رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هاآرتس: الجنود الإسرائيليين سرقوا زملاءهم أثناء حرب 1973

بوابة الوفد الإلكترونية

نشرت صحيفة 'هاآرتس' العبرية وثيقة، تُعتبر قنبلة من العيار الثقيل، وتُضيف الملح على الجروح التي لم تلتئم حتى الآن، وبحسب الوثيقة السرية، التي أدت إلى إصابة القارئ الإسرائيلي بالصدمة مرة أخرى،

فإنه خلال حرب تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1973، مارس الجنود الإسرائيليون عمليات نهب وسلب، ليس لأعدائهم من العرب إنما لرفاقهم الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في تلك الحرب.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن الوثيقة القديمة ـ الجديدة، التي تُنشر لأول مرة، تناقض جوهريا الصورة التي دأب الجيش الإسرائيلي على إعطائها داخليا وخارجيا حول أخلاقيات جنوده الرفيعة وطهارة أسلحتهم. وفي حقيقة الأمر فإن الوثيقة التي نشرتها 'هاآرتس' للمرة الأولى ليست سوى محضر مداولات لاجتماع عقده رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي حينها، الجنرال هرتسل شافير، الذي عُين لاحقا مفتشا عاما للشرطة الإسرائيلية، مع عدد من الجنرالات في هيئة الأركان في كانون الثاني (يناير) من العام 1974.
ولفتت الصحيفة – حسبما نقلت وكالة سما الفلسطينية - إلى أن الغبار المتراكم على الأرشيف العسكري الإسرائيلي منذ ذلك الحين، قبل 38 عاما، وحتى الآن لم يبدد الارتباك جراء هذه القصة. فالجنود الإسرائيليون سلبوا رفاقهم القتلى أغراضهم وخربوا عتاد من لم يعد إلى أهله من أرض المعركة، علاوة على ذلك، أشارت 'هاآرتس' العبرية إلى أن الجنرال شافير قال في هذه المداولات إنه لا يفهم كيف أن يهودا وجنودا يمكنهم أن يفعلوا أمرا كهذا، على حد تعبيره. وأوضحت الصحيفة العبرية أنه يسمح للجيش الإسرائيلي بين الفينة والأخرى بالكشف عن وثائق عسكرية لا يعود لنشرها ضرر على أمن الدولة العبرية.
وتشير الوثيقة هذه إلى محضر نقاشات قادة عسكريين، بينهم أيضا قائد الجبهة الشمالية في الحرب الجنرال اسحق حوفي وقائد سلاح الطيران، حول استنتاجاتهم من الحرب. ويوضح الجنرال شافير، في الجلسة عينها، كما تؤكد الوثيقة الجديدة، الحوادث التي تم فيها سلب الجنود لأغراض رفاقهم القتلى أو الأسرى. ويبدي صدمته وقلقه الشديدين من هذه الظاهرة، معتبرا إياها نقطة مؤلمة لم تحل حتى اليوم، حسب تعبيره كما جاء في محضر الجلسة، الذي يُنشر لأول مرة.
وبحسب الوثيقة فقد قال الجنرال شافير إنه لم يتسن له الاطلاع على ما جرى في مسألة إتمام العتاد في المعسكرات الخلفية، ولكنه يشير في الوقت نفسه إلى أنه رأى ما حدث في شبه جزيرة سيناء خلال الحرب، وأضاف: أرى لزامَا على نفسي أن أقول إن خرابا من هذا القبيل لم أشهده في حياتي، وما أبقاه الجنود في مدرسة المدرعات ونزلوا من هناك (لسيناء والجبهة الجنوبية) أو ما أبقاه الجنود في المعسكرات الخلفية في سيناء، وتابع قائلا، بحسب محضر الجلسة السرية: لا أعرف من فعل ذلك، ولكن هذا هو شعب إسرائيل وهؤلاء هم أبناؤه. لقد خربوا كل شيء، وفتحوا الحقائب، ومزقوا، وأخرجوا وفتشوا وأبقوا كل ما كان كما في مزبلة. لا أفهم كيف أن يهودا وجنودا يمكنهم فعل شيء كهذا، بحسب وصفه.
وتوضح هذه الوثائق السلوكيات غير الأخلاقية وغير الرفاقية في الجيش، التي

تعبر ربما عن صورة الواقع البائس والفوضوي الذي شاع خلف الكواليس أثناء الحرب، وضعف الزعامة وانعدام الترتيب في أيام القتال تلك، بل أكثر من ذلك، الجنرال شافير أوضح في كلامه أن المسؤولية عن هذا السلوك غير الرفاقي وغير المحترم تقع على عاتق القادة أنفسهم، مشددا على أنه يفترض أنه بالوسع إلقاء جزء من التهمة أيضا على القادة أنفسهم. مضافا إلى ما ذُكر أعلاه، قالت الصحيفة العبرية، إن الوثائق الجديدة القديمة أشارت إلى أن ظاهرة السرقة من الأعداء في الحرب، وهي ظاهرة منبوذة، معروفة في تاريخ كل دولة شاركت في الحروب. ومع ذلك فإن الحديث في هذا السياق يجري عن ظاهرة السلب والسرقة في صفوف الجنود أنفسهم، وهي ظاهرة تمس بالعائلات الثكلى التي تطلب الاحتفاظ بأغراض أبنائها، ليست شائعة. فالعائلات تأتي للمعسكرات تطالب بما يذكرها بأعزائها فلا تجد شيئا، وقد تتعرض لنكسة لرؤية حقيبة الابن ممزقة وترى أن أغراضه مسروقة. مع ذلك فإن المؤرخ العسكري الجنرال في الاحتياط د. داني آشير، رأى أنه على الرغم من عدم أخلاقية هذه الظاهرة، إلا أنها شائعة في واقع الحروب.
وتابع قائلا للصحيفة العبرية إن هذا جزء من الحرب ويندرج فيها، حيث لا يتم التدقيق في الأغراض، وحتى عندما يتبين لاحقا أنها لأحد القتلى. ويضيف ان الكثير من الجنود في حرب تشرين دخلوا معسكرات، وأخذوا أغراض جنود آخرين، ولكن قد لا يكون ذلك بسوء نية، على حد قوله. يُشار إلى أنه بسبب سنوات خدمته الطويلة كضابط في الاستخبارات العسكرية، فقد تحول إلى أحد المؤرخين الإسرائيليين المشهورين الذي حاول سبر أغوار العمليات العسكرية التي قامت فيها الجيوش العربية من وجهة نظر أكاديمية.
وبرأيه فإن النظرية الإسرائيلية التي تقوم عليها الإستراتيجية بأن العرب هم نفس العرب، والبحر هو نفس البحر، تدل على فشل المخططات العسكرية الإسرائيلية، لأن الجيوش العربية تغيرت، وأن الإيمان الإسرائيلي بأنه يمكن الانتصار عليهم، كما حدث في عدوان 1967 لا يمت للحقيقة بصلة، على حد تعبيره.