجيا الى درجة كبيرة رجل ينتمى الى الماضى فيما العالم يتغير ففرنسا والغرب الذى طالما دعانا عبدالفتاح الى الاقتداء بحداثتها هاهى تنفتح على الاسلاميين بمنطق المصلحة والبراجماتية السياسية وهاهى امريكا تفتح زراعيها الى حد ما للاسلاميين ولا تعارض ذلك وهاهم الاسلاميون يغيرون اساليبهم وبعض افكارهم القديمة ليتوافقوا مع الحداثة القادمة من الغرب الى الشرق الا ان عبدالفتاح يبدو وسط هذا وكأن الزمن تخطاه .

يعد طارق رمضان الاستاذ باكبر الجامعات السويسرية فى دراسات الاسلام وحفيد الامام حسن البنا اقرب اصدقاء جريش فكلاهما ينتمى الى مصر فجريش خرج من مصر بعد ان عاش بها فترة مراهقته وطفولته وتركها وعمره اربعة عشر عاما بعد ان صادر عبدالناصر مصنع والده فيما خرج والد رمضان مع زوجته مهاجرين الى سويسرا خوفا من اضطهاد عبدالناصر فانجا طارق فى سويسرا وهو مسلم غربى بامتياز.

رغم ان طارق ينتمى الى يمين الوسط وجريش ينتمى الى اليسار الا ان هذا لم يمنع من اقامة صداقة عريقة بينهما فيها الكثير من المتفق وبعض المختلف فيه ورغم ما يتعرض له جريش من انتقادات عنيفة بسبب تلك الصداقة الا انه متمسك بها وممتن لها

الان وقد وصل صديقى دسوقى الى المانيا حيث سيستلم عمله ظهر الخميس على ما اتوقع والذى اتفق مع جريش فى القاهرة على ان يتبادلا وجهات النظر بشان الاحزاب الاسلامية والتيار السلفى يبدو انهما سيلتقيان فى اوروبا للحديث عن المشترك بين الشرق والغرب لاعلاء ثقافة الحوار ولكن يبدو ان التيار الذى يمثله عبدالفتاح قد انزوى الى غير رجعة .