رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحليل خطابات الرئيس المخلوع أثناء الثورة


وصف الدكتور عماد عبداللطيف أستاذ البلاغة وتحليل الخطاب بجامعة القاهرة الخطاب الثاني للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك خلال الثورة بلعبة البينج بونج، ومن بين الخطابات الثلاثة كان هو الأهم حيث استخدم فيه كل قدراته الأدائية.

ويقول د. عبد اللطيف، حسب تقرير الزميل محمد القزاز، المنشور في جريدة "الأهرام" اليوم: "في لعبة البينج بونج هذه أو الصراع الانتخابي استخدم كل طرف مبارك والثوار استراتيجيات الإقناع والتأثير لتحييد أو استقطاب شرائح القوة الصامتة، من خلال التشكيل البلاغي للغة الخطاب وطرق الآداء الصوتي والحركي، وكذلك التحكم في السباق الخطابي، فإذا أفلح المحتجون في استقطابهم تحول الاحتجاج إلي ثورة، وإن فشلوا تحول الاحتجاج إلي فتنة."

التلاعب النفسي والعقلي بالجماهير

وكان خطاب مبارك الثاني هو الأكثر تأثيرا، وكان علي وشك إجهاض الثورة حيث دفع شريحة كبيرة من الأغلبية الصامتة إلي التعاطف مع مبارك، فقد استخدم في الخطاب تقنيات بالغة الكفاءة في التلاعب النفسي والعقلي بالجماهير، من أهمها استخدام بلاغة أبوية حيث تقدم الرئيس السابق بوصفه أبا للمصريين من غير المقبول التبرؤ منه، كما أنه من غير الأخلاقي والديني فسخ العلاقة مع الأب، وكذلك استثارة الذاكرة الخطابية للمصريين التي تمتليء بآلاف الألفاظ التي تجعل من الرئيس نبيا، يفني حياته لمصلحة بلده، إضافة إلي اللعب علي بعض القيم الاجتماعية مثل مسألة التمسك بأرض الوطن ورفض مغادرتها، وكذلك الآداء المححبوك حبكة بلاغية متميزة، ومنها استخدام الصوت الخافت وربط صورة المحتجين بصفات سلبية مثل غياب العقل، والتضحية بمصالح الوطن لأهداف شخصية.

منهج هتلر

واتبع مبارك منهج الديكتاتوريين في مخاطبة شعوبهم في منتصف الليل، حيث كان هتلر أحد أكثر ديكتاتوريي العالم وهو أيضا أكثرهم تأثيرا، يختار مخاطبة جماهيره حين ينهكها التعب، وإثر ساعات عمل منهكة، فحين تنهك الأجساد وترتخي الأعضاء وتتباطأ الحركة تضعف قدرة الشخص علي التفكير المنظم ويميل لأن يكون أكثر سلبية لما يسمعه وهو غاية مايتمناه السياسيون من جمهورهم علي مر العصور، والمرء يصبح أكثر قابلية للتأثير بخطاب ما، حين تشل قدرته العقلية النقدية بإدخاله في حالة رعب وتخويف شامل وإنهاكه جسديا وذهنيا، وسلبه الثقة في القدرة علي الفعل أو الاستجابة، وفي هذه الحالة يكون الانسان ميالا إلي قبول مايتلقاه

والاقتناع به دون مساءلة.

لغة العين

أما لغة الجسد التي استخدمها مبارك خلال خطاباته الثلاثة فتقول عنها الإعلامية ومدربة التعبير عن النفس حنان مسلم انه خلال الخطب الثلاثة كانت هناك سمة أساسية تميزه وهي العين، وذلك من خلال التواصل مع العين من خلال الجمهور، فأول خطاب له كان يوم 28 يناير وكانت عينا مبارك فيها كم من التحدي والإصرار وفكرة المواجهة (علي فكرة أنا قاعد ومش همشي زي زين العابدين) فالعين كانت فيها حالة من التحدي وبلغة البينج بونج فإذا كان المتظاهرون قد أظهروا الغضب فهو أيضا رد الكرة بأنه أيضا غاضب ولكنه صامد، وهذا الخطاب اتصف بكثير من العقلانية، أما الخطاب الثاني فقد استخدم فيه مبارك عينيه بمهارة شديدة جدا، حيث استخدم مهارة الاستعطاف والرجاء، كما لو كان يقول إنني مازلت مصرا علي موقفي ولكن من خلال العاطفة.

مشهد النهاية

وتتابع حنان مسلم: "غير أن الخطاب الثالث والأخير كان فيه شئ غريب، حيث تغير وقوفه أكثر من مرة، كذلك الإضاءة والمونتاج كان فيها خطأ فني وعلي مستوي لغة الجسد فالجو كان مرتبكا جدا بما فيه مبارك، وخطابه كان دليل هذا الارتباك حيث غاب التركيز، وتحركت عيناه كثيرا، ولم ينظر إلي جمهوره إلا قليلا، وهذا دليل علي عدم القدرة علي المواجهة فالعين هي رمز الضمير، فالنظر في عين الشخص كاف لاستكشافه وعدم النظر إلي الجمهور يعطي الانطباع بعدم القدرة علي المواجهة وأن كل فرص التفاهم قد نفدت".