رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام حكومة!


حصول المواطن على حقه من الحكومة بسهولة ويسر دليل قاطع على نجاح أى حكومة أو فشلها, لأن المفترض أن المواطن هو محور عملها وشغلها الشاغل, وما نسمعه من تصريحات المسئولين يؤكده الواقع أو ينفيه, وعندى ثلاثة أمثلة ربما تساعد فى رصد الواقع على الطبيعة, أولها مع شركة فودافون وهى باختصار أن الشركة عرضت على تغيير الخط الخاص بى والذى يحمل رقم (01223592968) (شركة موبينيل) إلى شركة فودافون بنفس الرقم مع عرض يشمل التحدث 100 دقيقة يوميا لأى شبكة من الشبكات الثلاث (مجاناً) لمدة 6 أشهر على أن تتم العملية خلال 48 ساعة ـ حسب كلام المندوب الذى جاء إلى مقر عملى ـ ولكن للأسف الشديد لم يتم الالتزام ببنود العقد حتى كتابة هذه السطور, رغم مخاطبتى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات أكثر من مرة ـ بعد سماعى تصريحاته النارية عن تلقى أى شكوى والعمل على حلها  وينصح المواطنين بعدم التراخى عن الإبلاغ عن شكواهم, ولكن للأسف تلقيت منه مكالمة لم أتمكن من الرد عليها فأغلقت  الشكوى بعد الاكتفاء بسماع الطرف الآخر فقط!! ولم يكلف خاطره بمحادثتى ثانية.

والمثال الثانى أننى كتبت فى هذه الصحيفة عن مهزلة النقل الجماعى بمحافظة الجيزة والمتمثلة فى زيادة تعريفة الركوب (خط عبد المنعم رياض ـ نهاية شارع فيصل)، الى أكثر من 30٪، رغم إعلان المحافظة رسمياً أن الزيادة 10٪ فقط, ووجود ملصق من جهاز تشغيل النقل الجماعى بالمحافظة يحدد خط السير مكتوباً عليه «التحرير فيصل»، ولم يحدد أى محطة يقصد فى الشارع الطويل الممتد, تاركًا الفرصة سانحة للسائقين لاختيار أى مكان فى فيصل يصلون إليه حسب هواهم, وكان الملصق القديم قبل الثورتين مكتوبا عليه (ميدان عبد المنعم رياض ـ نهاية شارع فيصل), ولم أتلق اى رد سواء من المحافظة أو جهاز النقل الجماعى, أو الرقم الساخن الذى صدعتنا به الحكومة ـ وكنت قد أبلغته بالمخالفة.
والمثال الثالث أن أحد الاشخاص البسطاء توسم فى القدرة على مساعدته فى (تنشيط) بطاقته التموينية التى يصرف بها الخبز والمقررات التموينية وفرق الخبز, والحقيقة أننى (دخت السبع دوخات) بدءاً من

مكتب تموين الهرم, مروراً بمكتب بريد الأهرام, ووزارة التموين, وأخيراً مديرية تموين الجيزة التى شهدت وقائع هذة المأساة.
ذهبت إلى تلك المديرية فوجدت مئات المواطنين في زحام شديد: رجل عجوز يسأل ولا يجد إجابة, وامرأة تحمل طفلها لا تجيد القراءة والكتابة فتتوه في الزحام.. وعامل بسيط يقف أمام الموظف متوسلاً فلا ينظر إليه أصلاً, ووجدت تعنتاً من صغار الموظفين الذين لم يتمكنوا من نسيان العهد البائد وترديد الكلمة السخيفة (اللى مش عاجبه يروح), فقررت الذهاب إلى المسئول الكبير (وكيل الوزارة) الذى تذوب أمامه جميع المشاكل, متوهماً أن الأمر سينتهى عنده وتعود الأمور إلى نصابها, وحكيت له المشكلة فبادرنى بسؤال عجيب (أنت عايز إيه) ولم يهتم بالمشكلة الأصيلة وهى المواطنون, ووعدنى بحل مشكلتى, (فقد ماشى واحدة واحدة), ولكنه تركنى لمدة نصف ساعة, فلما استفسرت منه عن هذا الوقت الضائع أخبرنى أن المكتب يعج بالمواطنين وأنه لم يترك العمل, وكأنه يبرر مافعله ولو أنه أدار المنظومة بكفاءة واقتدار لما جاء اليه المواطنون بعد فشلهم فى التعامل مع الموظفين.
المهم قالى لى بعد ذلك بحدة (مش هعملك حاجة) وكأنها عزبة خاصة يديرها بمزاجه فخرجت مسرعاً, وكلام وزير التموين يرن فى أذنى عن أنجح منظومة, وأعظم مشروع, وأكبر إنجاز.
وأيقنت أن شيئا  لم يتغير وأن الوضع سيبقى على ما هو عليه حتى إشعار آخر, وأن (اللى يصدق كلام الحكومة يستاهل اللى يجرى له).


[email protected]