عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

س.مونيتور: هيمنة أمريكا تتلاشى


نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور حواراً أجرته مع مقدم البرامج في السي إن إن والخبير الأمريكي في الشؤون العالمية فريد زكريا تحدث فيه عن تضاؤل الهيمنة الثقافية والعسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة، والتي كانت في قمتها خلال العشرين أو الثلاثين عاماً الماضية إلى أن صار العالم الآن متعدد الأقطاب بقوى صاعدة.

تقول الصحيفة إن زكريا بدأ تأليف كتابه "عالم ما بعد أمريكا" في 2006. ورغم الحرب في العراق إلا أن الولايات المتحدة كانت تبهر العالم بقوتها العسكرية التي لا نظير لها وبتفوقها الثقافي وبثرواتها التي تبدو بلا حد. ويتنبأ فريد زكريا الذي يعمل محررا لمجلة التايم بصعود قوى أخرى غيرها.

ويقول زكريا إنه في الوقت الذي تترنح فيه الولايات المتحدة تبرز ثلاث قوى بمعدلات نمو اقتصادي مذهلة وهي الصين والهند والبرازيل التي ساهم في صعودها الأزمة المالية الأمريكية ومعدلات النمو الاقتصادي المنخفضة في الدول الغربية عموما. بل إن الأمر تعدى إلى الجانب المعنوي حيث يشعر الصينيون والهنود والكوريون حكومة وشعبا بمزيد من الثقة سياسيا سيما وهم يحققون نموا تصل نسبته إلى 30 بالمائة كل عام.

وفضلا عن هذا فإن مصدر قوة هذه الدول هو صعود الطبقة المتوسطة فيها خاصة الهنود الذين يشترون سندات بشكل غير مسبوق لأنهم هم أيضا خائفون من المستقبل. وقد تبنت هذه الدول مبدأ اقتصاديات السوق الحرة والأفكار الأمريكية الرئيسية عن كيفية التحكم في الإمداد. وقد أعطاهم هذا التفوق الاقتصادي ثقة واعتزازا ثقافيا وهو النتيجة الحتمية للاقتصاد الناجح. فعندما تنجح المجتمعات تشعر أن شيئا متأصلا في

جيناتها الثقافية لا بد وأنه كان سببا في هذا النجاح على حد تعبير زكريا. ويؤكد زكريا أن هذا التغير قد مر أولا بمرحلة الانبهار بالغرب ثم بعد ذلك استعادت هذه الدول قيمها وثقافتها مرة أخرى.

وقد أكد زكريا أننا ننتقل من هذه الفترة الفريدة في التاريخ التي سيطرت فيها قوة واحدة وهي الولايات المتحدة على مقدرات العالم كله إلى فترة أخرى لا أستطيع أن أؤكد أنها صينية أو هندية أو غير ذلك. صحيح أن روما تحقق لها ما تحقق للولايات المتحدة وكذلك بريطانيا لكن هذا كان لبعض الوقت وليس في كل الجوانب. وقد وصف زكريا الصين بأنها وصلت إلى ما حققته بسبب نفعيتها وكونها دولة عملية، فرغم أنها القطب الشيوعي الباقي في العالم إلا أن سياساتها شبه رأسمالية. والمشكلة كما يقول زكريا أن الولايات المتحدة لا يتوفر لديها نفس هذا القدر من العملياتية والبراجماتية التي لدى الصين مما يزيد من المخاطر أمام الولايات المتحدة في ظل العولمة والتنافس القاتل بين الدول.