رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحف: البرلمان "الشعبي" البديل يتشكل وجمال مبارك ليس الخليفة

نبدأ قراءتنا للقضايا والمعارك الدائرة في صحف اليوم، بتلك المعارك التي لا تزال مستمرة حول نتائج انتخابات مجلس الشعب.

والتي علق عليها الكاتب الصحفي جلال عامر ساخرا في "المصري اليوم" قائلا: "كيف أنساك يا تميمة عمري، سحر عينيك يقهر النسيانا، وكل الأحبة اتنين اتنين، وأتذكر اثنين من رؤساء مجلس الشعب أصبح رئيساً للجمهورية: المرحوم أنور السادات الذي أصبح رئيساً للجمهورية لمدة عشر سنوات والمرحوم صوفي أبو طالب الذي أصبح رئيسا للجمهورية لمدة عشرة أيام، وأتذكر اثنين من رؤساء مجلس الشعب أحدهما سجنوه لبيب شقير والآخر قتلوه رفعت المحجوب، لكنني منذ بلغت سن الرشد..وأنا أرى الدكتور فتحي سرور يجلس على المنصة، يتغاير الوكيلان والجالسون على المقاعد والمصورون وحرس المجلس وتطلق الصين مندوب مبيعات إلى القمر ويظل الدكتور فتحي سرور في مكانه وكأنه أحد البنود السرية في معاهدة كامب ديفيد."!..

تجاوزات الانتخابات أمام الجنائية الدولية

ويبدو أن الأمر قد خرج عن السيطرة، ففي الوفد نقرأ أن تجاوزات الانتخابات أمام الجنائية الدولية، فحسب ما قاله الدكتور جمال زهران النائب السابق، وأستاذ العلوم السياسية في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد الإلكترونية" فإن بعض قوي المعارضة المصرية تعد مذكرة إلي المحكمة الجنائية حول تجاوزات الانتخابات التشريعية.. ذلك لأن "البرلمان الحكومي جاء غير شرعي بعد قيام الحزب الوطني بتزوير إرادة الشعب" كما أوضح أنه يجري تنظيم البرلمان الشعبي الذي سيتكون من أكثرمن 100 نائب من المستقلين والإخوان والوفد وحركة الكرامة وشخصيات برلمانية سابقة، بجانب كوادر الحزب الوطني المستبعدين لأنهم رفضوا التزوير وفضائح الحزب..

انتخابات.. "فاجرة"!!

وفي الإطار نفسه نقرأ بعض التصريحات على لسان أحمد حسن الأمين العام للحزب الناصري أبرزها أن انتخابات مجلس الشعب الأخيرة تعرضت لتدخلات وصفها بـ"فاجرة" من جانب النظام، مما أدى إلى تزويرها، وأضاف فى حواره مع "المصرى اليوم" أن حزبه كسب بعض النقاط بمشاركته فى هذه الانتخابات، وتطرق إلى الخلافات الداخلية حول عقد المؤتمر العام للحزب، مؤكداً أن هذا المؤتمر الذى دعا إلى عقده سامح عاشور، النائب الأول لرئيس الحزب «باطل»، واتهم «عاشور» بالسعى لتجميد الحزب..

«الوفد» يستعين بفقهاء القانون لإثبات بطلان البرلمان

لكن المعركة لم تقف عند هذا الحد فقد أعلن حزب الوفد على لسان الدكتور على السلمى، عضو الهيئة العليا بالحزب، أنه سينظم ندوة يوم 20 من الشهر الجاري (ديسمبر) بحضور فقهاء وخبراء القانون والدستور، لبحث سبل ملاحقة مجلس الشعب المنتخب قضائياً، وإثبات بطلانه، فيما دعت جماعة الإخوان المسلمين المواطنين بجميع فئاتهم، إلى إعلان غضبهم ورفضهم البرلمان الحالى، الذى وصفته بـ«مزور»، وشددت على ضرورة ملاحقة مجلس الشعب، بجميع الوسائل والطرق السلمية والقانونية والإعلامية والجماهيرية داخلياً وخارجياً.

الشعب هو "المزور"

وللأستاذ بسيوني الحلواني نظرية أخرى حول الأمر يطرحها في عموده "لوجه الله" في جريدة "الجمهورية" مضمونها أن الشعب هو الذي زور الانتخابات وليس حكومة الحزب الوطني، يقول: "مازلت علي موقفي وقناعتي بأن المسئولية الكبري في التزوير تقع علي عاتق الشعب وليس الحكومة.. أو الحزب.. من العار أن ننظر إلي أنفسنا علي أننا شعب مغلوب علي أمره وأن مصير كل شيء في حياتنا في أيدي حفنة من الانتهازيين الذين يريدون احتكار كل شيء".

