رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تايم للثوار:انسوا الفرحة وانتظروا التحديات

حذرت مجلة "التايم" الأمريكية ثوار ليبيا ومصر وتونس وكافة الشعوب التي نجحت في الإطاحة بحكامها الذين ظلوا لسنوات قابعين على صدورهم من الفرحة العارمة لأن نجاحهم في المعركة هو أبسط التحديات التي تنتظرهم، وأن الاستيلاء على السلطة هو الجزء السهل، فهؤلاء الثوار أمامهم مهمة ثقيلة

جدا وخطيرة وهي بناء مؤسسات الدولة التي دمرها عقود من الاستبداد، والنهوض بالبلاد وتحسين الاقتصاد، وإيجاد فرص عمل لآلاف العاطلين.
وقالت المجلة اليوم الإثنين إن نجاح الثوار في دخول العاصمة الليبية ووضع نهاية لعهد القذافي لتنضم ليبيا إلى مصر وتونس على لائحة الدول العربية التي أطاحت بالطغاة، والتغيير السياسي تبدو متجهة إلى اتخاذ مكان في اليمن أيضا، الأمر الذي يؤشر بأن الربيع العربي يستعد للدخول في عصر جديد من الحرية والرخاء في منطقة الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة لكن لجعل هذه الرؤية المتفائلة للمستقبل واقعا يجب على هؤلاء الثوار الكثير من العمل، فتقدم الثوار في طرابلس وهم يعتقدون أنهم انتصروا في الحرب، لكن الحقيقة أنهم ربحوا معركة فقط، ورغم أنهم قد لا يدركون ذلك بعد أشهر من الصراع المرير، فإن الاستيلاء على السلطة يعتبر الجزء السهل، ولضمان نجاح الربيع العربي يجب على القادة الجدد في العالم العربي حل الصعوبات الخطيرة التي تنتظرهم ومن بينها إعادة بناء المؤسسات السياسية التي مزقتها عقود من الحكم الاستبدادي، واستعادة النظام والقضاء على الفساد الذي استشرى في المجتمعات، ليبقى أكبر تحدٍ أمام هؤلاء القادة وهو الاقتصاد، فبالاقتصاد يمكن للربيع العربي أن ينجح بشكل جيد للغاية، فقدرتها على خلق فرص العمل يساهم في نجاح الربيع العربي.
وتساءلت المجلة عن السبب الذي يجعل توفير الوظائف أهم أسباب نجاح الربيع العربي؟ وتجيب قائلة إن جذور الربيع العربي تمتد إلى نصف قرن من السياسة الاقتصادية السيئة، فبينما نجحت آسيا في تطوير

اقتصادها، مستفيدة من الخارج والاستعانة بمصادر خارجية لخلق فرص عمل وزيادة الدخل ، فإن العالم العربي عكس ذلك تماما، فحكومات المنطقة كانت تميل لصالح الدولة الثقيلة وعدم بناء الاقتصاد بشكل جيد.
كما أن الإحباط من السجل الاقتصادي البائس يتجلى في شوارع الشرق الأوسط، من ميدان التحرير في القاهرة لدار اللؤلؤة في البحرين، كما أن الشباب العاطل كان وقود هذه الثورات التي أطاحت في النهاية بالحكام المستبدين، ووفقا لتقرير صادر عن مؤسسة التمويل الدولية والبنك الإسلامي للتنمية، فإن بطالة الشباب في الشرق الأوسط هي الأعلى في العالم وبلغت نحو 25 ٪، وهؤلاء الشباب يريدون تغييرا حقيقيا لتحقيق تحسن حقيقي في حياتهم.
وحذرت المجلة من أن هؤلاء الشباب إذا لم يجدوا التغيير الذي يريدونه بسرعة كافية، فإنهم يمكن أن يتحولوا على السياسيين ويثوروا ضدهم، الأمر الذي قد يثير المخاوف بأن الربيع العربي سوف يتحول إلى جولات لا نهاية لها من عدم الاستقرار السياسي، والشباب التعيس يزول للشوارع مرة أخرى ومرة أخرى تطالب بالإصلاح أسرع وأسرع، هذا هو بالضبط ما نراه يحدث في مصر التي بدأ ربيعها يتحول لكارثة إذا لم ينقذها السياسيون، فالربيع العربي يمكن أن يفشل بسبب السياسات الاقتصادية.