عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السيد ياسين:تفكيك نظام مبارك عملية معقدة!

أكد المفكر السياسي السيد ياسين في حواره مع جريدة "الاخبار" أن مصر في مرحلة انتقال من السلطوية إلي الديمقراطية،‮ ‬وهي مرحلة شهدها كثير من المجتمعات التي تحولت من الديكتاتورية إلي الديمقراطية،

‬ومرحلة الانتقال تثير مشكلات متعددة أجملها في‮ ‬غيبة قواعد المنهج بالاصلاح السياسي،‮ ‬انك تريد تفكك السلطوية و‬كيف ستقصي عددا من الرموز السياسية التي أفسدت الحياة السياسية أو الفاسدين؟ أم أنك تريد أن تنحي طبقة سياسية كاملة كانت تعمل بالسياسة في ظل الحزب الوطني‮.‬

وأوضح ياسين أن الحزب الوطني الديمقراطي كان ميراث ثورة يوليو ‮٢٥٩١ ‬التي بدأت التنظيم السياسي الواحد فيها بهيئة التحرير ثم الاتحاد القومي،‮ ‬ثم الاتحاد الاشتراكي العربي،‮ ‬الذي تحول في عصر الرئيس أنور السادات وأنشأ حزب مصر الاشتراكي وحوله إلي الحزب الوطني الديمقراطي،‮ ‬هذه أحزاب مرتبطة بالسلطة يدخل فيها آلاف الناس،‮ ‬سواء من أجل المصلحة أو اتقاء‮ ‬غضب السلطة أو حزب السلطة،‮ ‬لا أستطيع القول أنه عندما ينقلب النظام في الثورة،‮ ‬أن أنحي كل‮ ‬المشتغلين بالسياسة،‮ ‬هذا كلام قد يؤدي إلي انهيار كبير بالدولة في ذاتها،‮ ‬فكثير من كوادر الدولة كانوا أعضاء في الحزب الوطني،‮‮ ‬ولذلك نقول إنه لابد من تنحية القيادات والفاسدين من الرموز السياسية للحزب الوطني الديمقراطي التي أسهمت في إفساد الحياة السياسية،‮ ‬ونحاكمهم أيضا،‮ ‬إنما لا ينبغي القول بأن كل من كان عضواً‮ ‬في الحزب الوطني أعزله.

وأضاف أن تفكيك النظام السلطوي المصري عملية بالغة التعقيد،‮ ‬تحتاج إلي منهج واضح محدد المعالم،‮ ‬وإلي بصيرة نافذة قادرة علي التمييز الواضح بين الماضي والحاضر والمستقبل.وأكبر المخاطر علي الثورة هو ألا يتم بشكل متوازن تقسيم الجهد الثوري،‮ ‬والذي تحول لكي يصبح جهدا مجتمعيا تشارك في إنجازه كل الأطياف السياسية والفئات الاجتماعية، والواقع أن تصفية الحساب مع الماضي ينبغي أن تحدث بالاستعانة مع خبرات الدول الأخري التي انتقلت من السلطوية إلي الديمقراطية ألا تؤدي في النهاية إلي تفكيك الدولة ذاتها‮.

وحول "الثورة المضادة" أكد ياسين أنها مصطلح صحيح في علم السياسة ‬لكن التعبير خطأ وترجمته عن الانجليزية‮ (‬الفعل المضاد للثورة‮)، ‬‬نقول إن الأفعال المضادة للثورة ينبغي أن يحاصر أصحابها وأن يتم تجريم أي فعل يبدو مضاداً‮ ‬للثورة ومبادئ الثورة ينبغي محاصرته وكشفه،‮ ‬أما المطالبات الفئوية فهي ليست أفعالا مضادة للثورة إطلاقاً،‮ ‬نعم فيها مغالاة،‮ ‬وتوقيتها‮ ‬غيرمناسب،‮ ‬إذ لابد من إعطاء الفرصة للوزارة لكي تعمل،‮ ‬نحن نتحدث عن أفعال وسلوكيات تحول تعويق مسار الثورة‮.‬

