رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوروبا تسعى لحل أزمة مصر بـ"القوة الناعمة"

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان " ما هو دور أوروبا في مصر ؟" ، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا للكاتب" جودي ديمبسي" رئيس تحرير دورية" استراتجيات أوروبا" في مركز "كارنيجي أوروبا".

وقال الكاتب أنه بينما تهيمن أنباء الغارة الأمريكية الجوية المحتملة على سوريا على عناوين الصحف ، يركز الاتحاد الأوروبي اهتمامه بهدوء على مصر ، حيث قام الجيش قبل شهرين بإزاحة الرئيس المنتخب محمد مرسي ، الذى ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين . وأشار الكاتب إلى أن العنف الذى انتشر على نطاق واسع قبل وبعد الانقلاب العسكرى فى مصر كان ضربة مريرة لـ "كاثرين أشتون" ، منسق السياسة الخارجية للاتحاد ومبعوثها الخاص في المنطقة ، "برناردينو ليون"، حيث استثمرت عدة أشهر لبناء علاقة مع الجهات السياسية الفاعلة الرئيسية ، مع وعود المساعدة المالية والاستثمار والتجارة المرتبطة باحترام الحكومة المصرية الجديدة لحقوق الإنسان ، وكانت "أشتون" تأمل في أن استراتيجية الاتحاد التى تقوم على القوة الناعمة قد يكون لها بعض الأثر في التغلب على الاستقطاب العميق والخطير فى مصر منذ العام الماضي .
لكن العنف و الانقلاب و قمع الإخوان المسلمين قد أثار تساؤلات حول ما إذا كانت استراتيجية الاتحاد التى تقوم على القوة الناعمة لديها أي دور فاعل ومؤثر للعب في مصر والمنطقة؟!".

واضاف الكاتب : "خلال عامين بأكملهما، كان ينظر الى الاتحاد الأوروبي على أنها وسيط نزيه . ويرجع الفضل فى ذلك لـ " آشتون" التى اكتسبت هذه الثقة من اللاعبين السياسيين الرئيسيين. والدليل أن  "آشتون" هى أعلى دبلوماسي غربي وحيد يسمح له بزيارة الرئيس مرسي فى محبسه . وأكد هذا كم أن نهج الاتحاد قد تغير منذ الثورة المصرية فى يناير 2011. 
وحتى ذلك الحين ، كان الاتحاد ومعظم الدول الأعضاء فيها سعيد بما فيه الكفاية للتعامل مع الأنظمة الاستبدادية في المنطقة بدلا من دعم حقوق الإنسان والمجتمع المدني .
ونقل الكاتب ما قاله "ليون " مبعوث آشتون فى مصر :" في أوائل عام 2011 ، بدأنا حوارا مع جميع اللاعبين السياسيين الرئيسيين والمجتمع المدني ، وعندما أصبح مرسي رئيسا ، شرحنا السبب في أنه من المهم لبناء الثقة ، يجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة ، لإشراك جميع الأحزاب السياسية فى الحكم بدلا من استقطاب المجتمع ، إلا أن مرسى فشل فى اتباع هذه النصيحة ونتيجة لذلك ، أصبح الاستقطاب السياسي أعمق و أكثر خطورة .
وأوضح الكاتب أن الجنرال عبد الفتاح السيسي ، القائد الفعلي لمصر ، الذي قال إن الإطاحة بمرسي لازمة لمنع البلاد من الانزلاق إلى حرب أهلية ، يبدو أنه الآخر ليس لديه استعداد أن تكون هناك حكومة شاملة .
والدليل هو تضييق الخناق على مزيد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ، واعتقال قادتها .
وحسب كلام المبعوث الأوروبى فإن القضية الكبرى الآن هي كيفية التغلب على الاستقطاب.
ولكن ماذا يمكن أن يفعل الاتحاد ؟ .. ويعتقد بعض المحللين أن أدوات القوة الناعمة في أوروبا قد استنفدت ، ولكن السيدة "أشتون" لا

يزال لديها أمل.
وبينما قالت وزير الخارجية الأمريكية ، جون كيري ، أن الإجراءات التى اتخذها  "السيسي "تهدف لاستعادة الديمقراطية "، قالت أشتون بصوت عال أنها ضد الانقلاب و استخدام القوة ، وقالت إنها تعتقد أن القمع لجماعة الإخوان في أحسن الأحوال قد يجلب الاستقرار على المدى القصير، في حين سيسبب المزيد من الإضرار لآفاق بناء الديمقراطية على المدى الطويل".
وقال المبعوث الأوروبى أن النظام والاستقرار الذى يحاول "السيسي" فرضه ليس هو النظام الحقيقي" ، لأنه مجرد استقرار على المدى القصير.
وبينما أعطت المملكة العربية السعودية وغيرها من البلدان، مصر 12 مليار دولار لدفع الرواتب والإعانات ، فحسب رأى المبعوث الأوروبى " هذا لن يكون كافيا لوضع مصر مرة أخرى على المسار الصحيح  "، مشيرا إلى أن المال لا يبنى استقرار البلاد على المدى الطويل ، والخطر الأكبر هو الاستقطاب " .

وهذا هو السبب في أن السيدة "أشتون" ليست مستعدة للتخلي عن استخدام القوة الناعمة للاتحاد على مصر . وقالت فى اجتماع  وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي أنها تهدف إلى محاولة بناء حوار سياسي .

ويرى "فولكر بيرتيس" ، مدير المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين ، أن القوة الناعمة يمكن أن تحدث فرقا في مصر ولكن سيكون من الضروري التحرك بشكل أفضل" .
وقال إن حزمة من المساعدات الفنية والمالية ( المرتبطة بحقوق الإنسان ) يمكن أن تستخدم على نحو أفضل من قبل الاتحاد الأوروبى فى مصر.  وهناك
العديد من المؤسسات الأوروبية تطبق القوة الناعمة ، مثل مؤسسة "آنا ليند" ، ومقرها في مدينة الإسكندرية المصرية ، حيث لديها برنامج يدعو الشباب إلى بيئة محايدة.  والتحدي هو جمع المنظمات غير الحكومية والسلطات المحلية و القادة السياسيين معا ".
وختم الكاتب مقاله بأن الاتحاد الأوروبى لا يزال يرى أنه لا بديل عن التسوية السياسية الشاملة باعتباره الطريق الوحيد للمرور بمصر إلى الأمام . ولا يمكن لأوربا مساعدة مصر ودول أخرى مقسمة في المنطقة إلا باستخدام قوتها الناعمة.