عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صحف عربية: العرب صامتون .. والقذافى يحرض العالم على شعبه



تحدثت الصحف العربية اليوم عن الغياب العربي عن الوضع المتدهور في ليبيا وإمكانية التدخل العسكري الغربي, إضافة إلى توابع وتطورات الثورة المصرية, والوضع المضطرب في الامارات واليمن والمخاوف السعودية من تكرار المشهد لديها.

ليبيا والغياب العربي المعيب

من غرائب الأمور أن نجد العالم غير العربي تحركه الأحداث المأساوية في ليبيا، بينما في المقابل نجد الجهد العربي يبقى كلاماً وتحركاً لبلدان عربية على شكل فردي ضعيف، أما العمل الجماعي فغائب، اللهم إلا من البيان المعهود للجامعة العربية، وهي على عادتها تصدر البيانات ثم تتصور أن الأحداث ستجري وفق ما دعت إليه. فلا حاجة إلى جهد، ولا ضرورة لتنسيق بينها، وما من داعٍ لمبادرات عملية تثبت أن أفعالها تجري بموازاة أقوالها . فالتنديد بما يجري لا يوقفه، ولا يسعف الجرحى، ولا يطمئن الخائفين من القتل .

صحيفة "الخليج" رصدت هذا الموقف المخزي ووصفته بأنه لا يرتقي إلى مستوى رد الفعل العالمي، ناهيك عن أنه لا يرتقي إلى مستوى الكارثة التي تحل ببلد عربي، وهو موقف يسمح لتداعيات خطيرة تمس الأمن القومي العربي . وهناك أكثر من احتمال، فبعض المسؤولين في النظام الليبي يهددون بأن ليبيا قد تصبح صومال البحر الأبيض المتوسط، أي أنه إذا لم ينجح النظام في إخضاع الشعب الليبي فسيحول البلاد إلى فوضى . وهذا نوع من التحريض الدولي على شعبه .

 

الغرب على الأبواب

نتيجة طبيعية للتخاذل العربي أن يتحرك العالم الآخر للحفاظ على مصالحه في المنطقة بشكل مباشر، وعن هذا قال عبد الباري عطوان رئيس تحرير "القدس العربي": لا يخامرني أدنى شك بأن الزعيم الليبي معمر القذافي يفرك يديه فرحا، وهو يتابع أنباء العملية البريطانية العسكرية المخجلة شرق مدينة بنغازي وانتهت باعتقال تسعة اشخاص بينهم ضابط كبير في المخابرات كانوا في مهمة استطلاعية لإقامة اتصالات مع قيادة المعارضة، ودراسة احتياجاتها من السلاح والتدريب.

فلم يتدخل الامريكان والبريطانيون في طبخة عربية الا وأفسدوها. وتاريخنا الحافل مع هؤلاء مليء بالقصص المرعبة في هذا الصدد، ابتداء من محادثات حسين مكماهون، والثورة العربية الكبرى التي تمخضت عنها، وانتهت بوضع الدول العربية تحت الانتدابين البريطاني والفرنسي واعطاء فلسطين لليهود، وانتهاء بالحرب على العراق تحت عنوان تغيير الحكم خدمة للشعب العراقي بمعاونة بعض المحسوبين على العراق.

إرهاصات الثورة

الآن وقد أصبحت ليبيا بين نارين أن تتحول إلى صومال آخر أو عراق جديد، فلنعد أدراجنا إلى مصر والتي تصاعدت فيها التطورات بوتيرة سريعة، خاصة بعد انهيار جهاز "أمن الدولة" ونقرأ مقال فهمي هويدي في "الخليج"، والتي يقول فيها: عملية إتلاف وثائق وتقارير أمن الدولة تمت في ظل ظروف مريبة. فقد حدثت أثناء استمرار الغياب الأمني، وخلال الأربع وعشرين ساعة التي أعقبت خروج وزارة أحمد شفيق، وقبل يوم من محاكمة حبيب العادلي وزير الداخلية السابق، وتمت كلها في وقت واحد وبأسلوب يكاد يكون واحداً. الأمر الذي يثير سؤالاً كبيراً هو: إذا كانت تلك الوثائق تتعلق حقاً بأمن الدولة، فلماذا تمت إبادتها؟

الإجابة التي تخطر على بال أي مراقب هي أن الوثائق، التي حاولوا إبادتها تدين جهاز أمن الدولة وتكشف ممارساته البشعة وجرائمة بحق المجتمع عبر العقود الأخيرة على الأقل، هي شهادات إدانة للجهاز وللنظام تفضح أسراره وتقدم أدلة تعريته. ليس ذلك فحسب، وإنما تبين تلك الوثائق مدى تغلغل عملاء، وأصابع ذلك الجهاز الأخطبوطي في نسيج المجتمع المصري. وقد رأت قيادة الجهاز أن التخلص من تلك الوثائق ضروري لطمس معالم الجريمة التي ارتكبوها.

