رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحف الجمعة: انتخابات وديمقراطية و"مهلبية"


نبدأ حديثنا عن المعارك الصحفية المثارة في صحافة اليوم بمقال أسامة سرايا في "الأهرام" الذي يقول فيه: "من الضروري أن تدرك الأحزاب أن مكاسب الحزب الوطني في الانتخابات الأخيرة لم تكن مصادفة أو اعتمادا علي نفوذ أو تجاوزات‏، بل هي مكاسب بدأ الحزب العمل لها بعد انتخابات ‏2005‏ مباشرة، ووضع الحزب أهدافا وعمل من أجلها فتمكن من تحقيقها،‏ فالجميع يعلم أن الحزب الوطني هو الحزب الوحيد الذي استعد لتلك الانتخابات الاستعداد الواجب لها وقبل سنوات من إجرائها وأن الاتهامات المرسلة لا تلغي حقيقة الجهود التي بذلت لتنظيم صفوف الحزب وتطوير آليات عمل جديدة علي كل المستويات‏".‏

محمد علي إبراهيم رئيس تحرير "الجمهورية"، ما زالت تؤرقه مسألة الاخوان والانتخابات، حيث يثبت بالدليل القاطع أن الوطني فاز باستحقاق "هزيمة المحظورة بالتخطيط والترشيح الثلاثي والتوزيع الجغرافي ، وليس بالتزوير دخل الحزب الوطني الانتخابات التشريعية لبرلمان 2010 مثلما يستعد لمعركة حربية معركته الأساسية كانت ضد التنظيم غير الشرعي، الوطني كان يخطط للفوز بـ 380 مقعدا من 508 لم يكن الحزب الحاكم يسعي إلي تهميش الأحزاب كما أشيع، لكنه لم يكن مستعدا أيضا أن يترك "مستعمرات إخوانية" تعشش في المحافظات وتغسل "أدمغة الشباب".

قصة خيالية عن "الفوز الساحق الماحق"

هذا الفوز الساحق الماحق المخطط سلفا أثار خيال الأديب محمد سلماوى الخصب عن قصة واقعية سحرية (ميتافيزيقية) فشمر عن ساعده وتناول قلمه وكتب في "المصري اليوم": "الحزب الوطنى الديمقراطى تمكن أخيراً، وبعد أكثر من ثلاثين عاماً فى الحكم، من التوصل إلى أسلوب مبتكر ينتمى إلى الفكر الجديد المتجدد، يسمح بالخلاص من تلك العناصر الهدامة المعارضة لمسيرة البلاد إلى التقدم والرخاء، الذى يدخره لها الحزب الحاكم، سواء كانت هذه المعارضة من الإخوان المسلمين أو الأقباط أو أعضاء الأحزاب الأخرى، وهكذا حظيت مصر ببرلمان مبتكر لم يعرفه حتى الآن أى نظام ديمقراطى فى العالم، يكاد يكون خالياً - إلا قليلاً - من تلك العناصر غير المرغوب فيها، التى تسمم كل برلمانات العالم.

أيها الرجال.. لا تخشوا البكاء

وإذا كنت من الذين وصلوا إلى حد البكاء مما تسمع وتقرأ يوميا عن حال مصرنا الغالية "فابك ولا تشعر بالخجل" واقرأ مقال خالد منتصر بالمصري اليوم والذي يقول فيه : "ثقافة الخجل الرجالى من البكاء ثقافة عالمية، لكن البكاء الذكورى فى مصر أكثر استهجاناً واستنكاراً، فالرجل الذى يبكى فى مصر يوصف بأبشع الصفات ويسقط من نظر الكثيرين، فالرجل يظل رجلاً فى نظرنا طالما كبت دموعه وغالب بكاءه، كلما جفّت مشاعره وخاصمت أحداقه رقرقة الدمع الشفافة فهو أكثر رجولة، الجدع هو البارد المتبلد، والباكى رجل (خِرع فافى فرفور طرى) إلى آخر هذه الصفات المهينة، الدموع ضد الجدعنة والشجاعة والجرأة والجسارة وبالتالى الرجولة! ظللنا أسرى هذا الوهم الذى جعل الأرامل فى مصر من النساء أضعاف الرجال، فالرجل عيب يعيط، ولذلك فهو ينفجر بدرى ويموت مبكراً!!." فاطلق لعينيك المجال...

