رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رجل أحبه الجيش والشعب


عاش فى حارة عرضها 4 أمتار حتى وصل إلى رتبة لواء.وصفه عبد الناصر بأنه من الرجال القلائل الصادقين, وأقصاه مبارك لتزايد شعبيته, ولد فى 15 يناير 1930 فى قرية زهور (قبور) الأمراء بمركز الدلنجات, والده كان موظفاً في البريد, وبعد دراسته الثانوية في مدرسة دمنهور الثانوية حصل على شهادة التوجيهية عام 1946، وكان ترتيبه الثالث عشر على المملكة المصرية, التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها في أول فبراير 1949 وكان ترتيبه الأول على الدفعة، وهي الدفعة التي ضمت حسني مبارك.

بدأ الضابط الشاب  عبد الحليم ابو غزالة من 13 شارع المهدي بحلمية الزيتون، الذي سكن منذ أن كان ضابطاً صغيراً, ولم يأنف من تلك الحارة الضيقة والتي لا يزيد عرضها علي أربعة أمتار حتى بعد أن وصل إلى رتبة اللواء.
في ديسمبر 1968، كان أبو غزالة برتبة عقيد ويقود مدفعية أحد التشكيلات الضاربة على جبهة غرب القناة، وقد ردد صحفيون أجانب ومصريون اسمه كثيراً، كما ردده كثير من أعضاء مجلس الشعب والوزراء الذين زاروا الجبهة. فقد كان يترك لدى مقابليه تأثيراً حسناً لحديثه الواعي وتحليله لأسباب الهزيمة ومسئولية القيادتين السياسية والعسكرية معاً، ويعود الزوار وهم في دهشة من جرأة هذا الضابط وحديثه الخطير. توقع كثيرون أن يـُقبض على أبي غزالة أو أن يحال للتقاعد. وبالفعل قام الفريق أول محمد فوزي بالاشتراك مع اثنين من معاونيه اللواء أحمد إسماعيل ونائبه وقتها محمد الجمسي بوضع اسم العقيد أبو غزالة في كشف المعاشات الذي سيصدر في يناير 1969.
ولم  يتراجع  - برغم علمه بما يحاك له – بل قال: إنني حزين لأنني سأحرم من تنفيذ ما أريد تطبيقه بين ضباطي وجنودي ومن فرصة القتال ضد إسرائيل فوق سيناء، وليس من الضفة الغربية فقط.
وعند عرض وزير الحربية (محمد فوزي) لنشرة المعاشات (والترقيات) على الرئيس جمال عبد الناصر قام عبد الناصر بشطب اسم أبو غزالة من قائمة المحالين للمعاش، وقال لمحمد فوزي: أنا أعرف ماذا يقول أبو غزالة عني وعن عبد الحكيم عامر بل وعنك أيضاً, ولكنه يبقى من الرجال القلائل الصادقين. لا نفرط فيه ولا في مثله من الضباط. ولا تدع الغضب منهم يخفي عنك صورتهم الحقيقية.
قدم أبو غزالة  العديد من المساعدات للعساكر وجنود الصف والضباط واهتم بمظهر ومكانة الجندى المصرى ومدى أهميته من أجل حماية الوطن وعمل على تطوير مدرسة المدفعية في ألماظة وتطوير الجيش وتسليحه بكل فروعه, والاهتمام بالضباط والعساكر وبناء مساكن الضباط بعدة محافظات وحول الجيش لمؤسسة كاملة حربية وصناعية.
بعد اغتيال السادات تزعم د. فؤاد محيي الدين حملة لتنصيب النائب حسنى مبارك فى منصب رئيس الجمهورية وكانت وجهة نظر د. صوفي أبو طالب رئيس مجلس الشعب الذى تولى رئاسة الجمهورية مؤقتا وبعض الأطراف الأخرى المؤثرة فى السلطة هو المفاضلة بين النائب حسنى مبارك والفريق عبد الحليم أبو غزالة، ورأى البعض أن ذلك أمر يخص المؤسسة العسكرية ولذلك يجب أن تجتمع رموزها وتختار من تريد من الاثنين
أدرك فؤاد محيي الدين أن كفة أبو غزالة من الممكن أن تكون هى الراجحة..

لذلك لجأ إلى حيلة حيث تحدث معه أمام الذين يعرف أنهم يميلون إلى ترشيحه وقال له: سيادة الوزير استقر الرأى على اختيار النائب حسنى مبارك رئيسا للجمهورية، ويسعدنا سماع وجهة نظرك.. فرد عبد الحليم أبو غزالة: ودى فيها وجهة نظر طبعا الأخ حسني مناسب جدا ليكون رئيسا للجمهورية.
في يونيو عام 1988، ألقت السلطات الأمريكية بكاليفورنيا القبض على عالم الصواريخ الأمريكي المصري (عميد أ.ح) عبد القادر حلمي بتهمة تجنيده من قِبل المشير أبو غزالة وزير الدفاع المصري آنذاك للحصول على مواد هندسية محظورة لبرنامج الصواريخ المصري بدر 2000. حلمي عمل على تصدير مواد صواريخ أمريكية محظورة إلى مصر. الخطة تم إحباطها في يونيو 1988, عندما ألقي القبض على ضابط عسكري مصري في بلتيمور وحوكم بتهمة تحميل غير قانوني لشحنة «كربون» على متن طائرة نقل عسكرية متجهة للقاهرة. وبعد ذلك بعام, اعترف حلمي بإذنابه في تهمة واحدة في التصدير غير القانوني لنحو 420 رطلاً من الكربون-. الحكومة المصرية أصرت على الحصانة الدبلوماسية للضباط المصريين المتورطين. إلا أن حلمي حـُكم عليه في يونيو 1989 بالسجن لمدة 46 شهراً وبغرامة قدرها 350 ألف دولار.
وقام مبارك بإعفاء المشير من منصبه مباشرة بعد طلب المحكمة الأمريكية استجواب أبو غزالة في أبريل 1989 وأصدر قراراً بإنهاء خدمته، جاء القرار وقتها مفاجئا للجميع , وخلفه في وزارة الدفاع الفريق أول صبري أبو طالب كمرحلة انتقالية حتى تم تعيين المشير طنطاوي.
وتوفي (أبو غزالة) عن عمر يناهز الـ 78 عاما مساء السبت 6 سبتمبر 2008 في مستشفى الجلاء العسكري بمصر الجديدة بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة. وقد شيعت جنازته يوم 7 سبتمبر في جنازة عسكرية من مسجد آل رشدان، حضرها الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء وعدد من المسئولين, وكان عدد المشاركين في الجنازة أقل من 200 شخص بسبب إغلاق الطرق المؤدية للمكان, وقد استغرقت الجنازة أقل من عشر دقائق, ومازال حبه فى قلوب جميع المصريين رغم مرور 6 سنوات على رحيله لقاء ما قدم لوطنه وشعبه.

[email protected]