عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحف السبت: برلمان مصر "البديل" وفضائح أمريكا وفوضى المفاوضات الفلسطينية وتقسيم السودان

نبدأ بالمعركة التي لم تخمد نيرانها وهي الانتخابات المصرية ونتائجها وردود أفعال المعارضة -ولعل أحدثها ما جاء في "اليوم السابع" من دعوة "البرادعى" للعصيان المدنى ورفض تولى قيادة البرلمان البديل- إزاء شماتة النظام وتجاهله لمئات الشواهد والأحكام القضائية التي تثبت بطلان مجلس الشعب الحالي.

 

ولنبدأ بعبد المنعم سعيد في الأهرام اليوم، وذلك لما يحمله كلام الرجل من نقلة نوعية في تفكير النخبة المصرية الحاكمة، فقد شهر الرجل سيفه (أعني قلمه) وقطع لسان كل من خالفه الرأي حول نزاهة الانتخابات البرلمانية واستحقاق الحزب الوطني لفوزه (الغاشم). وهو للأمانة قد اعترف في بداية مقاله بأن هناك غضب عام من كتاباته في هذا الشأن بدا ذلك واضحا في تعليقات القراء "والتي علي كثرتها خلت من تعليق إيجابي واحد‏." –حسب قوله- و"للحق فإنهم لم يكونوا وحدهم الذين أتوا بهذه التعليقات‏,‏ بل شاركهم فيها جمع من الزملاء الذين يعتزون بي وأعتز بهم‏."

فهؤلاء (المخالفين بما فيهم النخبة والقراء العاديين) سُذج، فاقدين للمنطق السليم، ويسيرون خلف "التفكير الجمعي العام" الذي سيطر عليهم حتى "تكونت –لديهم- عقيدة واسعة لدي قطاع من النخبة بأن هذه الانتخابات زورت نتيجة الفوز الكاسح للحزب الوطني الديمقراطي‏,‏ والسحق الانتخابي الذي جري لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة‏,‏ والتواضع في النتائج التي حصلت عليها الأحزاب المدنية مثل الوفد والتجمع وغيرهما". ومنعهم "من قبول كل ما هو خارج عليها ‏." وغني عن القول أنه يقصد (مقالاته) التي لم يستوعبها كل هؤلاء رغم صدقها وحقيقتها وأمانتها ومنطقها.‏

وإذا اخذنا رأي عبدالمنعم سعيد كمنوذج عام لكل كتاب الحزب الوطني والصحف القومية –ولا نغالي في هذا- فصدقوني لن نجد زيادة على كلامه عند باقي "الوطنيين"!!..

مجلس "مرقع"

لكن الزميل وائل قنديل، يبدوا أنه مصنف تبع السذج تابعي (التفكير الجمعي)، هذا لانه ما زال يطعن في شرعية المجلس، وليس أدل على ذلك من قوله في "الشروق": إن "برلمان مصر الجديد " برلمان الحزب الوطني " يبدو من بعيد وكأنه متعدد ومتنوع، بينما هو فى حقيقة الأمر ليس أكثر من ثوب صنعه الحزب الوطنى على يديه، مستخدما قطعة من هنا، وخرقة بالية من هناك، لدرجة أنه فى جولة انتخابات الإعادة كاد أن ينشر إعلاناته على الحوائط والواجهات تحت شعار «مطلوب معارض للنجاح فى الانتخابات وبمكافآت مجزية»."

التحالف بين الاخوان والبرادعي

وهنا يجب أن ننتقل إلى جانب آخر من المشهد، وهو التنسيق الذي يحدث بين بعض قوى المعارضة بهدف العمل على ابطال المجلس الحالي ولعل أعلى تلك الأصوات وأبرزها حاليا هو ذلك التنسيق الذي يجري بين الجمعية الوطنية للتغيير والاخوان المسلمين. فحسب "المصري اليوم" التي نقلت تصريحات الدكتور عصام العريان، عضو مكتب الإرشاد والتي يقول فيها: "نحن مع الدكتور البرادعي، وهو رمز للجمعية الوطنية للتغيير، ويحتاج الآن إلى الجلوس مع الناس والإخوان، وليس دعوتهم فقط إلى العمل معه". فإن تحركا جادا في هذا الاتجاه..

ولنرى ماذا سيأتي به الغد..

الديموقراطية النيابية عند العرب إلى أين تتجه؟!