هل أصبح الحزب الوطنى أهم من مصر؟!

ولا يتعلق ما حدث في الانتخابات من مهازل بأشخاص معارضين أو احزاب فقدت صورتها أو رونقها أو وإنما يتعلق بوطننا الحبيب "مصر"، ولك أن تحزن كثيرا عندما تسمع د. حسن نافعة وهو يقول في "المصري اليوم": "التقيت عدداً كبيراً من الصحفيين الأجانب عقب الانتخابات ، وعادة ما كنت أطلب منهم، قبل الإجابة عن أسئلتهم، أن يصفوا لى ما شاهدوه بأنفسهم أثناء تغطيتهم الانتخابات.

وأجزم بأن ما سمعته منهم لم يكن مشرفا بأى حال من الأحوال، فقد أكدوا لى أن ما رأوه لا يمت للانتخابات بأى صلة، وأنهم شاهدوا بأعينهم أجهزة الأمن وهى تمنع ناخبين من الوصول إلى صناديق الاقتراع، وصوروا عمليات شراء أصوات تتم علنا وبشكل جماعى، وتابعوا خناقات افتعلتها جحافل البلطجية بينما الأمن يقف متفرجاً... إلخ. ولا جدال فى أنهم نقلوا هذه المشاهد كلها إلى الرأى العام فى بلادهم وعلقوا عليها".

وهذا الأمر عينه أكده الأستاذ فهمي هويدي في "الشروق" حين قال: "شاء حظى أن أشارك فى مؤتمر دولى حول الحوار بين الحضارات عقد بمدينة فاس المغربية، وقت إجراء انتخابات الإعادة التى تمت يوم الأحد الماضى ، بحسن نية ذهبت، ولم أكن مشغولا بشىء فى الانتخابات، إلا أنى اكتشفت بعد وصولى ولقائى بالمشاركين من الدول العربية وأوروبا والولايات المتحدة واليابان، أن موضوع الانتخابات وفضائحها على كل لسان إذ فوجئت بكم غير عادى من الأسئلة الحائرة وسمعت سيلا من التعليقات المحزنة، التى أغرقتنى فى بحر من الانكسار والخجل، حتى تمنيت فى بعض اللحظات أن تنشق الأرض وتبتلعنى حتى لا أظل هدفا لتلك الأسئلة والتعليقات.

أما الذى وخزنى حقا، فهو تعليق الدبلوماسى الفرنسى الذى أقام فى مصر زمنا ثم انتقل منها إلى عواصم عربية أخرى، الذى قال: هل أصبح الحزب الوطنى خطرا على البلد، بحيث كان لابد أن تخسر مصر لكى يتحقق الفوز للحزب ويظل قابضا على السلطة؟"

مهلبية وديمقراطية!

هذا العنوان استعرته من مقال زميلنا نبيل عمر المنشور في "الوفد". والمقال عبارة عن حوار (فضائي) بين الكاتب وعضو في الحزب الوطني عن الانتخابات.. الديمقراطية.. تلك التي صارت كابوسًا!!

ويقودنا هذا المقال مباشرة إلى ما كتبه صلاح عيسى في الأيام البحرينية، حول انكسار موجة الديمقراطية واصحابها والرغبة في العودة إلى الزمن الماضي: "قُتل الإنسان ما أكفره، فهو لا يستقر على حال، ولا يطمئن

إلى خيار، ولا يسكن إلى حلم، وهو يضيق بواقعه، ويتمنى تغييره"

وقد لاحظ أن "بعض النخب العربية التي ظلت تحكم ـ على امتداد سنوات طويلة ـ بتحديث نظم الحكم العربية لتصبح نظمًا ديمقراطية تحكمها دساتير حديثة، تقوم على قاعدة الأمة مصدر السلطات تضمن حرية الرأي والتعبير والصحافة والنشر، وحقوق التنظيم والانتخاب والترشيح والتظاهر السلمي، وما كاد جانب من هذه الأحلام يتحقق لها أو لغيرها، حتى ضاقت به، وعادت تحلم بالماضي السعيد، الذي لم تكن تعكره ديمقراطية أو تفسده حرية."‏

