رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صحف عربية: «أرامل مبارك» يحرقون مصر


كلمة «تردد» المهذبة جدا سمعها كثيرون خلال الأيام القليلة الماضية وهي تطلق لوصف المواقف الدولية، لاسيما الغربية، مما يجري من إبادة لأهلنا في ليبيا الشقيقة. أيضا سمعنا كثيرا كلمات مثل «سيادة»، و«توافق» و«إجماع»، وعبارات تعفف مصطنع ومقزز، حول الخشية من رد فعل سلبي في العالمين العربي والإسلامي من وقف «المجازر» التي كان قد بشر بها علانية رأس اللانظام في طرابلس وولي عهده.

المجتمع الدولي وضحايا ليبيا

لكن "متى كان تدمير مدينة على رءوس أهلها جريمة يعاقب عليها القانون؟" سؤال بات من السخف لدرجة أنه ما عاد يستحق الرد، حسب وصف إياد أبو شقرا في "الشرق الأوسط" اللندنية، و"أين أهمية أن يقدم ديكتاتور يتمتع بسجل حافل في قتل الأبرياء برا وجوا وبحرا، على امتداد أكثر من 40 سنة، على أن يضيف إلى مآثره مأثرة أخرى؟" وأين الخطورة في احترام «سيادة» بلد ألغى ديكتاتوره فيه - بالتمادي - كل مقومات «السيادة» ومؤسسات السلطة، بما فيها الجيش، كي يسهل عليه تطبيق نظرياته السلطوية الخاصة في تحكيم الغوغاء بأبناء جلدتهم... تارة باسم «الثورة» و«الزحف الأممي» وتارة باسم «العصبية القبلية» التي نهى عنها الإسلام منذ أكثر من 1400 سنة؟"

إن "ما يستعصي على الفهم، بل يدعو إلى الشك، هو مستوى الاحترام الجدي الذي تحظى به مسألة حقوق الإنسان في العواصم الغربية المتحضرة، التي يثرثر عنها كل ساستها ومعظم إعلامها بكرة وأصيلا. وهنا، لا حاجة لمساءلة هذه العواصم عن حقيقة مواقفها من طرابلس على امتداد العقود الأربعة الأخيرة، على الأقل لتحاشي الإحراج، ولكن ألا يستوقف المحاضرين بالديمقراطية وحقوق الإنسان ما سمعوه من اللانظام الليبي، في إعلامه والمقابلات الصحفية التي أجريت مع رموزه، على امتداد الأسابيع الثلاثة الماضية؟"

"مع هذا، لا تخجل أصوات في أوروبا، بينها وزير خارجية ألمانيا ورئيس المجلس الأوروبي، من تجاهل ما يحصل... واعتبار المأساة الليبية مجرد خلاف عائلي!"

أرامل مبارك يحرقون مصر؟!

وفي الشأن المصري نقرأ للكاتب شريف عبد الغني في "العرب القطرية": "ما حدث في مصر خلال الأيام الماضية، فضلا عما كشفته بعض الوثائق حول الدور الذي لعبه هذا الجهاز اللعين –"أمن الدولة"- في تفجيرات الكنائس، وبث بذور الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، يؤكد كم الجرائم التي ارتكبها نظام مبارك لتفتيت وحدة المصريين.. استخدم النظام نفس ألاعيب الاحتلال الانجليزي وسياسة «فرق.. تسُد»، ليبقى مسيطرا على الجميع. عمل على إقناع المسيحيين بأنه حامي حماهم وأنهم سيرون أياما سوداء لو سقط النظام لأن بديله سيكون «الإخوان المسلمين»، وفي الوقت نفسه لعب طوال الوقت على إثارة المسلمين بأن الأقباط يحاولون تغيير هوية الدولة، وسرب أخبارا عن تكدس السلاح في الكنائس، وكان يصر على بناء مسجد أمام أي كنيسة، ليس لتحقيق الوحدة الوطنية كما زعم، ولكن ليبقى كل طرف متربصا بالآخر."

"وبمجرد قيام عصام شرف رئيس الوزراء المصري الجديد، بمخاطبة الثوار في ميدان التحرير، وتأكيده على أنه يستمد شرعيته منهم، حتى أيقن السفاحون في جهاز أمن الدولة أن نهايتهم قد اقتربت، فبدأوا ألعابهم القذرة بإحراق الملفات التي تدينهم، ثم الخطوة الأخطر بإحراق مصر بنار الفتنة، بمساعدة وتحالف من يطلق عليهم «أرامل مبارك» وهم المستفيدون من نظام الرئيس المخلوع من بقايا حزبه، فضلا عن خليط من مسئولي السلطة السابقين ورجال الأعمال.. أوعزوا إلى بعض الجهلاء المتعصبين بإحراق إحدى الكنائس لتندلع شرارة التعصب من جديد، وبالتالي إفشال حكومة شرف الذي حمله الثوار على الأعناق، والتأكيد على مقولة مبارك بأن البديل له هو «الفوضى»."

