رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالصور.. الخبز طوق النجاة لتنظيم الإخوان

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت عنوان "الإخوان يتحولون إلى قوة الدقيق" نشرت وكالة "رويترز" للأنباء تقريرا خاصا حول أزمة الخبز فى مصر وأهمية هذا الملف من الناحية السياسية وكيف أن جماعة الإخوان المسلمين تعتبره طوق النجاة لمواجهة تراجع شعبيتها.

وقالت الوكالة: إن طابور الخبز يمكن أن يكون مكانا خطيرا يقود إلى الوفاة، وبالفعل وقع العديد من القتلى خلال مشاجرات فى طوابير الخبز، وكان آخر هذه الحوادث مقتل 5 أشخاص فى الإسكندرية فى أغسطس الماضى.
وأشارت الوكالة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين التى تقود البلاد حاليا عبر الرئيس الإخوانى محمد مرسى تعتبر أن حل أزمة الخبز هو أحد المفاتيح الحيوية والقوية لتعويض تراجع الشعبية. فهى ترى أن ابتكار طريقة جديدة لتقديم الخبز للمواطنين بأمان ونظافة من المخابز إلى ديارهم، هو إنجاز كبير يحسب للحكومة.

ونقلت الوكالة فى تقريرها عن محمد جابر وهو ناشط  من الإخوان فى الإسكندرية قوله: إن الخبز مسألة حيوية جدا، لذلك أنا حررت وقتي وأقود مشروع تسليم الخبز في أحد أحياء الإسكندرية القديمة حيث قتل خمسة أشخاص في مشاجرات على طوابير الخبز في أغسطس الماضي.

وأشارت الوكالة إلى أنه فى الوقت الذى تخسر فيه الحكومة التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين الدعم والتأييد، وتقول جماعات المعارضة: إن الرئيس محمد مرسي وحكومته غير كفء فإدارة الملف الاقتصادى، تبحث الجماعة عن حلول عملية لكسب التأييد الشعبى,
وبينما يشكو الإخوان في الوقت نفسه علنا من عرقلة مؤسسات الدولة والبيروقراطيين لخطط الحكومة، بدأت الجماعة فى التصرف من تلقاء ذاتها والاعتماد على قدراتها الذاتية فى مواجهة المشاكل الجماهيرية، حيث تم نشر العمال على مستوى الشارع لإصلاح ومواجهة المشاكل اليومية التي يتردد صداها مع الملايين من المصريين الفقراء.

ويعتبر الخبز هو واحدة من أكثر القضايا سخونة في مصر. فقد تسببت زيادة أسعار الخبز فى عهد الرئيس الراحل "أنور السادات"  فى أحداث شغب في عام 1977، في حين واجه الرئيس المصري السابق حسني مبارك الاضطرابات في عام 2008 عندما ارتفعت أسعار القمح، وعندما ارتفعت أصوات المصريين ضد حكم مبارك قبل عامين، كانت  واحدة من الهتافات: " عيش ، حرية، عدالة اجتماعية."

والحملة لتنظيف الخبز وحسن توزيعه، باعتراف الإسلاميين خاصة، مهمة شاقة. فى بلد يعيش فيه 84 مليون نسمة. وقد بدأت 500 منظمة غير حكومية فى توزيع الخبز في الأشهر القليلة الماضية.
وذلك ليس بوصفه عملا خيريا ولكن لتجنب المشاكل في النظام القائم حسبما يقول "أحمد عيسى"، وهو مسئول كبير في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمن.  وفى الإسكندرية ، حيث النفوذ الأكبر للإخوان ، رخصت  الحكومة لــ 50 منظمة غير حكومية لتقديم أرغفة الخبز المدعوم من قبل الدولة، وحوالي نصف هذه المنظمات لها صلات وثيقة بجماعة الإخوان.
ولا تعمل تلك المنظمات فى مجال الخبز فحسب ، بل تعمل على إيصال الوقود المدعوم ومراقبته.

وعلى الرغم من أي منظمة غير حكومية يمكن أن تتورط

فى مشاجرات ومشاكل مع المواطنين، إلا أن قوة جماعة الإخوان المسلمين، وقدراتها فى مجال العمل التطوعى على مدى عقود وقدرتها على تنظيم نفسها في الشوارع، مكنها من ذلك.

ويقول جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، الجماعة تلعب دور "السقالة" لدولة فاشلة.

ويقول منتقدون: إن المبادرة التى أطلقتها الجماعة لحل أزمة الخبز تؤكد أوجه القصور في الحكومة وإخفاقاتها وتهدف إلى تحسين صورة الجماعة.
وقال "خليل العناني"، وهو أكاديمي في جامعة دورهام في انجلترا وخبير في شئون الإخوان المسلمين : إن الجماعة تحاول مواجهة المعارضة والتدهور فى الشعبية  من خلال التركيز على مشاكل الحياة اليومية للمواطنين، بعد اتهام الجماعة بالفشل فى إدارة مصر".
وأضاف: إنهم لا يثقون في مؤسسات الدولة، وهم يعرفون أن هناك نوعا من الرفض لهم من جانب تلك المؤسسات. لذلك فهم يفضلون التصرف من تلقاء أنفسهم للحفاظ على شعبيتهم.

ويعتبر الخبز هو أيضا مصدر للدخل بالنسبة للكثير من الناس الذين يصطفون خارج المخابز منذ الفجر، حيث يقوم البعض بإعادة بيع كميات الخبز للمزارعين، الذين يجدونه أرخص لإطعام مواشيهم بدلا من الأعلاف الحيوانية.
ورصدت الوكالة صورة حية لعملية توزيع الخبز فى منطقة القبارى بالاسكندرية ودور جماعة الاخوان هناك ، وهى المنطقة التى قتل فيها 5 اشخاص ف اغسطس الماضى بسبب الخبز. وتحدثت الوكالة عن منظومة الخبز الجديدة التى تضمن عدم التلاعب من قبل أصحاب المخابز، ومواجهة السوق السوداء ،
وهى المنظومة التى تديرها  وزارة التموين التي يرأسها وزير من الإخوان ، يحاول تغيير الامور مع نهج الجزرة والعصا. الدولة تدفع الآن حافزا أكبر للخبازين ، لكنه يهدد أيضا بغرامة فى حالة البيع في السوق السوداء، وفي الوقت نفسه، فإنه يهدف إلى كبح جماح سيطرة الخبازين على مبيعات الخبز، بإسناد مهمة تسليمه لمجالس المحافظات في بعض أجزاء من البلاد، والتطلع إلى المنظمات غير الحكومية في المناطق التي لا ترقى  فيها المجالس إلى هذا الدور.