فـ"نحن الذين زورنا.. ونحن الذين شاهدنا المزورين وتسترنا علي جرائمهم ونحن الذين حققنا للحكومة وللحزب الوطني وللمشتاقين الجلوس تحت قبة البرلمان ولا يستحقون نيل هذا الشرف أهدافهم ومطامعهم..أليس الشعب هو المزور؟!"

ولعلي كنت سأقول نفس الكلام إذا تكلمت من موقع الأستاذ الكاتب في جريدة الجمهورية القومية لكي أبرر هذا المكسب "التاريخي" للحزب الحاكم، ولكن حيث إنني ما زلت أقف في طابور المواطنين أسير لقمة عيشهم التي بالكاد تبقيهم أحياءً.. فلي بالطبع موقف آخر من هذا الكلام "الجميل"..!!

التغيير بالعكس!

وفي هذه الحالة فلا أجد أمامي إلا أن أتنهد بألم وبصوت مسموع مع إبراهيم عوض في "الشروق" حين يقول: "انفض موسم الانتخابات النيابية فى مصر بأن حصل الحزب الوطنى الحاكم بمرشحيه وبالمرشحين المستقلين القريبين منه على ما يناهز التسعين فى المائة من مقاعد مجلس الشعب وكسبت كل الأحزاب الأخرى، برضاها أو بغير رضاها، ما يقرب من الثلاثة بالمائة من مقاعده". لكن "كيف بـ3% من النواب أن يعارضوا أغلبية تسيطر على 90% من المقاعد؟"

و"بانتهاء هيكلة المجلس إلى أغلبية ومعارضة، انتفت تعابير التعددية السياسية فى البنى الدستورية للنظام السياسى المصرى. هذا الانتفاء هو تقويض للنظام السياسى يزيده اعتلالا على اعتلال، و"تغيير" فى قواعد عمله معاكس لاتجاه تنميته المنشودة..."

أو أتفاءل مع فريدة النقاش في "الأهالي" والتي رأت في تعبير "المتحدثون باسم الحزب الحاكم عن حالة النشوة بسبب اكتساح الحزب لمقاعد مجلس الشعب" رهان خاطئ "علي ثبات الوضع القائم علي ما هو عليه، خاصة وهم يعرفون جيدا أن أشكال التزوير الفاضحة التي مارسوها لن تمر مرور الكرام وأن الأمور لن تبقي كما هي بأي حال.

وما يدعو لهذا الاستنتاج هو "الاحتكام النزيه للواقع، وهذا الواقع علي العكس مما يراه الآن «المنتصرون» هو مسار مشحون ضد الجمود، وفي واقعنا الآن فسحة - رغم كل أشكال القمع والاستبداد - للنشاط الواعي وللإرادة الإنسانية حيث السخط والمعرفة والأحلام ليست مجرد أشكال كامنة في الواقع بوسعها أن تحوله وتغيره من داخله.. ولكنها أيضا أشكال خرجت ولو ببطء من حالة الكمون الطويل لتسارع عملية التحول التي باتت في أشد الحاجة إلي تنظيم"

برلمان الشعب

ولعل هذا يقودنا إلى الحديث عن الـ«برلمان شعبي» الذي تشكله قوى المعارضة المصرية، والذي تحدثت عنه أغلب الصحف الصادرة في مصرنا الغالية، حيث من المفترض أن يبدأ جلساته أول يناير، والتي أعلنت الجمعية الوطنية للتغيير فى اجتماعها، بمقر حزب الجبهة تبنيها فكرة تشكيل جمعية تشريعية وطنية «برلمان شعبى» يضم نواباً سابقين وممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات العامة، رداً على «التزوير الذى شهدته الانتخابات الأخيرة التى تطعن فى شرعيتها».

