رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

30سنة و30ثانية


30ثانية هي عمر مدة إلقاء اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المخلوع بيان تنحي حسني مبارك عن حكم مصر ومن ثم إنتهاء عصر بدأ في 14 أكتوبر عام 1981 وانتهي 11 فبراير 2011 تولي خلالهم مبارك السلطة بعد إغتيال الرئيس أنور السادات ليتولي نائبه رئاسة الدولة والإستفتاء عليه بعد ترشيح مجلس الشعب له برئاسة الدكتور صوفي أبو طالب رئيس المجلس في ذلك الوقت.

بدأت مصر عصراً جديداً مع ذلك التاريخ وعلق الشعب المصري آماله وطموحاته بتولي مبارك المنصب خاصة بعد الأجواء التي سبقت ذلك التاريخ ودوره في سلاح الطيران والضربة الجوية وحرب اكتوبر عام 1973 وتحقيق النصر لمصر علي إسرائيل وعودة قطعة غالية إلي حضن الوطن في سيناء وطابا.
وبعيداً عن حالة الضباب التي جاءت بحسني مبارك نائباً للرئيس السادات لكونه لم يكن متوقعاً في ظل ترشيح أسماء أخري للمنصب فإن دور مبارك في الضربة الجوية يحتاج إلي وضوح من البداية وهو أنه من غير المنطق ومالا يقبله عقل أن تختزل حرب أكتوبر في السلاح الجوي فقط وإغفال الأسلحة الأخري ،كذلك الحروب في البر والبحر وفترة الإستنزاف وهو ما حاول إعلام الرئيس المخلوع خداع الناس به علي مدار عقود
وإذا افترضنا خطئاً إختزال نصر أكتوبر في السلاح الجوي فلايمكن أن نختزل السلاح الجوي بأكمله في ضربة جوية ،وإذا افترضنا خطئاً مرة ثانية إختزال السلاح الجوي في الضربة الجوية فمن الغباء أن نختزلها في شخص حسني مبارك.
وحتي نخرج من هذه المعضلة الصعبة وافترضنا صحة كل ماسبق وبراعة الطيار حسني مبارك في ذلك،فعلينا أن نتذكر بأن مبارك لم يكن صاحب قرار في هذه الحرب التي خطط لها السادات ومجموعة من القادة العظام مثل الفريق سعد الدين الشاذلي وغيره وإنما كان مبارك ينفذ التعليمات التي لو لم ينفذها لكان العقاب في إنتظاره.
من هنا كانت بداية الأزمة في أن نعطي وطنأ بأكمله مكافأة لشخص لمجرد أنه نفذ تعليمات وأدي دوره علي أكمل وجه دون أن نشكك في مهارته الحربية.
وبمجرد تولي مبارك للسلطة ترأس الحزب الوطني خلفاً للرئيس السادات لتبدأ مصر فترة من 1981 وحتي 2011 كانت كفيلة لهذا الوطن بالعبور إلي بر الأمان ووضع مصر علي مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات بدلاً من تأخرها وضياع 30 سنة من عمرها.
وشهد عصر مبارك 8 حكومات تم تشكيلها بدأت بحكومة فؤاد محيي الدين " 3يناير 1982 - 5يونيو 1984" وحكومة كمال حسن علي "5يونيو 1984- 4سبتمبر 1985" ثم حكومة علي لطفي"5سبتمبر 1985-9نوفمبر1986" وحكومة عاطف صدقي "11نوفمبر1986-2يناير 1996" وكمال الجنزوري"4يناير1996-6أكتوبر 1999".
وجاءت بعدها الحكومات الأسوأ في عصر مبارك بدأت بحكومة عاطف عبيد"10أكتوبر1999-9يوليو2004"ثم حكومة أحمد نظيف"يوليو 2004-29 يناير 2011" وانتهاءاً بحكومة أحمد شفيق"29يناير 2011-3مارس 2011" وهي آخر وأقصر مدة حكومة في عهده قبل تنحيه عن رئاسة الجمهورية في 11فبراير 2011.
30 عاماً و8 حكومات لم يستطع من خلالهم الرئيس المخلوع أن يوفر حياة كريمة للمصريين فشل عبرها في تحقيق العدالة الإجتماعية وإرساء مباديء العدل والمساواة والشفاية بل أصبح المواطن المصري يشعر بالغربة داخل وطنه بعد أن أغتصبت حقوقه وضاعت مقدرات وخيرات مصر بين  اللصوص في الداخل وأعداء الوطن في الخارج.
إنهيار التعليم..وإهدار الثروات خاصة المعدنية والبترولية..غياب المساواة..إنتشار الفساد والرشوة والمحسوبية..إحتكار السلطة والثروة..تزوير الإنتخابات ..بولسة الدولة..قانون الطواريء..كلها ملفات لم يتحقق فيها أي تقدم طوال عصر الرئيس المخلوع.
كرس الرئيس المخلوع وحزبه الوطني جهوده لخدم رجال الأعمال الذين نصبهم واحد