لا ترحب فاطمة العتيبي بفكرة الانتظار إلى الغد، فالمشهد في رأيها لا يحتمل التأجيل، ويجب طرح بعض الأسئلة الضرورية في ضوء ما يجري من انتخابات شعبية وبرلمانية على مستوى الوطن العربي، ولعل أهمها ما قالته في "الجزيرة السعودية": إلى أين تتجه الديموقراطية النيابية عند العرب؟

وعند محاولة الاجابة على السؤال نجدها تصل إلى أن "الوعي السياسي لدى غالبية الجماهير العربية متدن جداً وينقصه إدراك مفاهيم وقيم الديمقراطية مثل التعبير عن الرأي وحقوق الأكثرية والأقلية وأهمية الحوار وتقدير الآخر" فـ"لا توجد قاعدة أو أرضية أو لنسمه مناخاً يسهم في بث قيم متوازنة من الديمقراطية التي تستهدف تحقيق العدالة والرفاهية لكل المواطنين على حد سواء."

وفي هذه الحالة فـ"لابد أن تعمل الرسالة الإعلامية اليومية على توعية المواطن بأن الديمقراطية النيابية ليست هدفاً في حد ذاتها بل هي أسلوب أو وسيلة لتمثيل صوت الأفراد وإشراكهم في صنع القرار."

لكن للأسف الذي يحدث في أغلب وسائل الإعلام هو تكريس التسطيح عبر البرامج التافهة والإعلان الاستهلاكي.

مفاوضات.. و فوضى وحل سلطة

وعن قضيتنا الحاضرة دائما في قلوبنا وأذهاننا، ولا تغيب لحظة عن خاطرنا، القضية الفلسطينية نقرأ في "الاتحاد الاماراتية" مقال لغازي العريضي عن فوضى المفاوضات والخيارات العبثية: "الذين دخلوا في متاهات المفاوضات ضاعوا، وربما ضعفوا. تم التخلي عن جهودهم. وهم جزء من منظومة قد تكون غير فاعلة. هي الأخرى ضائعة في المنطقة وخارجها. والذين اختاروا "الجهاد"، مختلفون. فرئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية أعلن الموافقة على دولة فلسطينية لحدود العام 67 على أساس إجراء استفتاء شعبي.. "الجهاد الإسلامي" ردّت على هذا الطرح باعتباره غير منطقي أو موضوعي أو ضروري.."

ويبدو أنه "لا خطة ولا رؤيا لدى الفلسطينيين. والواقع يشير إلى أن العرب يزدادون ضعفاً وانقساماً. على سبيل المثال نجد مصر مستهدفة مائياً وسياسياً واقتصادياً.

والمطلوب أكثر من أي وقت مضى "الوصول إلى حد أدنى من التفاهم الفلسطيني - الفلسطيني، والعربي- العربي لتقليل الخسائر على الأقل لا أكثر وتجنّب الضياع في لعبة الفوضى التي سنشهدها في المنطقة.

وإذا كانت السلطة لم تعد تملك خيارات وأصبحت متخبطة لا تملك من أمرها شيئا، فلماذا لا تحل؟

يرفض نبيل عمرو (قيادي بارز في السلطة) تلك التلميحات عن "حل السلطة" فنقرأ له في الشرق الأوسط: "إن التلويح بحل السلطة من واقع اليأس التام من استجابة إسرائيل للمفاوضات هو التعبير الموارب بعض الشيء عن العودة إلى زمن الاحتلال بما فيه من تعظيم للاستيطان، وابتعاد كبير عن تحقيق حلم الحرية والاستقلال.

ثم يقترح على من يتحدث عن حل السلطة "أن يتوقف عن هذا الحديث الذي ثمنه الخطر والمر هو انتهاء المشروع الوطني بصيغة النعي المباشر من قبل أهله، وأقترح أن يقال إن السلطة الوطنية إنجاز أمكن الحصول عليه بمشقة، وجرى انتزاعه من براثن من يريدون إلغاء فكرة الوطن الفلسطيني على الأرض الفلسطينية لمصلحة العودة إلى التسكع بين ممرات الأمم المتحدة وصالونات السياسة غير المجدية."

عالم الفضائح

إذا كان من سمة بارزة تميز عالم اليوم، فهي أنه أصبح عالم الفضائح, ذلك أن أسرار الدول لم تعد أسراراً كما ينبغي لها أن تكون، بل باتت أسرار الدول القوية والضعيفة

على كل لسان وبشكل جريء وغير مسبوق. وهذا يقودنا إلى المعركة الأخرى التي تفجرت منذ أن أعلن عن ظهور وثائق ويكيليكس في الأسواق العالمية.

أو حسب ما قال محمود المبارك في "الجزيرة نت": "ففضائح البرقيات المسماة "كيبل غيت" التي نشرها موقع ويكيليكس مؤخراً، ربما أذنت بانصرام عصر الدبلوماسية السرية، ودشنت عصر "الدبلوماسية المفضوحة" التي تحمل معها تحديات تتناسب مع عالم التقنية الحديث، في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين."