 

لا خيار إلاّ الحوار

وعن شأن عربي آخر، نقرأ في "البيان الإماراتية" تحت عنوان لا خيار إلا الحوار: كلام ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد آل خليفة عن حوار يؤسس للتغيير. كلام واضح يفترض من المطالبين بإصلاحات التجاوب لا الصد والتردد والتشكيك، فالحوار هو النهج السليم للخروج من المأزق الذي تعيشه البحرين، والمكاشفة الصادقة هي سبيل الحفاظ على البحرين وأمن شعبها الذي عرف عنه انفتاحه وتنوعه الاجتماعي الذي كان على الدوام مضرب المثال، والتاريخ حافل بالشواهد.

وفوق هذا، فأي حوار يتطلب وقتا وصبراً، فلا يمكن الوصول للنتائج قبل الجلوس على طاولة الحوار، وهو ما تسعى بعض الجمعيات السياسية فعله.

إن السياسة التي انتهجتها القيادة البحرينية في التعامل مع الاحتجاجات سليمة ودليل جديد على أن الهدف هو تحقيق الخير للوطن ولأبنائه، وأن الدولة حريصة على العمل بروح التسامح، وعلى تعميق روح المواطنة وضمان حرية التعبير، متطلعة إلى مستقبل أفضل

ملؤه التفاؤل.

اليمن تستقوى بالخليج

وعن وضع اليمن نقرأ ما كتب بصحيفة "الثورة" اليمنية: لا يمكن اعتبار اللقاء التنسيقي الذي يعقده وزراء خارجية دول الخليج واليمن اليوم في أبوظبي لمناقشة التحضيرات النهائية لاجتماع مجموعة «أصدقاء اليمن» في الرياض خبرا اعتياديا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار دلالة هذا اللقاء سواء في جانبه السياسي أو بعده الاقتصادي أو تعبيره الاجتماعي أو أثره المعنوي في المرحلة الراهنة، التي تواجه فيها المنطقة عاصفة غير مسبوقة تلقي بظلالها السلبية على أمن واستقرار مجتمعاتها وشعوبها وحاضرها ومستقبلها.

وإذا ما استشرفنا كل هذه المحددات، فإننا سنجد أنها تدل على أن اليمن والخليج منظومة واحدة، ليس في الحسابات السياسية أو الاقتصادية فقط، بل انهما كذلك في حسابات الماضي والحاضر والمسقبل، تراث وحضارة، وأواصر قربى وصلة دم ورحم، وتشابك في المصالح والأمن، وشراكة في المصير الواحد.

وفي نطاق هذه المعادلة فإن قدرنا في اليمن والخليج أن نكون معا في السراء والضراء والشدة والرخاء، ومن ذلك الظرف الراهن الذي تمر به منطقتنا والذي تبرز تحدياته في هذه العاصفة أو جائحة تسونامي المتمثلة في موجة الفوضى، التي نجد أنه وكلما تشابكت الأيدي في مواجهة رياحها الهائجة أمكن التقليل من تأثيراتها وتداعياتها واحتقاناتها على مجتمعاتنا وشعوبنا وتقليص أضرارها على أوطاننا وكبح جماحها بأقل الخسائر.

الشعوب تقلد بعضها

وبكلام يعبر عن قلق الأسرة المالكة في المملكة العربية السعودية، وربما كان هذا إعادة لنفس المشهد الذي حدث فى مصر بعد ثورة تونس، والذي يدور حول نفي انتقال عدوى التمرد والتحرك بين الشعوب العربية، تقول صحيفة "الجزيرة" السعودية: إن الشعوب الحية والأمم التي تستفيد مما يجري حولها هي الأكثر حيوية والأكثر تطوراً وتقدماً، أما تلك التي تُقلِّد دون أن تعي تبعات ذلك فلا بد أن يلحقها الضرر ويضيع هدفها؛ كون الظروف والمسببات لا تتطابق بالضرورة.

ولهذا فإن القول بأن عدوى الأحداث والاضطرابات ستصيب دولاً مستقرة أخرى يغفل أهم مرتكزات البحث العلمي، وهو وجوب تشابه الظروف والأسباب، ومع هذا اندفع البعض لتقليد ما حصل في بعض البلدان، رغم نبل المقاصد والطموحات التي دفعت المحتجين إلى إحداث التغيير، إلا أن الذي نتابعه ونشاهده هو العجز عن تحقيق ما كانت تصبو إليه تلك الاحتجاجات.

لذلك فإنه من العبث الاستماع بل وحتى إطلاق دعوات الاحتجاجات والتظاهرات من أجل فرض مطالب ليست بالضرورة تحظى بإجماع المجتمع، كما أن الظرف والمكان لا يتفقان مع الأطروحات التي يروج لها مروجو دعاة الاضطرابات والاحتجاجات، الذين يحاولون تسلق الأحداث وإطلاق دعوات لإحداث تغيير عكسي متخلف يكشف عنه استعارة المصطلح الذي يكشف عن فكر متخلف لا هدف منه إلا فرض فكر أحادي يرفضه غالبية المجتمع.. فالذين يدعون إلى التظاهر والاحتجاجات محسوبون على جماعة عُرفت بطرحها فكراً أحادياً واستبدادياً؛ ولهذا فإن كل دعوات الاحتجاجات والتظاهرات التي يدعون إليها لا يتوقع لها أن تفلح، على عكس ما حدث في بلدان أخرى؛ لسبب بسيط هو اختلاف الظروف وتباين الأهداف.