تلو الآخر في الحقائب الوزارية وزرع بذور التوريث في غالبية مؤسسات الدولة فأصبح ابن المستشار وكيلاً للنيابة وابن اللواء ضابطاً في الشرطة وابن عميد الكلية معيداً في الجامعة وابن الموظف موظفاً تحت بند أبناء العاملين حتي يكون ابن الرئيس رئيساً دون مناقشة لكنه الحلم الذي تحول إلي كابوس أفزع حياة الأسرة الحاكمة وانتقل بها من قصر الرئاسة إلي زنازين طرة.
إزدات نسبة البطالة في عهد حكومات الحزب الوطني ونظامه البائد وإزداد معها معدلات العنوسة والقفز بمعدلات الجرائم إلي أرقام خيالية لاتقل عن أعداد سكان المقابر وأطفال الشوارع في الوقت الذي دافع فيه النظام عن الخونة وكان حارساً لرجال الأعمال الفاسدين الذين دمروا صحة المصريين وأغرقوا شبابهم في أمواج البحر لتكون جثثهم طعامأ شهياً للأسماك في قاع المحيطات.
وشعر المصريون خلال عهد مبارك ونظامه بأنهم غرباء علي أرض الوطن وتأكدوا بأن النظام لم ولن يحترم إرادتهم سواء كان ذلك داخل الصندوق الإنتخابي أو خارجه وحرم أبناء مصرمن خيراتها في الوقت الذي يصدر فيه النظام الثروات للكيان الصهيوني بأسعار بخسة حتي يضمن البقاء والدعم والتأييد لملف التوريث علي حساب جثة الوطن.
ونظر نظام مبارك لمصر علي أنها مجرد 40 شخصاً تجمعهم لجنة السياسات بمقر الحزب الوطني أو داخل البهو الفرعوني بمجلس الشعب لتفصيل القوانين علي مقاسه من خلال ترزيته ناسياً متناسياً بأن هناك شعب له إرادة قد يتحمل الصعاب ويصبر عليها ولكن طول صبره يتمدد فينفجر بقدر فترة الصمت وظلمها.
بدأ الشعب المصري ثورته مع قطار الربيع العربي وخرجت المظاهرات في 25 يناير 2011 تطالب بإسقاط النظام وإعلان الإعتصام داخل ميدان التحرير وجميع ميادين مصر حتي أجبر الرئيس المخلوع علي التنحي يوم بعد 18 يوم فقط من إشتعال مظاهرات الغضب.
وأثبت الشعب المصري خلال الـ 18يوماً أنه قادر علي فرض إرادته في أي وقت ومهما كانت الظروف ومهما بلغ السلطان جبروته ولعل هذه المدة القصيرة التي أسقط فيها الشعب نظاماً ظل في السلطة 30 عاماً أكدت للجميع بأن مصر لم يكن بها نظاماً يحكم لأن النظام في حد ذاته مهما بلغ ضعفه من الصعب إسقاطه في 18 يوم ولكن ماحدث أدي الرسالة التي أراد الشعب إرسالها للعالم وهي أن مصر كانت تحكمها عصابة وليس نظام.