عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة من «القاضى»

«يا واد يا صلاح متخفش هتطلع بس ياريت لما تطلع تتصل بوالدتك وأسرتك وتطمنهم لأن جابر القرموطى قال على قناة أون تى فى إنه تم القبض عليك.. عادل القاضى» بهذه الكلمات وجدت رسالة أستاذى الراحل عادل القاضى على تليفونى الشخصى بعد خروجى من السجن بعد القبض علىّ يوم 25 يناير وإيداعى سجن العاشر من رمضان فى اليوم نفسه

.
خرجت قرابة العاشرة مساء بعد قضاء أكثر من خمسة ساعات داخله وبعد تسلم تليفونى من رجال الأمن ومعه متعلقاتى الشخصية وجدت الرسالة الصوتية من القاضى وقمت بالاتصال به. وقال لى: «هل ستأتى لبوابة الوفد الآن أم ستذهب إلى منزلك.. فقلت له: سأذهب إلى ميدان التحرير فوراً رغم أننى مرهق حتى لا أشعر بالجبن والخوف بعد القبض علىّ».
الآن يمر عام على رحيل الملاك الثائر.. طيب القلب.. عفيف اللسان.. المهنى الطاهر الصحفى الشريف.. الصديق الخلوق.. الأستاذ المعلم الذى لم أتعامل معه سوى فترة قليلة عندما بدأت العمل معه منذ تأسيسه بوابة الوفد مع رفيقه عادل صبرى الذى أشعر بأن «القاضى» لم يمت كلما رأيته.
وفى يوم موقعة الجمل ظل القاضى معى طوال الليل عندما كنت أقوم بالتغطية الصحفية لميدان التحرير ليكتب الأخبار أولاً بأول وليبعث فى نفسى الطمأنينة.
وفى أحد الأيام شديدة البرودة قلت للراحل فى التليفون بأن هناك شباباً من أهل قريتى يعتصمون فى الميدان ولا يوجد غطاء لهم يحميهم من برودة الجو ولم تمر سوى دقائق لأجد أحد السائقين بالجريدة

قد وصل إلى كوبرى قصر النيل ومعه خمس بطاطين تلبية لطلبى ولإيمانه بالثورة وحماس الشباب.
اقتربت من «القاضى» كثيراً خلال تلك الفترة وكان يشجعنى على العمل عندما ينادينى وسط زملائى بكلمة «يانجم» التى كان لها مذاق خاص منه بعد إسناد ملف القضاء لى ليضحك عادل صبرى ويقول له «بلاش تدلع الواد ده علشان نعرف نكلمه».
«الوفد» يفتقد روح «القاضى» بعد عام على رحيله ويفتقد معه الابتسامة الرقيقة التى تعبر عن البراءة قبل سمو الأخلاق.. أبناؤك يسيرون على دربك يا «قاضى» ونعدك بأننا سنقاوم وسنحقق حلمك فى «الوفد» جريدة وموقعاً.
الآن «القاضى» يرسل رسالته إلى أبنائه الصحفيين فى «الوفد» بأن يكونوا كما عاهدوه أوفياء للمكان الذى نشأنا فيه وتربينا بين أروقته وأن نحافظ على وحدتنا.
أقول لـ«القاضى» وهو فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.. هناك الكثير من الأشياء التى قلتها لى قد تحققت فى الوقت الذى حددته، حيث إنك لم تعرف المراوغة.. صدقت يا قاضى وتحية إلى روحك الطاهرة.