وتتكون الجمعية التشريعية الوطنية «البرلمان الشعبى» من 120 عضواً فى دور الانعقاد الأول..ويجوز توسيعها فيما بعد، على أن تتمثل كل الكيانات المشاركة من 50 عضواً بما لا يزيد على عشرة أعضاء لكل كيان سياسى، على أن يكونوا نواباً حاليين أو سابقين، مع مراعاة تنوع التمثيل الجغرافى، وأن تراعى الكيانات المشاركة (أحزاب، حركات، جماعات) أن تضم قيادات سياسية مشهودا لها بالكفاءة والنزاهة، وأن تختار الجمعية 20 عضواً من النواب المستقلين السابقين من أصحاب التاريخ البرلمانى والسياسى المشرف، و20 عضواً من الخبراء والأكاديميين و30 من الشخصيات العامة وقيادات العمل النقابى والاتحادات العمالية."

جمال لم يعد الخليفة الوشيك!!

ومن معركة الانتخابات البرلمانية إلى المعركة التي بدأت مبكرا عن وقت أحداثها الفعلية، ولعل ذلك راجع إلى رؤية البعض بأن كل ما يجري الآن هو تمهيد لتلك المعركة المنتظرة في انتخابات الرئاسة.

وفي هذا الشأن حملت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية مفاجأة للمصريين، حين قالت: إنه وبالرغم من أن جمال مبارك أحد المنافسين الأقوياء في انتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، إلا أنه لم يعد الخليفة الوشيك.

واعتبرت أن "حالة عدم اليقين السياسي تعوق المجتمع المصري" مشيرة إلى أن "مصر على أعتاب فترة حساسة في تاريخها السياسي في ظل عدم اليقين حول ما إذا كان الرئيس حسني مبارك سيترشح للرئاسة أو سيعين نائبا عنه، أو خليفة"..ونقلت الصحيفة عن أسامة الغزالي حرب رئيس

حزب الجبهة الديمقراطية قوله: "لا أتصور أن الرئيس مبارك سيكون خارج السلطة للحظة واحدة" مضيفاً "إذا اختفى فجأة، فإن كل المعطيات على الساحة السياسية ستتغير، بما في ذلك فرص جمال مبارك التي ستقل"..

ولفتت الصحيفة إلى أن توريث الحكم أمر "مكروه" من قبل العديد من المصريين، متوقعة أن جمال مبارك سيواجه "مقاومة شديدة" من الحرس القديم الذي يحتفظ بصوت قوي داخل الحزب الوطني..

حكاية القنفذ والثعلب!

وفي تحليل رائع (بل أكثر من رائع) يفسر د.حازم الببلاوى تلك الحالة المصرية العجيبة التي وقف الكثيرون حيالها متعجبين ومستنكرين، ففي مقال له بـ"المصري اليوم" يقول: "كيف يمكن للأقلية الأكثر انغلاقاً أن تفرض نفسها على الأغلبية الأكثر تفتحاً واعتدالاً؟ ولماذا يتغلب أصحاب الفكرة الوحيدة على أصحاب الفكر المتعدد؟ ولماذا يتغلب التعصب على الاعتدال فى كثير من الأحوال؟" ويجيب: "السبب لا يرجع إلى كثرة فى العدد هنا وقلتها هناك، وإنما الفارق يعود إلى درجة التصميم والإرادة. فالمتعصب- وهو لا يرى إلا حقيقة واحدة مطلقة- على استعداد للدفاع عنها حتى الموت، فلا شىء آخر يهم لديه، فهذه هى حقيقته الوحيدة والمطلقة..وهو فضلاً عن ذلك يشعر بالاطمئنان ولا قلق لديه، لأنه يسعى إلى الحقيقة المطلقة.."

وليس الأمر كذلك مع المعتدل "فهو لا يرى حقيقة واحدة وإنما حقائق كثيرة متعددة، وكل منها تنطوى على درجة عالية من الصواب، وإن كانت تتحمل أيضاً إمكانية الخطأ. فالمعتدل أكثر حكمة ورؤية، ولكنه بالمقابل أكثر تواضعاً، وبالتالى فهو أكثر حرصاً وتردداً، ومن ثم فإنه يبدو أقل تصميماً وإرادة على الكفاح والتضحية بالغالى والرخيص، فلديه أشياء أخرى غالية عليه أيضاً"..

