رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شطحات «لويس عوض»

قابلته فى مكتبه بكلية الألسن جامعة عين شمس - ‬بعد اتفاق مسبق - ‬وتجاذبنا أطراف الحديث حتى وصلنا إلى القضية التى لا يريد الكلام عنها، ‬بل يسعى جاهداً لإسقاطها من مشوار حياته، ‬فلمحت حزناً عميقاً فى عينيه وتنهد تنهيدة طويلة مقدارها أكثر من أربع وعشرين عاماً من السنين العجاف تحمل خلالها مجموعة

كبيرة من الاتهامات تتعلق بذكائه وقدرته على التفكير وغيرته من نجاح مربيه وفشله فى الإنجاب، ‬ولأن الاتهامات بل الطعنات إن شئنا الدقة جاءت من شقيقه الأكبر ومعلمه الأول، ‬اختار الرجل الصمت الرهيب وفضل التصاق هذه التهم به طوال السنوات الماضية لأن الحديث سيقلب الصورة التى رسمها الجميع لشقيقه رأساً على عقب، ‬وبعد جهد كبير أقنعته بضرورة الكلام، ‬وأخيراً تكلم الرجل:
اسمى رمسيس عوض.. ‬مستقل تماماً عن لويس عوض فى أكثر من اتجاه فكتبى ليست من نوعية كتبه، ‬ولا المنهج العلمى الذى اتبعه هو نفس منهجه، ‬واهتماماتى العلمية مختلفة تماما عن اهتماماته، ‬ولا أحب أن يقترن اسمى باسمه رغم أنه أستاذى فأنا أتضايق عندما يصفنى أحد بشقيق لويس عوض، ‬فلكل منا طريقه المستقل، ‬وأنا حاصل على الدكتوراه فى الأدب الإنجليزى من جامعة عين شمس. ‬وأمضيت سنتين فى جامعة (‬اكسترن) ‬جنوب إنجلترا وحصلت على دبلومة فى الأدبين الانجليزى والأمريكى وحصلت على منحة تفرغ‬ عامى ‬64‬ و65‬ وعضو فى كلية (‬سانت انطونى)‬، ‬وعدد كتبى أكثر من‬67‬كتاباً باللغة العربية و30‬ كتاباً باللغة الإنجليزية متفوقاً بذلك على لويس عوض، ‬ولى اهتمامات أدبية وفكرية وثقافية عديدة فى الفكر والأدب والنقد والترجمة بالإضافة إلى التوثيق البيليوجرافى.
وعن كتاب (‬أوراق العمر) ‬تلك القنبلة الأدبية فى نظر الكثير قال عوض: هذا الكتاب من يصنفه تحت أدب الاعتراف فهو (‬مُغَفل) ‬لأن الاعترافات كما اعرفها.
وأفهمها تكون على طريقة جان جاك روسو الذى نشر خطاياه الخاصة، ‬ومن يتصفح أوراق العمر سيجد أنها (‬كوكتيل) ‬من السياسة والاجتماع ‬وتجريح الآخرين الذين هم أقرب الناس إليه، ‬بالإضافة إلى التمجيد الشخصى والحديث عن الذات، ‬والإشارة إلى خطيئة واحدة ارتكبها فى شبابه فهل هذا أدب اعتراف؟، ‬ثم ماذا يعنى العنوان الفرعى (‬سنوات التكوين) هو يعنى الحديث عن النفس ‬ فهل فعل هذا، مطلقا لقد تحدث عن الآخرين، ‬عن العنف السياسي‬ فى مصر، ‬وريا وسكينة ومارجيت فهمى وهى كانت فضيحة مشهورة فى وقتها، ‬فماذا عن نفسه وهل خاف من تعرية نفسه أمام المجتمع فقرر تعرية أهله. وعن وصف أحد النقاد (لأوراق العمر ) ‬بأنها فتح جديد فى الأدب العربى قال عوض - ‬أشير إلى حادثة واحدة وردت فيما يسمى بالفتح وهى أن لويس عوض امتحننى مع أستاذ إنجليزى وأراد ذلك الأستاذ أن يمنحنى تقديراً‬ جيد‬ جداً وأصر أخى أن يمنحنى جيد فقط مع أن قواعد الامتحانات المعمول بها فى مصر تمنع أن تكون لجنة الامتحانات ليس لها أقرباء من الطلبة من الدرجة الأولى والغريب

أن هذه الحادثة لم تلفت نظر أى شخص حتى الآن.
وعن رأى أخيه المنشور فيه قال عوض - ‬أولاً النقاد الأجانب وصفونى بأديب مُجد ‬غزير الإنتاج، فكيف يتفق ذلك مع وصف لويس عوض، ‬وأنا أتساءل بدورى لماذا حبس لويس عوض نفسه فى أفكاره ولم يضع فى اعتباره أن إنتاجى قد يكون أغزر من إنتاجه ويتجاوزه، ‬لقد حبس تفكيره فى 15 ‬كتاباً فقط ألفها قبل وفاته.
وعن تحليله لشخصية أخيه قال (عوض) ‬كانت حياته مضطربة (‬بوهيمية)‬، ‬وحاول الانتقاص من قدرى،، ومن الجائز أن تكون فترة الاعتقال أثرت فيه، ‬خاصة أنه كان قبلها الأخ الأكبر المعلم الحنون وبعدها تحول إلى شخص آخر، ‬عاش حياة عشوائية وتعرض لضغوط نفسية شديدة، ‬ولكنه لم يقاوم ويكفى أنه أرغمنى على دخول قسم اللغة الإنجليزية بطريقة ديكتاتورية وأصر على ذلك وكنت أتمنى الالتحاق‬ بقسم الصحافة أو الفلسفة، ونعت إخوته بصفات لا تليق والحمد لله انهم لم يقرأوا هذه الأوراق وخلاصة القول إنه ضحى بالكل خاصة أهله من أجل المجد الشخصى، ‬مما يدل على انحراف التفكير، ‬وللأسف وجد من يسانده من بقايا الشيوعيين، ‬وليتهم شيوعيون حقيقيون، وبعض مسئولى النظام حتى وصل إلى مرحلة عالية من النرجسية يصعب معها أن يري‬ غيره وللأسف أيضاً العقلية المصرية تحب أن تصنع أصناماً وتعبدها فى السياسة والثقافة.
وعن سلبيته فى مواجهة ما حدث قال: ‬‬ما عسانى أفعل، ‬أنا أستاذ جامعة مهمته البحث وتعليم الطلاب، ‬أما هو فكان فى قلب الإعلام وأحد رجالاته، ‬وأنا لا أراهن على الحاضر وإنما عينى على المستقبل.
وبعد مرور ‬24 ‬عاماً على الذكريات المؤلمة يؤكد رمسيس عوض أنه سامح أخاه ولم يعد فى قلبه شىء بعكس السنوات الأولى التى لم يتحمل فيها الصدمة و(طفش) ‬من البلاد، فالتسامح كان صعباً بل مستحيلاً، ‬وهو الآن ‬يشفق عليه ويرثى لحاله ويشكره لأنه فجر بداخله طاقات التحدى والمقاومة والقدرة على إثبات الذات.‬

[email protected] com