رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تخوفات على السودان من "كشمير" ما بعد الانفصال


حذرت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس من تبعات عدم الاعتراف بخيار الجنوبيين ورغبتهم فى الانفصال عن الشمال والتخوف من وجود (كشمير) أخرى، وطالبت الصحف أن يمر الاستفتاء بسلام ويتم تجنيب السودان المزيد من المشكلات والحروب وأن تلتزم قيادات الجانبين بروح المسئولية .

صحيفة الرأى العام السودانية حذرت بدورها من عدم تنفيذ مطلوبات الاستفتاء من ترسيم للحدود وحسم مسألة (أبيي) والعلاقات المتشابكة بين الشمال والجنوب كالجنسية والعملة والديون ستكون بذوراً حارقة يمتد لهيبها ليحرق المنطقة والسلام.

وأشارت الصحيفة إلى أن التهافت الأمريكي والاستعجال في فرض الانفصال سيولد النزاعات وسيخلق (كشميراً) أخرى بعد الانفصال.. وسيكون هناك نزاع مستدام كالحادث الآن بين إثيوبيا وإريتريا.

وطالبت "الرأى العام" الحكومة السودانية بألا تلقى بالاً للتهديدات الأمريكية والتي سارع، وبعد الانتهاء مباشرة من مؤتمر نيويورك السيناتور (جون كيري) رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس والمبعوث السابق للسودان في تقديم مشروع قانون مجحف وظالم يفرض الوصاية على السودان، ويدعو الإدارة الأمريكية للتدخل ليس في جنوب السودان وحسب، بل في دارفور.

من جانبها أكدت صحيفة الأهرام المصرية على ضرورة احترام خيار الانفصال إذا اختاره الجنوبيون فهو خيار يجب أن يحترمه الجميع بل يقدموا يد المساعدة لهم لبناء دولتهم الجديدة وتعويض الحرمان الطويل الذي تسببت فيه الحرب الأهلية‏.

وأثنت الصحيفة القاهرية على الرئيس البشير خلال زيارته لجوبا عاصمة الجنوب أمس الأول وتعهده الالتزام بخيار الجنوبيين مهما كان ‏,‏ بل عرض مساعدة الشمال لهم في أي مجال يحتاجون إليها‏,‏ الأمر الذي لقي ارتياحا واسعا لدي الجنوبيين قيادة وشعبا ولدي المتابعين للشأن السوداني الذين يساورهم القلق من أن يؤدي الانفصال إلي عودة الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب‏.‏

ودعت الأهرام لكي يمر الاستفتاء بسلام ويتم تجنيب السودان المزيد من المشكلات والحروب أن تلتزم قيادات الجانبين بروح المسئولية التي أكد عليها الرئيس السوداني في خطابه‏,‏ فلا يخرج أحد بتصريح أو تصرف يؤجج نار الخلاف أو يشعل الحرب مثل أن يحرض علي تزوير نتائج الاستفتاء بإجبار الناخب علي اختيار عكس مايريده أو منعه من الإدلاء بصوته أو تهديده أو ترهيبه أو ترغيبه بشكل غير مشروع‏,‏ فإذا لم يتم الاستفتاء بشفافية ونزاهة وحدثت مخالفات كثيرة وصلت إلي الدرجة التي تؤدي إلي تغيير النتيجة الفعلية فإن هناك احتمالا كبيرا أن يرفضه الطرف المتضرر سواء الشمال أو الجنوب‏,‏ وتتوتر الأجواء‏,‏ وربما تقع أحداث عنف دموية في بلد يعج بالقبائل تتحول فيما بعد إلي حرب أهلية ، مؤكدة على ضرورة تحمل الجميع للمسئولية في هذا الوقت العصيب.