جدل في الاتجاه الغلط

وعن تلخيص المشهد المصري يقدم الأستاذ فهمي هويدي قراءة للأمور في "العرب" القطرية، يقول فيها: "العسكر يريدون اختصار الزمن وتسليم السلطة للمدنيين، لكن المدنيين يدعونهم إلى التريث ويطالبونهم بإطالة مدة بقائهم في السلطة. هذه خلاصة لما يجري في مصر هذه الأيام، كما عبرت عنه الأصوات العالية في الصحافة والحوارات التليفزيونية على الأقل. وهو ما يضعنا بإزاء موقف غير مألوف. إذ في حين أن الشعب هو الذي تقدم وصنع ثورة 25 يناير، ثم تدخل الجيش ولعب دورا حاسما في إنجاحها، فإن بعض عناصر النخبة انحازت إلى فكرة إبطاء حركة الجيش، حين أدركت أنه يركض باتجاه تحقيق أهداف الثورة! وهو ما عبر عنه العنوان الذي نشر صبيحة الاثنين الماضي 7/3 وتحدث عن أن رؤساء 25 حزبا طالبوا المجلس العسكري بمد الفترة الانتقالية."

وهزمت البحرين!!

لم يعد يهم المواطن في البحرين

ما سيقوله قادة الحركة السياسية، سلطة ومعارضة عندما يحاولون كتابة تاريخ البحرين، وقول كلمتهم فيما آلت إليه الأمور منذ الرابع عشر من فبراير 2011. ليس هناك شك في محاولة كل فريق من هؤلاء القادة أن يبرر موقفه، وأن يلحقه بقائمة من الشواهد المختارة بشكل منحاز، التي تثبت صحة تحليلاته، وتؤكد ما نادى به. لكنها جميعاً ستتهاوى، وستسقط معها ورقة التوت التي سيحاول أن يتستر بها هذا الطرف أو ذاك.

وما سوف يدونه التاريخ الموضوعي البعيد عن الانحيازات، حسبما كتب عبيدلي العبيدلي في "الوسط" البحرينية، هو أن "البحرين كدولة وشعب ومجتمع قد هزمت، وأن من هزمها هم أبناؤها." لقد خرجت البحرين اليوم، وهي تجر أذيال الهزيمة، وتلعق الجراح التي أدمت جسدها سهام أولئك القادة، ونبالهم المسمومة.

الأردن .. تغيير من دون ثورة

وعما يجري في الأردن الشقيقة نقرأ لفهد الخيطان في "العرب اليوم" الأردنية: "العالم العربي يتغير, ينبغي على المسئولين في الأردن أن يسلّموا بهذه الحقيقة ويتصرفوا على أساسها, فقطار التغيير هذه المرة لن يفوت أحدا كما كان يحصل في مراحل تاريخية مضت.. الأردن ونظامه هما المؤهلان في المنطقة لتقديم نموذج مغاير للتغيير الديمقراطي السلمي, لكن ذلك يستدعي جراحات عميقة في جميع مؤسسات الدولة ومراجعات نقدية قاسية وجذرية, وربما مواجهات حاسمة مع قوى متنوعة لا يمكن أن تفرط بامتيازاتها بسهولة.. النظام السياسي الأردني يحتاج لتغيير نفسه من الداخل أولا ليتمكن من تغيير المجتمع وقيادة عملية الإصلاح الشامل.. نحتاج إلى عملية ثورية بامتياز لكن بطابع سلمي ديمقراطي يقودها النظام وليس أحد سواه.. أما ما نشهده من إصلاح الآن لا يعدو مجرد أمور شكلية لا تمس شيئا جوهريا.

إيران وزعزعة أمن الخليج العربي

وعن التربص والمؤامرة الخارجية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار الخليج نقرأ لعبد العزيز على السويد في "المدينة" السعودية، قوله: "تحاول إيران التستر على المشهد القمعي داخل المدن الإيرانية بالتسلل اللوجستي لبعض الدول العربية والاتصال بالمعارضة وتأييد بعض التحركات الشعبية للدفع بها للتخريب والفوضى, مما يحوّل الأنظار والإعلام عما يجري من احتقانات شعبية ضد الحكومة الإيرانية, تفعل ذلك مستعينة بالأيدلوجيا التي تؤجج التنافر السني الشيعي, فتسعى حكومة إيران لإشعال فتيل التنابذ وحرث التاريخ لإيجاد مسوغ طائفي للزج بالمسلمين الشيعة في بعض البلدان الخليجية في أتون الفوضى, إنها تحقق في هذا أكثر من هدف, فمن جهة إشغال الرأي العام داخل إيران عن التظاهر ضد الحكومة في طهران لينشغل فيما يدور في الخارج, وأيضا تأليب المواطنين الشيعة في الخارج للمطالبة بأي شيء, المهم لفت الانتباه وصناعة واختلاق بؤر امتعاض في هذه الدول."

"ولقد أثبت التاريخ أن السياسة هي مخاض التحارب بين الطوائف الدينية, وأنه متى ما كان الدين عنصراً للتوظيف, فالخاسر في النهاية هو الإنسان, ولهذا تلعب إيران بورقة الطائفية والمذهبية لتتغذى على الصراعات الدينية, فتبني وجودها وحضورها على زعزعة الاستقرار والأمن في منطقة الخليج."