عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وثيقتان تكشفان علاقة عميد كلية الإعلام بأمن الدولة

لم يأت بجديد عندما تحدث الكاتب الصحفي والسيناريست بلال فضل عن وصول الدكتور سامى عبدالعزيز إلى منصبه كعميد لكلية الإعلام بجامعة القاهرة بفضل علاقاته السياسية بلجنة سياسات الحزب الوطنى ورضا جهاز مباحث أمن الدولة عنه، فالكل فى مصر أصبح يعلم (وبالوثائق المطروحة فى كل حدب وصوب) كيف بلغ تغول أمن الدولة مداه فى عهد مبارك فى كل مناحى الحياة فى مصر، بحيث لم يكن يتم تعيين الموظفين مثلا فى شركات البترول إلا بموافقة أمن الدولة.

واليوم ينشر فضل وثيقتين بمقاله في "المصري اليوم" لكشف طبيعة علاقة الدكتور سامى بأمن الدولة، فى الوثيقة الأولى التى تحمل رقم (٣٤٨٢٩/٣١) بتاريخ ٢٦ أكتوبر ٢٠١٠ تحت عنوان (بشأن متابعة الحالة بكلية الإعلام)، نكتشف أن الدكتور سامى عبدالعزيز، عميد الكلية، يبلغ ضابط أمن الدولة أنه تلقى مؤخراً اتصالا من الصحفى مصطفى بكرى الذى أبلغه فيه برغبته فى عقد لقاء من خلال قناة «الحياة»، فى الساعة كذا يوم كذا، بمقر مكتب العميد بالكلية، وذلك للوقوف على دور الإعلام خلال الفترة الراهنة ورأى المذكور فى قرارات وزير الإعلام الأخيرة حول وقف بعض القنوات الفضائية، وكذا التعرف على خطة عميد الكلية فى تطوير العملية التعليمية، لاحظ أن الدكتور سامى هنا يبلغ أمن الدولة عن لقاء عادى سيتم بينه وبين صحفى كبير، يعنى لا يمكن له مثلا أن يقول إنه يبلغ عن نشاط تخريبى هدام سيتم فى الكلية، أو أنه اضطر بحكم عمله إلى أن يلجأ إلى أمن الدولة لإنقاذها من مصطفى بكرى مثلا، ثم تكشف الوثيقة نفسها فى صفحتها الثانية أن الدكتور سامى كان يبلغ أمن الدولة عن تحركات رئيس جامعة القاهرة الدكتور حسام كامل الذى كان يعمل مستشاراً إعلامياً له، حيث أبلغ الضابط أنه سيذهب فى الغد إلى مكتب وزير التعليم العالى لمناقشة وضع الحرس الجامعى بعد حكم المحكمة الإدارية العليا بطرده من الجامعة، مع أن زيارة كهذه لم تكن سرا، وكان يمكن أن يعرفها جهاز أمن الدولة من خلال مصادره فى مكتب رئيس الجامعة أو حتى مكتب الوزير، لكن الدكتور سامى حرص على أن يبلغ بها أمن الدولة من باب الإخلاص الشديد.
أما الوثيقة الثانية التى تحمل رقم تسجيل (٣٠٤٣٤/ ٢١) بتاريخ ٢٤ سبتمبر ٢٠١٠ تحت عنوان (بشأن متابعة الحالة بكلية الإعلام)، فهى تكشف لنا أن علاقة الدكتور سامى بأمن الدولة لم تقتصر على المكالمات التليفونية بل تطورت إلى اللقاءات المباشرة التى يقوم فيها سيادة العميد بإبلاغ رائد أمن الدولة معلومات لا تخص كلية الإعلام وجامعة القاهرة فقط.
بل تتعلق بشئون الحزب الوطنى، فسيادة العميد كما تصفه ديباجة الوثيقة هو عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى وعضو مجلس الشورى بالتعيين، (لاحظوا حرص الضابط على وضع كلمة بالتعيين)
ومع أن سيادة العميد بسم الله ماشاء الله حاز كل هذا المجد، فهو يجلس مع رائد أمن دولة لكى يبلغه معلومات، وهو سلوك يأنف أصغر الطلبة الأحرار الشرفاء عن فعله.
هكذا يا سادة وصل الحال بجامعة القاهرة العريقة وبكلية الإعلام رائدة كليات الإعلام فى عهد مبارك بحيث نرى طبقا للوثيقة سيادة العميد (عميد الكلية وليس عميد أمن الدولة) وهو يكشف لسيادة الرائد أنه عرض على السيد جمال مبارك أمين السياسات اقتراحات حزبية لابد من تطبيقها فى الانتخابات المقبلة، ويكشف أن اقتراحاته لاقت قبولا من جمال مبارك، تقرأ ذلك فتتخيل كيف كان الدكتور سامى يقولها بلمعة الظفر فى عينيه، لأنه نال شرفا لم يحظ به سيادة الرائد الذى يتعاون معه، وهو شرف مقابلة جمال مبارك شخصيا، ورغم أن تلك المقابلة لو حدثت للرائد نفسه لاعتبرها غاية المراد من رب العباد، لكنها لم تمنع العميد سامى من الاستمرار فى قبول هذا الوضع المهين بالاتصال بجهاز أمن الدولة، بل ربما دفعه ذلك الزهو الذى كان واقعا تحت وطأته إلى أن يقوم بتوجيه كتف سياسى لرئيس مجلس الوزراء مرة واحدة، حيث تقول الوثيقة «من جانب آخر أبدى المذكور تحفظه على عدم حضور السيد رئيس مجلس الوزراء لاحتفالية تكريم السيدة سوزان مبارك بالجامعة، وأرجع ذلك إلى إمكانية قرب حدوث تغيير فى الحكومة خلال الفترة المقبلة»، لم يعلم الدكتور سامى وهو يقول هذا الكلام لكى يبهر الرائد بقدرته على التخبيط فى رئيس الوزارة شخصياً وبمعرفته ببواطن الأمور أنه لن يحصل فى النهاية على أكثر من لقب (المذكور) فى التقرير، لم يعرف أنه عندما قَبِل على نفسه بلعب هذا الدور سيظل فى نظر الرائد مجرد (المذكور)، لأن من لا يحترم قدسية مكانته الجامعية لا يمكن له أن يحظى باحترام حتى الذين يتعاون معهم فى جهاز أمن الدولة المنحل.