رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحف عربية: أبناء القذافي يستعدون للفرار


الأحداث والتغيرات التاريخية التي يشهدها العالم العربي منذ بداية العام الميلادي الحالي، سواء في متغيراتها، ونتائجها، وسيرورتها أدهشت ليس العرب أنفسهم، بل العالم بأسره. فإلى زمن قريب جداً ظن العرب، أن عالمهم ساكن سكون موت، وأن سيرورة حياتهم جامدة جمود الحجارة، وأن المتغيرات التي تشهدها مناطق عالمية أخرى ليس لها في قاموسهم الحياتي مكان.

حتمية التغيير

فحرق البوعزيزي، كما يقول عبدالرحمن سعد العرابي في "المدينة" السعودية "رمزية صارخة لامتهان الكرامة الإنسانية التي إن خنع لها الفرد لفترة، فلابد وأن تثور لتدمر كل ما يقف في طريقها، وهو ما حدث بالفعل حين أضرمت نار جسد البوعزيزي ثورة شعبية هادرة في كامل تونس، ثم أشعلت النار في مصر، وتوالت معها التظاهرات والمطالب في اليمن، وليبيا، والجزائر، والعراق، والأردن، وسوريا، وكلها تتشابه في حتمية التغيير."

وعندما "خرج الشباب، ومعهم الشعوب إلى الميادين للمطالبة باستعادة كرامتهم، وبلغوا في مطالبهم أقصاها حين جعلوا «رحيل النظام» المرتكز الأساس لتلك المطالب، حينها أحس الحكام بالخطر، فاعترف أولهم بأنه الآن يفهم شعبه، فيما أقر الثاني بتغييرات جوهرية في مشهد بلده السياسي، لم يكن يقبل بها من قبل، حتى أنه أعلن صراحة عدم رغبته في الترشّح لرئاسة قادمة، وأنه لا نية لديه على الإطلاق لتوريث، أو ما يشبهه."

ليبيا وحسم معركة النفط

وعن ليبيا وحسم معركة النفط نقرأ في "القدس العربي": "استعاد الثوار مدينة أجدابيا من أيدي كتائب القذافي التي سيطرت عليها، وبات الطريق مفتوحا أمامها للتقدم نحو مدينة البريقة ورأس لانوف النفطيتين، حيث أصبحت مسألة الاستيلاء عليهما مجددا مسألة وقت لا أكثر ولا أقل." وأضافت "أن الصراع يحتدم حول هاتين المدينتين لعدة أسباب رئيسية، أولها تركز الصناعة النفطية التي تشكل المصدر الأساسي لثروات البلاد فيهما، وثانيهما أن السيطرة على هاتين المدينتين تعني أن الباب بات مفتوحا لمهاجمة مدينة سرت، أحد معاقل العقيد معمر القذافي الأساسية، ومن ثم الزحف باتجاه العاصمة طرابلس."

ممانعة بلا رصيد!

وفي الشأن الليبي أيضا نقرأ في "الرياض" السعودية للكاتب عبد الله القفاري: "ماذا كان بإمكان هؤلاء أن يقدموا للشعب الليبي وهو يتعرض لأبشع آلة التصفية والتنكيل.. ماذا كان بمقدور حلف الممانعة ان يصنع للشعب الليبي أمام استباحة نظام القذافي؟ فقط تجرح مشاعرهم الرومانسية العروبية مشاهد التدخل الغربي.. لكن لا تحرك سواكن مشاعرهم العروبية الخالصة مشاهد قتل آخر إنسان ليبي يرفض القمع وينشد الحرية؟!"

فحسب الكاتب "لم يكن طلب التدخل الدولي في الوضع الليبي أمراً سهلاً على الثوار الليبيين أنفسهم، كما لم يكن أمرا يسيرا على أي عربي ليقبل به ناهيك أن يدعو له لولا تلك المشاهد المروعة التي صنعتها آلة القذافي العسكرية لتحيل مدن ليبيا المنتفضة على استبداده الطويل خرابا وحرائق وأشلاء ودماء."

ويتابع القفاري قائلاً: "بين الضرورة الأخلاقية وبين ممانعة بلا رصيد، يتوقف العرب عند دعم أو رفض هذا التدخل... بين الشعور الفائق بكارثية نظام لم يعد له شبيه في العالم، وبين محاولة تخريج صورة ليست دقيقة، ومقارنات لا صلة لها بالواقع، وفي زمن وظروف مختلفة، ثمة محاولات لتشويه ملامح ثورة شعبية بدأت بانتفاضة سلمية وانتهت الى مواجهة دموية."

