رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

5 رسائل سعودية فى مواجهة قطر والإخوان

بوابة الوفد الإلكترونية

قال المحلل الإسرائيلى "يوسى نيشر" فى مقال تحليلى نشرته "الإذاعة الإسرائيلية": إن الصراع الحالى بين الرياض والدوحة هو صراع على هوية المنطقة.

وقال: إن صمود الأنظمة الملكية العربية، ولا سيما الخليجية منها، حتى الآن أمام تسونامى الثورات العربية لا يمنح تلك الأنظمة الحصانة من الأزمات الداخلية والخارجية، لا سيما فى الوقت الذى يكتنف فيه الغموض الكثيف السياسة الشرق أوسطية التى تنتهجها واشنطن (الحليفة التقليدية لتلك الأنظمة) فى عهد الرئيس الأمريكى باراك أوباما.
وأضاف أنه مقابل تفكك عدد من الدول العربية وشلل اقتصاد البعض الآخر منها منذ انطلاق "الربيع العربي" والاقتصاد الخليجى يزداد قوة خلال السنوات الاخيرة وليس اعتمادًا على النفط فحسب, بل على قطاعى الصناعات والخدمات أيضأ, الأمر الذى يعيد دول مجلس التعاون الخليجى (وهى من أغنى الكتل الاقتصادية فى العالم اليوم) إلى الواجهة السياسية ويسمح لها بالاستفادة من اقتصادها لتسوية الصراعات الإقليمية أو تأجيجها.
وتابع بأن التحرك السعودى الجديد المتمثل بسحب السفراء الخليجيين من الدوحة وإعلان عدد من التنظيمات التى تدعمها دولة قطر، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وجبهة النصرة كتنظيمات إرهابية، يُعيد إلى الواجهة هشاشة العلاقات الخليجية – الخليجية ومخاوف الأنظمة الملكية الخليجية من سيناريوهات زعزعزة الاستقرار فى بلدانهم رغم النفط، ورغم المكانة الاستثنائية للعائلة المالكة فى تلك الأنظمة.
وأضاف أن استقلالية القرار القطرى خليجيًا تشكل منذ أكثر من عقدين مصدر قلق بالنسبة للرياض وتحديًا للدور القيادى الذى تسعى المملكة العربية السعودية إلى لعبه عربيًا وإقليميًا، مشيرًا إلى أن دولة قطر الصغيرة جغرافيًا وديموغرافيًا والكبيرة نفطيًا تسعى مرارًا وتكرارًا إلى تحدى الدور القيادى الخليجى السعودى عن طريق تبنى سياسة خليجية مستقلة والتلميح بانتماءها إلى محاور معادية للرياض.
واستطرد الكاتب الإسرائيلى بأن استقلالية القرار القطرى خلال العقدين الماضيين برزت بشكل خاص بثلاثة عوامل رئيسية، أولها التلميح بالتقارب مع طهران وحلفاءها، وثانيها التقارب والتعاون مع إسرائيل (حتى 2008)، وثالثها إطلاق قناة الجزيرة التى تلعب دورًا محوريًا فى سياسة الدوحة الخارجية.
ورأى الكاتب أن دولة قطر ستدفع فى نهاية المطاف ثمن تمردها على السعودية وتجاوز الخطوط الحمراء التى حددتها للرياض، مشيرًا إلى أنه ليس سرًا أن قطر منذ فترة باتت محسوبة بنظر بعض الدول العربية (ولا سيما الخليجية منها), على "محور الدوحة – أنقرة – جماعة الإخوان المسلمين وحماس"، حيث تتهم السعودية قطر بدعم الإخوان المسلمين فى مصر وجبهة النصرة فى سوريا والحوثيين فى اليمن، خلافا لمواقف الرياض من الدول المذكورة، ناهيك عن استضافة الدوحة للشيخ يوسف القرضاوى المعروف بدعمه للإخوان المسلمين وعداءه للرياض والقاهرة ما بعد سقوط نظام مرسى والإخوان.
وأضاف أن ما يزيد التوتر بين الدوحة والرياض هو الدور الذى تلعبه قناة الجزيرة فى تحريك الأجندة المعادية للمملكة العربية السعودية، وعلى رأسها الاجندة الاخوانية,

لاسيما أن العديد من النظم فى العالم العربى تتساءل اليوم حول مدى مصداقية قناة "الجزيرة" الذراع الإعلامى للنظام فى الدوحة، والتى تقوم بتحريك الشوارع العربية ضد قادتهم فى الوقت الذى تقدّم فيه الملكية القطرية كذروة الممارسة الديمقراطية فى العالم العربي.
وأشار الكاتب إلى أن التحرك السعودى الجديد والمتمثل بسحب السفراء من الدوحة وبإعلان قائمة جديدة من التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين يحمل بعض الرسائل، أولها أن تحرك الرياض يأتى لاستعادة الدور القيادى السعودى فى المنطقة مستفيدة من نفوذها الاقتصادى الاقليمى الكبير فى مرحلة إعادة بلورة الشرق الأوسط على خلفية الثورات والتحولات فى بعض الأنظمة والتحول فى السياسة الأمريكية بالمنطقة.
الرسالة الثانية تتمثل فى أن تحرك الرياض يشكل رسالة تحذيرية إلى دولة قطر من مغبة تجاوز الخطوط الحمراء السعودية، وعلى رأسها المساس بالأمن القومى الخليجي.
والرسالة الثالثة هى أن تحرك الرياض يوجه رسالة إلى واشطن تمهيدًا لزيارة الرئيس أوباما للسعودية المتوقعة هذا الشهر، علمًا بأن السعودية تعتبر من أبرز متضررى شهر العسل بين الرئيسين أوباما والإيرانى حسن روحانى ومن سياسة الابتعاد عن الحلفاء التقليديين فى المنطقة التى تبناها أوباما خلال العامين الماضيين لصالح التقارب مع طهران والتعايش مع موسكو.
والرسالة الرابعة هى أن تحرك الرياض يشكل رسالة دعم سعودية (سياسية وأمنية ومالية) للقاهرة فى مرحلة ما بعد مرسي, وذلك فى وجه الدعم القطرى (المالى والسياسى والإعلامي) لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر. كما يشكل هذا التحرك أكثر من تلميح لسعى السعودية لإعادة تشكيل "محور الرياض – القاهرة" تمهيدا لعهد المشير عبد الفتاح السيسى الذى تُعتبر مواجهة جماعة الإخوان المسلمين المدعومة من دولة قطر من أبرز أولوياته.
الرسالة الخامسة والأخيرة هى أن تحرك الرياض يشكل رسالة تحذيرية إلى طهران أيضًا حول سياستها النووية واستمرار دعمها لبشار الأسد فى سوريا وللشيعة فى الخليج.