الديمقراطية شيء أساسي

ولأننا علي أعتاب مرحلة دقيقة في تاريخ الوطن –حسب وصف مرسي عطا الله في "الأهرام"- فإنه ينبغي (ألأ نلتفت إلى ما يقوله صلاح عيسى عن انحسار هوجة الديمقراطية) بل يجب "أن يتكاتف الجميع من أجل أن تكون مرحلة إنعاش وتنشيط الممارسة الديمقراطية بشكل عام‏,‏ والحياة الحزبية بشكل خاص‏,‏ وتوسيع دور المجتمع المدني لكي يكون مجتمعا قادرا علي إنتاج وإطلاق الأفكار والمبادرات الخلاقة‏,‏ المستندة إلي ثقافة مستنيرة تضيء المشاعل باتجاه رسم خريطة طريق لمستقبل أفضل لمصر‏.‏

و"لكي يكون الحديث عن تصويب الممارسة الديمقراطية حديثا جادا‏,‏ فإن علي جميع الفرقاء في الساحة السياسية أن يدركوا أن الديمقراطية‏,‏ بمفهومها الصحيح والشامل‏,‏ ليست عملا ديكوريا نتزين به‏,‏ إنما هو خيار المصلحة الوطنية العليا‏,‏ ومن ثم ينبغي أن ينبع تعاطينا للممارسة الديمقراطية من إرادة داخلية ترتكز إلي خصوصياتنا الثقافية والسلوكية ولا تتعاطي مع أي أجندات خارجية‏."‏

فـ "المسألة أكبر وأشمل وأعمق من مجرد السجال والجدل وتسجيل المزيد من المواقف والمزايدات‏,‏ فالمصلحة العليا للوطن ترتهن أساسا بمدي القدرة علي تضييق وسد الفجوة بين النخب السياسية المعارضة والأغلبية المنتخبة‏,‏ ومن لا يقدر علي الإسهام في ردم وسد هذه الفجوة لا يحق له أن يتشدق بمفردات الديمقراطية‏!".‏

لا ديمقراطية حقيقية بدون انتخابات حرة نزيهة

لكن كل هذا الكلام عن الديمقراطية وذهابها أو ضرورة عودتها، لا يجب أن يمر دون أن نذكر رأي المستشار مصطفي الطويل في جريدة "الوفد" الذي يؤكد فيه: "أنه لا توجد ديمقراطية حقيقية بدون انتخابات حرة نزيهة. لأن الديمقراطية الحقيقية، هي أن يحكم الشعب نفسه بنفسه عن طريق اختيار حكامه وممثليه بالاقتراع عليهم في صناديق الانتخاب."

ولكن "يبدو أن الحزب المسمي بالوطني والذي كان يطلق عليه من قبل حزب مصر، ومن قبل الاتحاد الاشتراكي، ومن قبل الاتحاد القومي، لا يقتنع في أي مرحلة من المراحل السابقة والحالية بأن تكون في مصر ديمقراطية حقيقية تقوم علي مبدأ تبادل السلطة وإجراء انتخابات حرة نزيهة، تعبر تعبيراً صادقاً عن إرادة الجماهير."

عن تآكل الشرعية العربية

ونختم رصدنا للمعارك التي أثيرت في صحف اليوم بما قاله شفيق ناظم الغبرا في "الحياة اللندنية": أن "السياسة في البلاد العربية وقعت وما زالت بين قطبين كل منهما أصعب من الآخر. الأول هو الفوضى العارمة حيث لم يعتد العربي على سلطة فوق سلطته في القبيلة وخارج اعين الدولة. أما القطب الثاني فهو الديكتاتورية وسلطة الدولة المركزية التي لا تنافسها سلطة ولا يتحداها رأي. بين العالمين تشكلت معظم الانظمة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين استناداً الى سلطة مركزية قوية.

لكن هذا النمط من وسائل الحكم بدأ يفقد شرعيته وبدأ ينتهي دوره التاريخي، ولهذا نحن في أزمة سياسية كبرى.

إننا في بداية مخاض من اجل الانتقال الى شيء آخر لطريق ثالث أساسه تحويل المساءلة والمحاسبة والمؤسسات الى مشروع وطني يتشارك فيه الجميع."