وفى مثل هذه الأحوال نجد أن الصراع السياسى كثيرً ما يؤدى إلى انتصار «القنفذ» الأكثر تصميماً والأضيق أفقاً وذلك على حساب «الثعالب» الأوسع رؤية والأرحب فكراً...فالأول يدخل معركة حياة أو موت ولا بديل له عن الفوز، تصبح بالتالى جميع الأساليب مقبولة عنده، فالغاية تبرر الوسيلة. فلا بأس من التزوير إن احتاج الأمر، أو الرشوة إذا ساعدت قليلاً، ولا مانع من الوعود الكاذبة إذا حكمت الظروف. فهذا «القنفذ السياسى» لا حياة ولا مستقبل له بعيداً عن سدة الحكم، وبالتالى فكل شىء مباح. أما الأطراف الأخرى من «ثعالب» السياسة فإنها..تعتقد أن الحياة أرحب وأوسع من مجرد هدف وحيد، ولذلك فهى تتحرج من استخدام جميع الوسائل المشروعة وغير المشروعة، لأنها تعتقد أن هناك أموراً أخرى فى الحياة لها قيمة. «القنفذ» سيدافع عن موقعه حتى الموت، فليس له مكان آخر. فهل تتوقعون الكثير مع هذا القنفذ؟ أشك فى ذلك كثيراً.

الديمقراطية... معركتها لم تبدأ عندنا بعد

ويمكن أن نضيف هنا، وهذا ربما يكون أكثر إلحاحاً وإيلاماً، حسب رأي الكاتب السوري بدرخان على في "الحياة" اللندنية، أن ما يجري في عالمنا العربي هو كلفة التأخّر الخطير في خوض معركة الديمقراطية الباهظة، والتي لا بدّ منها ولا غنى عنها ما دمنا نتطلع إلى بناء دولٍ حقيقية ومجتمعات متماسكة. ولو قُيض لتلك السيرورة الديمقراطية ( في جوانبها الإجرائية على الأقل) أن تنمو وتتطور لأفضت إلى تقاليد ديمقراطية راسخة في تربة أوطانٍ مستقرة. لكن قطع الطريق عليها من عدة مصادر وجهات أوصلنا إلى حالنا الراهنة: يخاف المواطن من إبداء الرأي في أبسط شأن عام أو خاص بصورة علنية، حتى لو كان مطلباً بسيطاً. وهذا كيلا نتحدث عن تعدد الأحزاب وخوض الانتخابات والصحافة المتنوعة، وتشكيل البرلمانات بصورة حرة أو نصف حرة، وتبادل السلطة.." و"دستور وطني حديث وديمقراطي يضعه «الشعب» ويغيره عند الضرورة وفق شروط مُعلنة ودقيقة ومتفق عليها، وقوانين سارية على الجميع، وسلطة قضائيّة مستقلة، وتحقيق فرص المساواة بين المواطنين في كل المجالات؟

باكباكوكو!!

أو ربما لا يبقى لنا إلا أن نغني تلك الأغنية المدهشة، التي يتناقلها المصريون الآن، عبر شبكة الإنترنت.... والتي نقل كلماتها كاتب قصص المغامرات البوليسية –التي طالما تمتعنا بها ونحن صغارا- د. نبيل فاروق في "الدستور":

بكبكاكا باكباكوكو بكبكاكا إيه .....

بكبكاكا باباكوكو.. مصر بيرشوها دوكو.. إحنا صدقنا وأمنا....إنها عزبة أبوكو ...ياللى بالعين الوسية...ارفعوا إيديكم شوية..حتة نونو م التكية..للغلابة يصيتوكو.

شعبنا كره الوشوش.. إنتو إيه مابتشبعوش... كل ماتمروا الكروش.. مين ياناس بيجوعوكو...

بكبكاكا باكباكوكو.. إللى ناهب وإللى سارق.. واللى غارق واللى حارق.. هى دى حكومة طوارئ وللا دى فرقة شكوكو..لم عبى حار ونار..إجرى واهرب عالمطار.. والحكومة منفضة..ألف عفريت يركبوكو ….

أغنية (ربما) "تعبر عن أن الشعب قد بدأ مرحلة المقاومة ضد الطغيان، وضد التزوير والتزييف، والمحاولات الإعلامية الستيناتية السخيفة، التى تمتهن الشعب، وتتهمه بالغباء والسفه..أغنية تعود بك إلى إرهاصات ثورة ١٩١٩م، عندما بدأت كل فئات الشعب تعلن العصيان، ضد النظام الحاكم الذي فقد أعصابه، وبدأ تصرفاته الهستيرية المتشنجة؛ فى محاولة منه لاستعادة سيطرته على شعب، كشف بالفعل كل أورا ق النظام، وصار يتطلع وبلهفة، للخلاص منه..