وأوضح ياسين أن الذي حدث بعد الثورة مباشرة هو فرحة الانتصار بلا شك،‮ ولكن ‬حدث انفجار اجتماعي تمثل في مطالب فئوية واعتصامات ومظاهرات ونوع من الفوضي وعدم الإنضباط،‮ ‬ربما من تأثير الكبت الطويل المدي،‮ ‬كان المصري عاجزاً‮ ‬عن التعبير عن نفسه بحرية وانطلاق،‮ ‬أو ممنوعا أو مقموعا،‮‬ فعندما تفجرت الثورة فكأنها أزاحت العقبة الكبري في تعبير المصري عن ذاته علي المستوي الفردي والمستوي الجماعي،‮ ‬فانفجرت المطالب الفئوية،‮ ‬وحدثت تجاوزات لا حدود لها،‮ ‬جعلتها مطالب‮ ‬غير معقولة،‮ ‬من المرتب والدخل وآخره لكن المطالبة بفصل جميع قيادات النظام القديم كلها،‮ ‬كانت بشكل‮ ‬غير دقيق،‮ ‬أعتقد أن هذا المناخ أدي إلي إحساس الناس بالقلق،‮ ‬قلق من عدم انتظام الحياة الاقتصادية والاجتماعية،‮ ‬وقلق من الانفلات الأمني،‮ ‬ومن انفلات السلوك الجماهيري،‮ ‬هذا السلوك تجاوز أعرافا وقيما متعددة،‮ ‬كأن نري

شركات يريد موظفوها إقالة رئيسهم،‮ ‬وكأنه ليس هناك قواعد يمكن علي أساسها محاسبة الناس‮ هذا هوالمناخ السائد في ذلك الوقت‮ .‬

وأكد ياسين أن شرعية الثورة أسقطت شرعية نظام مبارك،‮ ‬ثمة شرعية 25يناير 2011 ‬الضبابية الموجودة في الوقت الحالي لا تصلح بكثير عن هذه الشرعية كعمل مؤسسي في مرحلة مفترق طرق‮ ‬،‮ ‬نحن في صراع إرادات سياسية،‮ ‬صراع في الرؤي السياسية،‮ ‬وقد ظهر خلاف حول التعديلات الدستورية،‮ ‬ثمة خلاف في المجتمع السياسي في مصر،‮ ‬والخلاف ليس ضارا بالضرورة،‮ ‬بل هو دليل علي الانفتاح الديمقراطي،‮ ‬نحن نمارس الديمقراطية لأول مرة في إطار سلمي،‮ ‬واحتكمنا إلي الصندوق في شفافية كاملة ولأول مرة يخرج المصريون للاستفتاء بهذا العدد الكبير،‮ ‬وكان تعبيراً‮ ‬بليغاً‮ ‬عن فرحة الشعب بإنجاز‮ ‬ثورة 25 يناير‮.‬

‬وأشار ياسين أن أحد النتائج‮ ‬غير المتوقعة لثورة ‮٥٢ ‬يناير،‮ ‬أنها حلت لنا مشكلة الإخوان المسلمين،‮ ‬التي هي أكبر معوق في طريق الديمقراطية،‮ ‬هذه الجماعة منظمة تنظيما هائلا،‮ ‬لكن ليس لديهم فكر سياسي ولا فكر اجتماعي،‮ ‬عندهم فشل فكري،‮ ‬وإفلاس فكري،‮ ‬ادرس موضوعاتهم الفكرية منذ رسائل الإمام حسن البنا،‮ ‬رحمه الله،‮ ‮ ‬هناك شعار‮ ‬غامض اسمه‮ الإسلام هو الحل‬ أقول إن سياسة النظام القديم معهم كانت سياسة عقيمة قامت علي أساس الاعتقالات والمصادمات والمصادرات،‮ ‬لم تكن مواجهة فكرية انتهي النظام القديم والحمد لله وسمح لهم بالعمل الحر والطليق،‮ ‬وهذا واحد من إنجازات ثورة ‮٥٢ ‬يناير،‮ ‬علي باقي الأحزاب السياسية أن تتنافس مع الإخوان في الشارع السياسي. ‬

ونفى ياسين أن تكون الثورات العربية نتيجة ليد خارجية لأن الجانب التآمري سيدخلنا في طرق غير مدروسة،‮ فالجانب التأملي قد يفضي إلي نتائج سلبية في المنطلقات الوطنية الصميمة،‮ ‬في إشعال الثورات،‮ ‬عندما تقول الفوضى الخلاقة وغير الخلاقة،‮ ‬كأن أمريكا مثلاً‮ ‬هي العقل الاستراتيجي الذي خطط لثورات تونس ومصر وليبيا‮ ‬واليمن وسوريا،‮ لكن ‬الأمريكان أجهل وأغبي من أن يخططوا هذا التخطيط‮ ‬،‮ ‬هم أغبي الناس سياسيا في القرن الحادي والعشرين،‮ ‬فلا يوجد قرار سياسي‮ ‬غبي أكثر من قرار جورج بوش الابن بغزو أفغانستان،‮ ‬لا يوجد‮ ‬غباء سياسي أقوي من‮ ‬غزو العراق عسكرياً،‮ ‬فهم لا يستطيعون أن يخرجوا منها حتى الآن.