أما صحيفة البيان الإماراتية فقد رأت زيارة الرئيس عمر البشير إلى جوبا أنها حملت في شكلها الخارجي كما في طياتها، اعترافاً مسبقاً بدولة جنوب السودان، حيث طبيعة الاستقبال والاستعراضات تشي بكيان ما بعد الانفصال، وبأننا قاب قوسين أو أدنى من إعلان دولة مستقلة، بعيداً عن ترقب ما سيؤول إليه الاستفتاء، والذي حسم مسبقاً بهذا الضخ الواسع عن قناعة الجنوبيين بالانفصال خياراً وحيداً .فلم يعد أحد يتحدث عن خيار استمرار الوحدة، حتى أهل الشمال تجد لدى جلهم قناعة بما بعد الدولتين والاستعداد لهذا الاستحقاق، إن على مستوى الحزب الحاكم، أو المعارضة التي تعد عدتها للتعامل مع مقتضيات الأمور وفقاً لأسلوب جديد يتماشى مع طبيعة المتغير الضخم الذي ستشهده البلاد.

وأكدت الصحيفة أن مستقبل السودان والنتائج المتوقعة لقرار الانفصال يبقى على المحك، وكل محاولات التبشير بتجاور آمن وحراك مستقر، يبقى

رهناً للمجهول من ناحية التداعيات الميدانية على خطوط التماس، في جانبها السكاني كما في بعدها المرتبط بتوزيع الثروة، وعلى رأسها حصة النفط، إضافة إلى ما هو خفي في الزوايا المعتمة في الجانبين، وهناك القوى العالمية التي تعد عدتها للدخول إلى الدولة رقم ‬193، بحثاً عن الثروة والنفوذ.

وعرضت صحيفة الراية القطرية مرافعة لجنوبى انفصالى جاء فيها أن جنوب السودان يتحرق شوقاً للانفصال من الشمال في اليوم التاسع من يناير 2011، مستندة إلى أن تليفزيون جمهورية شمال السودان والفضائيات الشمالية الأخرى مثل زول والشروق والنيل الأزرق قد انهمكت في الأيام الماضية وراحت هذه القنوات التي كانت لا تستضيف الجنوبيين مطلقاً في السابق، تتسابق على استضافة كل من هبّ ودبّ من الجنوبيين .

واستنكر الجنوبى تقاعس هذه الفضائيات عن كشف فقر الخدمات كما فعلت قناة الجزيرة القطرية التي ذهبت للجنوب وكشفت للعالم كله أن أكبر مدينة منتجة للبترول في الجنوب لا يُوجد فيها شارع مسفلت واحد.

وأكد أن محاولات حكومة الشمال للضغط على الوساطة والجماعات الدارفورية المسلحة لإنجاز سلام دارفور في يوم واحد وإلا فسيتم الانسحاب من المفاوضات هو أمر غريب بالفعل فقضية دارفور ليست حفلة زفاف حتى تستكمل في ليلة واحدة فهي قضية دولية أصبحت أكثير تعقيداً من القضية الفلسطينية .

وتمنت صحيفة الوطن السعودية أن ينعكس موقف استقبال الرئيس البشير بحفاوة فى جوبا إلى ما بعد التاسع من يناير، لا أن تعود لغة السلاح إلى سابق عهدها، وتذكرنا بـ20 سنة من القتال وبأكثر من مليوني شخص سقطوا نتيجة الصراع العبثي.

وشددت على أنه إذا كان قطبا البلاد في شمالها وجنوبها متفقين على الانفصال، كما اتفقا على الوحدة بناء لاتفاقية نيفاشا في عام 2005، فإن المشكلة من الناحية النظرية تبدو منتهية، ولا سبب يدعو إلى الخوف من تفجر قتال ما فتئت تبشر به الدوائر الأميركية، وتحشد المبعوثين بحجة تلافيه.

وقالت الصحيفة إن لواشنطن مصلحة كبيرة بالانفصال، ولإسرائيل أيضا، طالما أن 80% من النفط السوداني يوجد في الجنوب، وهذا يكفي لحشد هذا الكم والنوع السياسي الغربي في جوبا وحولها.

واعتبرت أن إقليم دارفور سيبقيه الغرب الخاصرة الرخوة في الجسد السوداني، تنفذ عبرها كل المؤامرات التي ستحاك ضد هذا البلد، من أجل بقائه في دائرة الخطر.