أبناء القذافي يحضرون للفرار

ويبدو أن ضربات المقاومة المدعومة بالضربات الجوية بدأت تؤتي ثمارها، حيث نقرأ في "الشروق" الجزائرية اليوم عن تحضير أبناء القذافي أنفسهم للفرار وتأكيد "المعارض الليبي جمعة القماطي أمس، للشروق أن شخصيات من الدائرة الضيقة للعقيد معمر القذافي تستعد للهروب برا إلى الجزائر، بعد أن تبين لها قرب انهيار نظام القذافي وتراجع قواته على الجبهة الشرقية مع اشتداد القصف الدولي على الكتائب الأمنية."

"وقال جمعة القماطي في اتصال مع الشروق من لندن إن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا وعبد الله منصور وأحمد إبراهيم القذافي ابن عم العقيد معمر وكذلك عبد الله عثمان الذي يعمل في مركز دراسات الكتاب الأخضر يحضرون أنفسهم للهروب عبر الحدود إلى كل من الجزائر وتشاد"، مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحدثت‭ ‬عن‭ ‬انشقاقات‭ ‬داخل‭ ‬الدائرة‭ ‬الضيقة‭ ‬الملتفة‭ ‬حول‭ ‬العقيد‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭."

ثقافة الخروج

وتحدثت "الخليج" عن الشأن اليمني،

فقالت: "وصلت الأوضاع السياسية في اليمن إلى الاتفاق على أن الحل يكمن في خروج المسئولين من السلطة من أجل إنقاذ البلاد، ليس من الأزمة القائمة فحسب وإنما من أجل تجنيبها كوارث أعظم . فالشعب الذي لا يغادر الميادين والشوارع يريد الخروج الآن، والسلطة تغازل الخروج لكن بشروطها . والاتفاق على المبدأ يحمل في طياته الكثير من التفاصيل المهلكة."

فالرئيس اليمني، كما تقول الصحيفة "يريد أن يفرض شروط الخروج بعد أن أخفق في تحديد شروط البقاء. وإذا كان التشبث بالبقاء تفرضه آمال، فإن الإعلان عن مبدأ الخروج لم يعد يعطي مجالاً كبيراً للمناورة . وإذا صحت المعلومات عن أن العقبات الرئيسة التي تسهل الخروج السريع تكمن في شرطي الانتقال إلى أيد غير المعارضة، وألا تكون هناك ملاحقة للرئيس والمقربين منه، فهي سهلة الحل إن كانت صحيحة أولاً وإن وزنت بميزان المصلحة العامة ثانياً."

وتمضي الصحيفة فتقول: "إذا افترضنا صحتها فإن شرط عدم إعطائها للمعارضة سهل وصعب في آن. وهذا يعتمد على معنى المعارضة . فإن كان الرئيس اليمني يعرّف المعارضة بالناس الذين يتمترسون في الميادين والشوارع فهؤلاء هم معظم الشعب اليمني، ولن يبقى إلا أولئك الذين شاركوه السلطة. وهو أمر صعب التحقيق لأن الناس خرجت ضد النظام باعتباره مجموعة من الممارسات والترتيبات والإجراءات والأفراد وليس فقط ضد شخص الرئيس."

سوريا الإصلاح.. أم القوة؟

ومن اليمن إلى سوريا حيث نقرأ سؤال طارق الحميد الذي طرحه في "الشرق الأوسط"، وقال: "يتردد أن هناك توجهين في دمشق يصارع كلاهما الآخر، حول كيفية التعامل مع الأحداث السورية الراهنة، بعد خروج موجة المظاهرات في عدة مدن؛ فطرف يرى أن ساعة الإصلاح قد حانت ولا مفر منها، بينما يرى الطرف الآخر أن استخدام مزيد من القوة لقمع المظاهرات هو الأجدى، فأيهما سينجح في الحالة السورية؟"

ولذا، يقول الحميد، "فإن سير الأحداث اليوم بمنطقتنا، وسوريا ليست بمعزل عنها، يقول إنه ليس أمام دمشق إلا المزيد من الإصلاحات، وفي التوقيت المناسب، لكي لا تأتي بعد فوات الأوان، ويرتفع سقف مطالب المعارضة لما هو أصعب وأقسى، فقد آن الأوان لتلتفت دمشق لشأنها الداخلي أكثر وتعمل جديا على توفير حلول حاسمة لقضايا الأحزاب، وتداول السلطة؛ فالجمهورية تظل جمهورية، ولا حل سحريا لهذا المأزق."

وأضاف "بكل تأكيد، فإن ما أعلن عنه من قرارات في سوريا ستتخذ، أو اتخذت، من إلغاء قانون الطوارئ، وقانون جديد للإعلام، وإقالة للحكومة، وخلافه، كلها تعد قرارات مهمة، وحيوية، بالمقاييس السورية. لكن السؤال هو: هل هذا يكفي؟ أم لا بد من مواصلة الإصلاح، واتخاذ خطوات جذرية؟ أعتقد أن سير الأحداث يقول إنه لا حل إلا بالإصلاح، فالجمود يؤدي إلى الموت."