رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإيكونوميست: أوكرانيا.. ساحة حرب جديدة فى أوروبا

فيكتور يانوكوفيتش
فيكتور يانوكوفيتش

قالت صحيفة "الإيكونوميست" البريطانية إن أوكرانيا تحولت من دولة تسعى لعلاقات أقرب مع الاتحاد الأوروبى لتصبح ساحة حرب جديدة فى أوروبا، فى عنف لم تشهده هذه البلاد منذ إعلان استقلالها.

ففى تقرير لالقاء الضوء على الأزمة الأوكرانية المتفاقمة وتحولاتها، استهلت الصحيفة وصفها للمشهد بالقول أن الموقف الأوكرانى لا يمكن لأحد التكهن بنتائجه، حيث أنه قبل يوم واحد من تصاعد الأزمة من جديد ومع قرب إصدار الحكومة الأوكرانية لقرارات العفو بحق المتظاهرين وبدء المتظاهرين فك متاريسهم استعدادا لإخلاء المبانى التى احتلوها، ظن الجميع أن الأزمة الأوكرانية كانت على وشك النهاية، حتى بعد اتفاق الرئيس الأوكرانى مع المعارضة، ما زالت بعض مناطق كييف مشتعلة.
وذكرت الصحيفة أن العنف فى البلاد بين الشرطة والمتظاهرين وعدد القتلى المتزايد بين الطرفين دفع القوات المسلحة لإعلان أنها تستعد للتدخل خشية الانزلاق للحرب الأهلية، مما جعل الكثيرين يخافون متسائلين "كيف لدولة كانت تقترب من الانضمام للاتحاد الأوروبى أن تشهد على أرضها كل هذا العنف"؟!
وأضافت الصحيفة أنه منذ سقوط الاتحاد السوفيتى كان متوقعا لأوكرانيا أن تصبح من أكثر الدول ازدهارا وذلك لامتلاكها كل المقومات اللازمة لذلك، ولكن نخبتها كان لها فهم آخر لهذه العوامل فاستغلوها بفسادهم على جميع النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية لكى تكون غنيمة لهم دون تقاسم عوائدها مع العامة، بالإضافة إلى التدخل الروسي.. مستغلين مشاكل انقسام شعبها ما بين جزء شرقى صناعى يتحدث الروسية وما بين مؤيد للغرب، ولكن الذى منع انقسامها هو أن كلا الطرفين (الشرق والغرب) يتفقان على أن "كييف" هى العاصمة.
وتابعت أن بذور الأزمة المشتعلة حاليا بالبلاد هو أنه عندما قرر يانوكوفيتش سرقة الانتخابات الرئاسية - حسب الصحيفة - ، ولكنه لم يستطع نتيجة طوفان الشارع الذى أتى بألد معارضيه لرأس السلطة فيكتور يوشينكو ويوليا تيموشينكو"، الثورة التى وصفت بـ"البرتقالية" عندما رفض سلفه ليونيد كوتشما استخدام القوة

كما كان يتمنى يانوكوفيتش.
بعدها بست سنوات جاء يانوكوفيتش على رأس السلطة، مستغلا فشل يوشينكو وتخبط نظامه السياسي، بحجة العودة للإستقرار دون أن يعرف الناس حينها أنه مجرد نسخة لنظام حكم الكريملين، ملقيا بخصومه السياسيين فى السجون ومرتكبا أبشع الجرائم من المجازر ضد أبناء شعبه المعارضين لسياساته وميوله الروسية التى استغلها لابتزازهم، خاصة بعد قرض الـ15 مليار دولار الذى وعده به نظيره الروسى بوتين وعقود الغاز الرخيصة، ليوزعها على فاشيته وأصدقائه، وهو السبب الرئيس فى تراجعه بخصوص عقد الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والذين غضوا النظر عن نظامه كون سياساته مشابهة لسياسات حكم الكريملين منذ البداية وظنوا أنه من الممكن إقناعه بالانضمام إليهم بدلا من اتحاد بوتين الأوراسي.
وفى وصف أدق للمشهد الثورى الأوكراني، ذكرت الصحيفة أن المتظاهرين قد أدركوا أن القضية لم تعد خيارا ما بين قبول الشراكة مع الاتحاد الأوروبى أم لا، بل أصبحت المسألة بين خيارين لا ثالث لها "نظام سلطوى لما بعد الاتحاد السوفيتى أو نظام أوروبى حر"، حيث رأوا أن الفرصة قد أتت للتخلص من ميراثهم السوفيتى الظالم ، وهو ما يعتبر تهديدا مباشرا للكريملين ولذلك سعوا بكل السبل لتقديم النصيحة ليانوكوفيتش بتشديد الخناق على المعارضة كما يفعلون فى بلادهم.