فتنة أمريكية أخرى

والحقيقة فإن الأمر لا يستحق كل هذا الاهتمام، بل إنه –حسب ما يقول ميرزا أمان في "الأيام البحرينية"-: "يجب تجاهله كلية لأن الأمر برمته مجرد فتنة أمريكية مكشوفة لا يجب التجاوب معها والركون إليها. فبحكم معرفتنا بما تحاط به مثل تلك الوثائق من سرية يستحيل على موقع اليكتروني، مهما بلغ من التطور والمقدرة، اعتراض واستنساخ ذلك الكم الهائل من الوثائق التي أرسلت من مئات المصادر حول العالم. لابد من وجود أيد أمريكية رسمية سهلت للموقع الحصول على هذه الوثائق."

وأفضل طريقة للتعامل مع تلك الوثائق ومحتوياتها هو "تجاهلها وأخذ الحيطة والحذر عند لقاء ممثلي النيوكونسيرفاتيف" المحافظون الجدد "، وربما تكون هذه هي الحسنة الوحيدة التي جاءت بها عملية نشر هذه الوثائق."

السياسة مثل الحب!

أنس زاهد يرى فائدة أخرى لتلك الوثائق، فحيث أن "كل دولة من دول العالم لديها أسرار، والقدرة على حماية هذه الأسرار هي معيار مهم لقياس هيبة الدولة. الدولة التي لا تستطيع أن تحمي أسرارها لا تستطيع أن تحافظ على هيبتها"، فإنه وحسب مقاله في "المدينة السعودية" وبعيدا عن من خرج علينا بتحليلات تفيد بأن التسريبات حدثت بعلم الأميركيين، فإن "أميركا لم يسبق أن فقدت هيبتها كما يحدث الآن .. والسبب طبعا هو تلك التسريبات. في السياسة مثل الحب .. النجاح يرتهن إلى القدرة على حفظ الأسرار."

تقسيم السودان

معركة أخرى دارت حول حدث يترقبه العالم، وهو ولادة دولة جديدة في قارتنا السمراء وعلى الخارطة العالمية, وبالتحديد في منتصف يناير، وهو موعد الاستفتاء الشعبي الذي ستنظمه السودان للوصول إلى قرار نهائي بخصوص جنوبها, وإلى الآن تشير كل الدلائل إلى قرب وحتمية الانفصال, بل إن بعض الدبلوماسيين العرب قد أعلنه كواقعة قادمة لامناص منها كوزير خارجية مصر أبو الغيط, أما سكان الجنوب السوداني فقد صمموا شعارهم وعلمهم الجديد، ولحنوا نشيدهم الوطني المستقل.

ولادة جديدة

ونبدأ تلك المعركة بمقال أميمة الخميسي في صحيفة "الرياض السعودية"، والتي قالت فيها: "نحن كعرب من الصعب أن نقف بحياد أمام هذا المشهد دون أن يخالطنا الأسف والحسرة ونحن نرى قطراً عربياً يجز من نصفه, عبر التاريخ كانت ضفاف نهر النيل تمثل نسيجا جيوسياسيا واحدا, والثقافة الفرعونية المصرية تغور عميقا على جنبات هذا النهر ومازالت باقية آثارها في العمق الأفريقي."..لكن "هذه الوحدة عجزت أن تصمد أمام التغيرات العالمية ومتطلبات العصر الحديث, مع غياب المشروع المشترك القادر على استثمار الثروات الهائلة على تلك الضفاف سواء البشرية أو المادية التي كان من الممكن أن تصنع أعجوبة حضارية للمنطقة وماجاورها. ولتلاشي الأهداف الحضارية التنموية التي تنطلق من شرعية الدولة الحديثة، تلك الشرعية المستمدة من مؤسسات مستقلة يجمعها دستور ويربط كل هذا حلم مشترك يعلي من قيمة الإنسان ويحقق له الاستقرار الاجتماعي والرفاه الاقتصادي,ومن هناك برزت الحركات الانفصالية التي فتت تلك اللحمة التاريخية.

مصر جزء من أهداف اللعبة

ويشاركها الرأي نقيب الصحفيين المصريين مكرم محمد أحمد في "الأهرام" ويزيد على كلامها قائلا: "مصر هي أكثر الأطراف تضررا من أية مضاعفات تؤدي الي قسمة السودان أو تنتج عن دخوله مرحلة أخري من الفوضي استمرارا لمؤامرة التقسيم والتفتيت‏,‏ لأن الأمر يتعلق بأمنها الوطني وعمقها الاستراتيجي‏,‏ كما يتعلق بأقرب الشعوب الي المصريين‏,‏ أبناء الخال الذين كانوا سندا دائما لمصر"

ومن هنا يصبح لزاما علي القاهرة "أن تستثمر علاقاتها الطيبة مع كل من الجنوب والشمال حفاظا علي روابطهما المشتركة‏,‏ وتستثمر علاقاتها مع الغرب من أجل إلزامه ضرورة تعديل سياساته تجاه حكومة الخرطوم كي تكون أكثر توازنا‏,‏ لأن مصر جزء من أهداف هذه اللعبة التي تستهدف حصارها‏.‏"