رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا خوف على الثورة.. والديمقراطية هي الحل

حققنا منذ 25 يناير وحتى الآن الكثير من الأهداف التي كان يحلم بها كل متعطش للحرية، نجحنا في تفكيك كافة القوانين المقيدة للحريات، وتخلصنا نهائيا من التابوهات السياسية التقليدية، وقطعنا كل الطرق المؤدية إلى الماضي، وانطلقنا بقوة إلى مستقبل ديمقراطي حر لا يمكن التنازل  عنه، وبدأ المواطن العادي يشعر بأن هناك مناخ سياسي حقيقي للعمل بحرية وبدون قيود ويفتخر بأنه أبن من أبناء ثورة عظيمة حطمت جدار الذل والهوان.

ورغم ذلك، لا يمكننا إنكار السلبيات التي لم نستطع حتى الآن القضاء عليها، والمتعلقة بوجود بعض الوجوه القديمة التي مازالت تملك أبواقا إعلامية وتتحدث وكأنها خرجت من ميدان التحرير، ووجوه من "الفلول" تعمل بحرية وتصر على البقاء في الساحة، وبعض مخاوف الشباب من الإقصاء أو التهميش، وتناحر الأحزاب والاتجاه الشمولي في بعض الأوقات لدى الرأي العام.

ورغم وجود حالة من الفراغ الأمني، ودرجة من درجات النفاق وركاب موجة ومتسلقين وغيرها من الظواهر، لكن كل ذلك من السهل التخلص منه، فقط بالإصرار والعمل بروح الثورة، فهناك نتائج حقيقية حدثت على أرض الواقع في وقت قصير لا يتعدى خمسة شهور فقط، وبالرجوع إلى تاريخ الثورات في العالم، فإن ثورة مصر تمشي بخطى سريعة وفي الاتجاه الصحيح وتحقق مكتسبات متلاحقة وناجحة رغم المؤامرات الخارجية والداخلية.

فالثورة المصرية هي الوحيدة حتى الآن التي خرجت سالمة من مكائد ومؤامرات التفتيت، فتخلصت من محاولات إحداث الفوضى الأمنية بالترابط بين أبنائها، وانتقلت من التخوين بين قواها إلى التوافق والبحث عن نقاط الاتصال، ونجحت في وأد الفتنة الطائفية وإظهار الوحدة الوطنية، واحتوت كل الاتجاهات المؤدية إلى الفشل، ونسفت كل المطامع الخارجية، وحرقت أجندات الأنظمة الشمولية، وبنت قلاع الحماية الداخلية، وولدت ونمت ونضجت بأقصى سرعة.

حتى نطمئن، فإن الصراع الحالي بين القوى السياسية هو نتيجة طبيعية ومنطقية في تاريخ كل الثورات، فالمكسب الحقيقي الذي لا يجب إغفاله هو ظهور جيل سياسي واع ومتحرك ومتطلع للعمل في ظل كل الظروف ومصر على النجاح والانتقال الآمن للسلطة وتحقيق الديمقراطية المنشودة.

بات يشعر كل مصري الآن أنه في حالة ثورة وأن انتمائه لمبادئ تلك الثورة هو جزء لا يتجزأ من وطنيته، فتعالت زغاريد وأناشيد الوطنية في كل شوارع مصر الحرة، حتى هؤلاء الذين لم يشاركوا من البداية في الثورة يشعرون بالفخر بأن بلادهم حررت نفسها وبدأت تتجه إلى الأمام، وهذا دورهم الذي يجب أن يشاركوا أخوانهم الثائرين في جني مكتسبات الثورة والإضافة على عملية التحول الديمقراطي، ربما يحسب البعض هؤلاء على أنهم قافزين على الثورة، لكن في الحقيقة هم يشعرون بالفخر بها ويبحثون عن المشاركة والتواجد في ظل المناخ السياسي الجديد، ويريدون أن يعوضوا ما فاتهم نادمين على المشاركة الابتدائية، فلا يجب بأي حال من الأحوال أن يشعر فرد بأن الثورة ملكه وحده وأن من لم يشارك من البداية ليس له حق في الحرية، فهذا الأمر هو السلبية الحقيقية للثورات.

ما هو المطلوب الآن للحفاظ على مكتسبات هذه الثورة التي أبهرت العالم:

أولا : يجب أن نشعر جميعا أن الثورة تتجه

في الاتجاه الصحيح ونعمل على توجيهها في هذا الاتجاه ولا نستعجل الوصول إلى كل المكتسبات في وقت قصير.

ثانيا: الخلافات السياسية الحالية ليست مزعجة ولن تؤثر سلبا على مكتسبات الثورة بل بالعكس ستضيف لها وستصنع التوافق بينها مع الوقت، ولا ننسى أننا عشنا في نظام استمر 30 عاما يقتل فيها كل ما يمكن أن يساعد في وضع آليات سياسية حرة وحقيقية، فالطبيعي أن الكوادر مازالت تتحسس طريقها للعمل السياسي، كما أن المواطن العادي ما زال يبحث عن حقيقة الممارسة الديمقراطية.

ثالثا: يجب أن يتحول الشعور بالثورة إلى مشروع قومي للبناء تشارك فيه كل القوى بلا استثناء وأن يبدأ هذا المشروع من الآن، فلا يجب أن تعمل الوزارة الحالية على أنها مجرد وزارة تسيير أعمال، ولكن يجب تعمل لوضع خطط طويلة المدى تكون بداية انطلاق الوزارات القادمة.

رابعا: شباب الثورة يجب أن يعملوا على تنظيم أنفسهم ويستعدوا للعمل السياسي الذي سيفرز مع الوقت الكوادر، ولا يجب أن نستعجل في الوصول إلى كل أهدافنا، ولا يجب أن يشعر الشباب أن الثورة ملكهم وحدهم، فهي ثورة شعب كامل ويجب أن يجني الجميع ثمارها، وسنرى بالتأكيد من بين هؤلاء الشباب في وقت قريب لا يتعدى بضع سنوات قليلة وزراء وبرلمانيين ورؤساء قادمين.

خامسا : لا نخاف من عودة النظام البائد لأنه انتهى على كافة المستويات سياسيا واجتماعيا وثقافيا، فالشعب المصري حقق في وقت قصير ما تسعى إلى تحقيقه كل الثورات في سنوات طويلة.

سادسا إرادة الشعوب هي التي تحدد مقدراته، ولكن هذه الإرادة تحتاج دائما إلى التجديد والإصرار والتشجيع ولظل نجاهد ونعمل وفق وثيقة وطنية نتفق عليها جميعا ونضعها دائما أمام أعيننا ولنتنافس جميعا في إطار تلك الوثيقة الوطنية لتصب مكتسباتها  في وعاء المصلحة العامة للبلاد.

سابعا: ننشد جميعا أنشودة الحرية والكرامة ونفخر بثورتنا العظيمة ونتحدث دائما عن مبادئها ونذكرها في أعمالنا وبيوتنا وننقلها لأطفالنا وأصدقائنا، ونلمسها في شوارعنا ومدارسنا ومصانعنا، ونفتخر بما فعلناه لصالحها، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

*رئيس مجلس نقابة الصحفيين الالكترونيين المصرية